الذكاء وعلاقته بالذاكرة في التحصيل الدراسي

الذكاء وعلاقته بالذاكرة في التحصيل الدراسي

0
(0)

بسم الله الرحمن الرحيم

في كثير من الندوات التي قد تنظمها المؤسسات التعليمية كوزارة التعليم أو الثقافة وغيرهما ، يثار تساؤلات كثيرة من أبنائنا وبناتنا الطلبة والطالبات عن ” الذكاء والشخص الذكي ” ، وهل هو الشخص العبقري أو الموهوب ؟ ، وماذا نعني عندما نقول بأن هذا الشخص متخلف عقلياً أو معتوهاً ؟ ، وهل الذكاء فطري ؟ أم أن هناك عوامل أخرى تؤثر فيه ؟ مثلاً كالمستوى الإجتماعي والإقتصادي للفرد.

ومن أي البيئات يظهر الشخص الذكي ” الريف أم الحضر ؟ ، وهل العوامل الجسدية والصحية والتدريب تساعد على نمو الذكاء ؟ ، وما هو السن الذي يتوقف عنده هذا النمو ؟ ، ثم هل هناك علاقة بين الذكاء والإستذكار أو المُذاكرة والتحصيل الدراسي ؟ وخاصة إذا كنا نعلم أن الإستذكار والمُذاكرة نوع من التعلم الموجه والمقصود ، أي أنها عملية عقلية بحته.

كما يذكرون أن الذكاء مرادف لما نسميه الذاكرة وخاصة وأن كثيراً من الناس منذ القدم كانوا يربطونها بالعقل تارة وبالذكاء تارة أخرى ، تساؤلات كثيرة وعديدة تهم جميع الطلاب ورأينا أن نُجيب عليها من خلال هذا المقال المتواضع لكي يكون بين أيدي وعقول كثيراً منهم ، وليستفيد منها الكثير ونأمل أن نكون قد سرنا على الطريق السليم … والله من وراء القصد والله ولي التوفيق.

تعريف الذكاء

هناك تعريفات كثيرة للذكاء ، وقد يرجع سبب تنوع تعريفات الذكاء وتعددها إلى إختلاف نظرة العلماء إلى الذكاء نفسه ، ومنهم من ينظر إليه من ناحية وظيفته ومنهم من ينظر إليه من ناحية مكوناته ويمكن تقسيم تعريفات الذكاء إلى خمسة أنماط وهي :

  1. تعريفات تهتم بدرجة تكيف الفرد بالنسبة للبيئة المحيطة به ، وتؤكد هذه التعريفات على الناحية الإجتماعية للذكاء من حيث معرفة الفرد للغة السائدة في الثقافة التي يعيش فيها والأرقام المستعمله فيها والمفاهيم المختلفة التي تتعلق بـ ( الزمان – المكان – القوانين – الواجبات ).
  2. تعريفات تهتم بقدرة الفرد على التعلم فكلما زاد ذكاء الفرد كلما زادت قدرته وزادت سرعته في التعلم.
  3. تعريفات تهتم بقدرة الفرد على القيام بعمليات التفكير المجرد ، أي القدرة على تناول الرموز بمهارة.
  4. تعريفات تهتم بالأساس العضوي للذكاء ، فيُنظر إلى الذكاء على أنه قدره عضويه لها أساس في التكوين الجسماني ، حيث أن إختلاف الأفراد في الذكاء لإختلافهم في التكوين العضوي وبالتالي إلى إختلافهم في الوراثه.
  5. تعريفات تجمع بين التعريفات السابقة كلها : ومعنى الذكاء في اللغة العربية هو ” سرعة الفهم وقوة الحدس وحدة الذهن ولمعانه ” ، حيث يقال للشخص المرتفع الذكاء”شخص ألمعي” ، ويقال لشخص ضعيف الذكاء ” شخص بليداً أو أحمق”.

وفي الحقيقة أن الذكاء هو كل ما ذكر ، حيث أنه لا يقتصر على تعريف واحد من التعريفات السابقة ، ومن ثم أتجه بعض علماء النفس إلى تعريف الذكاء بأمرين :

  1. ذكاء عام
  2. ذكاء خاص
  • من حيث تعريف الذكاء العام : فيشمل كل نوع من أنواع المعرفة مهما كان أصلها من أحساس أو تداعي أو ذاكرة أو تخيل أو فهم.
  • ومن حيث تعريف الذكاء الخاص : ينظر إلى الذكاء الخاص من زاويتين وهما :
  1. الذكاء العملي أو المباشر : وهو القدرة على التلاؤم لحل المشاكل الجديدة والظروف الطارئة وذلك بتكليف الحركات والأفعال مع الحوادث الواقعة وصور الأشياء الخارجية.
  2. الذكاء النظري : وهو القدرة على التكيف والفهم وإدراك العلاقات المختلفة من تشابه واختلاف وغير ذلك من العلاقات بتكييف المعاني المجرده الموجودة في النفس مع المواقف الراهنة.

ومعنى ذلك أن الذكاء العملي يكون إدراكاً خارجياً ويعتمد على الواقع ويستعمل الحركات والأفعال بصورة ظاهرة وبشكل واضح.

بينما يكون الذكاء النظري ضمنياً ويعتمد على الأدوات المعنوية والرمزية واللفظية من مفاهيم ومبادئ عقلية ولغة وذلك بدلاً من الأدوات المادية.

ومن التعريفات المتعددة للذكاء يمكن القول ” بأن الذكاء هو الطاقة العقلية أو الصفه المرافقه للعقل الذي يعمل بنشاط وفهم وعمق وسرعة وجوده.

والذكاء كلمة مجرده أو تكوين فرضي لا يشير إلى شئ مادي ملموس يمتلكه الشخص أي أننا لا نلاحظه مباشرة أو نقيسه قياساً مباشراً إنما نستدل عليه من آثاره ونتائجه.

كما أنه القاسم المشترك الأكبر بين العمليات العقلية جميعاً بدرجات متفاوته كما يمثل الذكاء الجانب المعرفي من الشخصية ، أي أن قدرة الشخص على التعرف على معالم بيئية واكتشاف الصفات الملائمة للأشياء والأفكار الموجودة وعلاقتها ببعضها البعض ، كما يتضمن الذكاء القدرة على استنباط أفكار أخرى مناسبة إذا ظهر للشخص مشكلة تحتاج إلى أعمال الذهن.

نمو الذكاء

يستمر نمو القدره العقلية التي تقاس عادة بواسطة اختبارات الذكاء حتى حوالي سن العشرين أو بعد هذا السن ، ومعدل سرعة النمو ليس كبيراً في مرحلة المراهقة بعكس ما يكون عليه الحال في مرحلة الطفولة ، ويختلف مقدار التغير أيضاً حسب نوع العمل العقلي الذي يؤديه الفرد.

وقد أوضحت بعض الدراسات أن القدرة العقلية في حالة الشخص المتوسط وكذلك الشخص فوق المتوسط بقليل قد تصل إلى قمتها في بداية العشرينات على وجه التقريب ، وهناك من الأدله ما يثبت إستمرار نمو القدرة العقلية خلال سنوات الدراسة الجامعية الا أن ذلك يميل إلى التوقف بعد بلوغ العشرينات.

ومن الملاحظ أن مستوى الذكاء ينمو بشكل أسرع لدى الأطفال الأذكياء ويستمر لمدة أطول منها لدى متوسطي الذكاء ، بينما يكون نمو الذكاء لدى الأغبياء وضعاف العقول أبطأ ولمدة أقصر منها لدى متوسطي الذكاء حيث يقف مستوى نمو الذكاء لدى الأغبياء قبل سن ١٤ سنة.

وبصفة عامه يصل نمو الذكاء إلى قمته في السن ١٦ إلى ١٨ سنة وإبتداء من حوالي سن ٣٠ سنة يأخذ مستوى الذكاء في الإنحدار ببطء شديد ، وبعد سن الخمسين تزداد سرعة هذا الإنحدار نسبياً ولكنه إنحدار تدريجي غير ملحوظ ولا يمكن الكشف عنه إلا بالإختبار الدقيق والمستمر.

ولا يعني وقوف نمو مستوى الذكاء عند ١٦١٨ سنة وقوف نمو الخبرة والتعلم ، وكل ما يعنيه أن مستوى الذكاء كما تقيسه المقاييس واحد لدى كل منها ، وتتوزع نسب الذكاء في المجتمع بصفة عامة وفقاً لما يلي :

نسب الذكاء في المجتمع

  • معتوهين ( ٠,١٢٪ ) ، ٦٠ درجة.
  • متخلفين عقلياً ( ٢,١٤٪ ) ، ٧٠ درجة.
  • ذكاء دون المتوسط ( ٠١٣,٥٪ ) ، ٨٠ درجة.
  • ذكاء متوسط ( ٦٨,٢٦٪ ) ، (٩٠ , ١٠٠ , ١١٠) درجة.
  • ذكاء فوق المتوسط ( ١٢,٥٪ ) ، ١٢٠ درجة.
  • عباقره ( ٢,١٤٪ ) ، ١٣٠ درجة.
  • موهوبين ( ٠,١٣٪ ) ، ١٤٠ درجة.

وتتدرج نسب الذكاء على المنحنى الأعتدالي من نسب ٦٠ إلى ١٤٠ درجةوقد تصل نسب ذكاء الفرد إلى درجة أكبر من ١٤٠ بحيث تصل إلى ١٨٠ درجة والتي تعد درجة غير عادية ويصل إلى هذا المستوى أقل من شخص واحد في المليون ، وهذا المستوى من الذكاء هو الذي يسمح ويساعد على القيام بأنجازات عبقرية ، ولكن ليس معنى ذلك أن كل فرد بلغت نسبة ذكائه هذه الدرجة أن يصل إلى مدارج العباقرة.

حيث أن هذا المستوى يسمح فقط ويساعد على ظهور العبقرية ويوجد في المجتمع من الأفراد التي يتوافر لديهم مثل هذا الذكاء ولكن تنقصهم الحماسة أو المثابرة ولا تسنح لهم الفرصة الدراسية أو لا تتوافر لديهم الطاقة الكافية والقدرة الهائلة التي تجعل العمل العقلي الجسمي الضروري لمثل هذه الأعمال الذكية في حيز الأمكان.

العوامل المؤثرة في النمو العقلي

  1. العوامل المرتبطة بالميلاد : وأهمها إصابات الولادة حيث أثبتت الدراسات أن ١٠ ٪ من حالات الضعف العقلي ترجع إلى إصابة المخ عند الولادة ، وأن معظم الآثار المترتبه على إصابات المخ أثناء الولادة تتمثل في خصائص حركية ، وأن ثلث الأطفال المصابين هم الذين يصابون فقط بالضعف العقلي بمختلف درجاته.
  2. عوامل الوراثة والبيئة : وتسهم الوراثة في ضوء الشواهد المتاحة بمقدار كبير في الفروق الفردية بالنشاط العقلي ، ومن الخطأ النظر إلى عامل الوراثة والبيئة كما لو كانا عاملين منفصلين انفصالاً تاماً ، حيث لا يمكن تصور أن تحدث العوامل الوراثية آثارها في فراغ بيئي ، فإن من بديهيات العلم البيولوجي أن البيئة الملائمة شرط ضروري لوصول الخصائص المحدده تحديداً وراثياً إلى الإكتمال ، وبحيث أن الجينات لا تنشط إلا من خلال البيئة.
  3. دور المخ في النشاط العقلي : في ميدان دراسة وظائف المخ امكن لعلماء التشريح تحديد مواضع النشاط العقلي في مناطق اللحا عن طريق تحديد مراكز النشاط الحسي والحركي وبعد ذلك امكن تحديد مراكز الكلام في المخ ، وتتزايد الأدلة العلمية على أن النصف الكروي اللحائي الأيمن يرتبط بالوظائف غير اللفظية ( المكانية ) بينما يتضمن النصف الكروي اللحائي الأيسر أسس النشاط اللغوي.
  4. التغيرات الكيميائية : يرتبط النشاط العقلي بصفه عامه بالتغيرات الكيمائية التي تطرأ على الجسم ، وهذه التغيرات قد تكون داخلية أي ناشئة عن الظروف الطبيعية للجسم مثل المكونات الكيميائية للمخ أو الهرمونات ، وقد تكون خارجية أي تأتي إلى الجهاز العصبى من خارج الجسم مثل الطعام والعقاقير ، فالأكسجين مثلاً من العناصر الكيميائية التي يحتاج إليها المخ في نشاطه وخاصة اللحاء ، حيث يؤدي الحرمان من هذا العنصر إلى نقائص دائمه حتى ولو كانت فترة الحرمان قصيرة ( بين ٨ أو ١٠ دقائق مثلاً ) إلا أن الإستمرار في ذلك يؤدي إلى نقصان في الذاكرة والحكم والإنتباه ، بل ونقصان الدرجات في اختبارات الذكاء ، والثيروكسين ( إفراز الغدة الدرقية ) من العناصر الكيميائية الهامة أيضاً في النشاط العقلي ، أما العقاقير فإن أكثرها تأثيرا في النشاط العقلي ( الكحول والكافيين ) ففي أحد التجارب على الكحول أدت زيادة جرعات الكحول إلى تعطيل الآداء الذي يتطلب التمييز السريع وأعطاء المعاني للأشياء البصرية والذاكرة المباشرة ، وقد يرجع ذلك إلى نقصان الدقة البصرية أو خطأ تركيز العين ، وعقاقير الهلوسة من العقاقير التي حظيت اهتمام الباحثين ، حيث أكدت البحوث أنها تؤدي بالمفحوص إلى الشعور بالهلوسة البصرية ، وانخفاض متوسط نسب ذكاء المفحوصين بعد التعاطي ، واستنتج الباحثون أن هذا الانخفاض يرجع إلى سوء التركيز وتشتت الإنتباه واضطرات قدرات التفكير والجمود العقلي ، ومن المركبات الكيميائية التي اهتم بها الباحثون أيضاً في ميدان القدرات العقلية ( فيتامين ب المركب ) والذي يلعب دورا في المحافظة على نشاط الخلايا العصبية حيث تبين انخفاض أداء المفحوصين نتيجة للحرمان من هذا الفيتامين.
  5. المستوى الإجتماعي والإقتصادي وعلاقتهما بالذكاء : تبين كثير من البحوث أن هناك علاقة وثيقة بين ذكاء الأفراد والمستوى الإجتماعي والإقتصادي لآسرهم ، ولكن بصفه عامه لا ينبغي أن نبالغ في تأكيد هذه العلاقة ، فالمحك النهائي هو حرص الآسر على توفير بيئات أكثر أثارة لذكاء الأطفال وتحقيق المناخ الذي يسمح بنمو نسبة ذكائهم ، كما أن التطرف في البيئة التعليمية فقراً يمكن أن يحدث فرقاً قد يصل إلى ٢٠ ٪ من درجات القدرة العقلية للفرد عند النضج ، وإن أكثر متغيرات المستوى الإقتصادي والإجتماعي خطأ في الدراسة من الآباء ومستوى تعليمهم ، حيث تبين أن أصحاب المهن العليا يهيئون لأطفالهم ظروفاً أفضل للتنشئة ويتمثل ذلك في زيادة المحصول اللفظي والاتجاهات الإيجابية نحو التعليم ، كما وجد أن ذكاء الأطفال الصغار ينمو أفضل في جو أسري يسوده التفاهم والاحترام المتبادل والتقدير عنه في جو تسلطي أو رافض أو زائد التسامح أو زائد الحماية.
  6. الريف والحضر وعلاقتهما بنمو الذكاء : أثبتت اختبارات الذكاء نقصان أداء أطفال الريف عن أطفال الحضر ، وقد يرجع ذلك إلى الحرمان الثقافي الذي تعيش فيه القرى بصفه عامه ، ولذلك فإن تضييق الهوة الثقافية بين القرية والمدينة يؤدي إلى زيادة فعالية وسائل التواصل والإتصال وتحسين الفرص التعليمية في الريف وحسن الإستفادة من المؤثرات الثقافية.
  7. سمات الشخصية والتغير في نسبة الذكاء : تؤكد نتائج البحوث أن سمات الشخصية كالإنبساط والإنطواء تتفاعل مع التعلم تفاعلاً مركباً ، وينطبق هذا القول على العلاقات بين سمات الشخصية والذكاء ، وفي هذا الصدد أكدت التجارب أن الإنبساط أقرب إلى السرعة والإنطواء أقرب إلى الدقة ، وتظهر هذه الفروق في الإختبارات العقلية ، حيث يتسم المنبسطين العمل بدرجة أسرع ويقومون أيضاً في أخطأ أكثر ، كما ثبت كذلك من الدراسات أن نسبة الذكاء تنمو لدى الأفراد الذين أظهروا ميلاً أقوى في نواحي النشاط العلمي وكانوا أكثر فعالية وأكثر مثابرة وكانوا جادين في عملهم وأكثر طموحاً وتنافساً في النواحي الدراسية والرياضية والنشاط الإجتماعي ، ولما كانت هذه الإستجابات يعززها كل من الإشباع الذاتي وتشجيع الوالدين والمدرسين والزملاء ، فإن هؤلاء الأفراد كانوا قادرين على إجادة المفاهيم العقلية والمهارات بسرعة أكبر وهكذا أصبحوا أكثر فعالية في التعلم وحل المشكلات.
  8. آثر التغذية والمرض على الذكاء : للتغذية أثر مباشر في النشاط العقلي ، فسوء التغذية يجعل الأطفال أقل مقاومة للأمراض المُعدية ، كما أن مخ الجنين يتأثر بنقص التغذية أثناء سنوات الحمل أو في الست شهور الأولى من حياته ، ويترتب على ذلك فساد خلايا المخ لنقص البروتين والفيتامينات الملائمة وغيرها من العناصر الهامة التي لا يمكن تعويضها حينما يتغذى الطفل بعد ذلك تغذية جيدة في مرحلة تنموية تاليه ، وتؤكد البحوث أن الأنيميا المزمنه تؤثر تأثيراً دائما وتؤدي إلى ظهور الأمراض العقلية التي تصاحب الأنيميا الخبيثه عند الراشدين ، كما أن الألتهاب السحائي يهدد أغشية المخ ويؤثر في نشاط العقل بوجه عام ، وقد أجريت دراسات عديدة على بعض الأقطار الافريقية تأكد منها أن مرض الهزال وأمراض المناطق الحاره المستوطنة مثل الملاريا والاتكلستوما والبلهارسيا تؤثر في كفاءة الراشدين في العمل وفي الأداء الدراسي ولذا فقد اعتبر العلاج الطبي وسيله لحفز النمو العقلي ، فقد قام أحد الباحثين بدراسة اثر إزالة اللوزتين المصابتين على نسبة ذكاء الأطفال ، فقام بقياس النسبة قبل إجراء العملية وبعدها بفترة مدتها ستة شهور ، فوجد أن متوسط الزيادة في نسبة الذكاء ٢,٢٥ ٪ فقط.
  9. آثار التدريب والتعليم على النمو العقلي : أن الإستمرار في التعليم الدراسي يؤدي إلى زيادة وإرتفاع درجات القدره العقلية أكثر من ذلك الذي نجده عند الجماعات الغير متعلمه في نفس السن ومن هنا كانت علاقة وثيقة بين الذكاء وبين التقدم التعليمي الدراسي بكافة مراحله ، وقد أجريت العديد من التجارب على متغير الحرمان التعليمي وخاصة في البيئات المتخلفة أو الرجعية والتي لا يواظب الطلاب فيها على الذهاب إلى المدارس والإستمرار في التعليم بالإضافة إلى شيوع الأمية بين الآباء وقد ثبت من هذه الدراسات أن هناك ارتباطاً موجب بين الذكاء ومقدار المواظبة على الدراسة ، وقد أكدت الدراسات التي أجريت على الجوانب الفارقه لإختبارات الذكاء أن التحسن نتيجة للتعليم أو التعلم في الجانب اللفظي اكبر منه في الجانب العددي كما أجريت تجارب عدة بهدف تحديد المقررات التي تسهم أكثر من غيرها في تحسين نسبة الذكاء ، وقد وجد الباحثون أن مقررات العلوم واللغات والرياضيات المالية وإمساك الدفاتر تؤدي إلى آثار إيجابية كبيرة في الذكاء ، أما مقررات الفنون المسرحية والإقتصاد المنزلي فقد أسهمت بأقل مقدار وهذا يؤكد أن المقررات الأكاديمية والتجارب المهنية تؤدي إلى تنمية القدرات اللفظية والعددية وقدرات التصور البصري المكاني على التوالي.

ويلاحظ آثر التعليم على الطلاب والتلاميذ المتفوقين في قدرتهم العقلية فيكونون أكثر دقة وسرعة عن غيرهم من التلاميذ المتوسطين أو ممن هم دون المتوسط في هذه القدرة ، فهم يدركون الأفكار والمفاهيم الاكثر تعقيداً بسرعة أكبر ويواجهون الأسئلة ويجاوبون عنها بفاعلية أكثر من غيرهم ، ويستخدمون اللغة والرموز الأخرى استخداماً صحيحاً وبدقة وفاعلية ، كما يتعلمون بسرعة ويستطيعون فهم المدركات الكلية المعقدة كما يمكنهم تنظيم ما اكتسبوه من معلومات سابقة واستخدامها بفاعلية عند الحاجه إذا واجهتهم مشكلة ما جديدة.

الذكاء والنجاح

كان الهدف من قياس الذكاء هو اكتشاف أهم العوامل التي تحدد مستويات النجاح في الدراسة أو في المهنة أو في الحياة بوجه عام ، ولذا فقد امكن تحديد الصلة الوثيقة بين ” الذكاء والنجاح ” ، حيث دلت الأبحاث المتواترة على أن الذكاء من أهم العوامل التي تحدد مستويات هذا النجاح ، لكنه ليس هو العامل الوحيد ، فالذكاء وحده لا يكفي لتفسير ( ظاهرة النجاح ) ، لأنه ليس كل ما يحدد حياة الفرد ، فالفرد يخضع في حياته لكل مكونات شخصيته ، كما يخضع النجاح لمستوى ذكاء الفرد فهو يخضع أيضاً لمستوى طاقته البدنية وإتزانه الإنفعالي واتجاهاته النفسية.

وقد لا نستطيع الآن أن نحدد بوضوح وبدقة أهم العوامل الجسدية والعقلية والمزاجية والدينامية التي يعتمد عليها الفرد في نجاحه ، ولكن يمكن أن نبين المعالم الأولى لهذه الظاهرة بما فيها من ( وضوح وغموض ) ، وضوح النواحي المعرفية وغموض النواحي المزاجية.

معنى الشخصية

والشخصية هي التنظيم المتكامل النواحي الجسدية أو الجسمية والعقلية والأنفعالية والإجتماعية ، وهي كل ما يستجيب به الفرد في إتصاله بالناس وفي مواجهته للمواقف التي يعيش أحداثها ، وهكذا يصبح الذكاء وقدراته أحد المحددات الرئيسية للشخصية.

أبعاد الشخصية

عندما يستجيب الفرد إستجابة محددة في مواجهته لموقف أو شخص أو لجماعة من الأشخاص ، فإننا لا نستطيع أن نفهم الإستجابة فهماً علمياً صحيحاً دون أن ننسبها إلى المكونات الرئيسية لشخصية ذلك الفرد ، مهما كان نوع هذه المكونات سواء كانت جسمية أو عقلية أو مزاجية أو دينامية.

فالإستجابات التي تصدر عن الفرد يجب أن ننسبها إلى أبعاد الشخصية ، وهي الأبعاد التي تحدد سلوك الفرد تحديداً علمياً واضحاً ، وهذه الأبعاد يمكن تلخيصها فيما يلي :

  1. القدرات العقلية : ويدل هذا البعد على الإستجابات المعرفية التي تنطوي على وضوح الهدف الذي يسعي الفرد لتحقيقه في موقف معقد ، ومن أمثلة هذا البعد ( الذكاء وقدراته ).
  2. السمات المزاجية : ويدل هذا البعد على الإستجابات الأنفعالية ومن أمثلة هذا البعد ( الإتزان الأنفعالي – التوتر – الألفة ).
  3. الموجهات الدينامية : ويدل هذا البعد على الدوافع ومن أمثلة هذا البعد ( الإتجاهات – الحاجات ).
  4. الإستجابات البدنية وصفاتها التكوينية والوظيفية : وبذلك تكتمل أبعاد الشخصية في جوانبها المختلفة ، حيث ترتبط هذه الأبعاد بنسب مختلفة بمستوى النجاح الدراسى أو المهني أو في الحياة العامة ، فلا شك أن ضعف البنية يحول بين مستويات الذكاء العليا وبين الوصول إلى أهدافها الكبرى وكذلك الحال بالنسبة لعدم الإتزان الأنفعالي الذي يتمثل في فشل الفرد في توافقه الإجتماعي والإنفعالي ، كما أن التعصب أيضا يجول بين الفرد وبين رؤية الحقيقة الصحيحة ، وبذلك يمكن أن ندرك دور الذكاء والقدرات العقلية والمعرفية ودور العوامل الجسدية والمزاجية والدينامية في حياة الفرد وفي تحديد آفاق الشخصية ونسب النجاح.

التحصيل الدراسي

يرتبط التحصيل الدراسي ارتباطاً وثيقاً بمفهوم التعليم الدراسي ، إلا أن مفهوم التعليم الدراسي أكثر شمولاً ، فهو يشير إلى التغيرات في الأداء تحت ظروف التدريب والممارسة ، كما تتمثل في إكتساب المعلومات والمهارات وطرق التفكير وتغيير الإتجاهات والقيم وتعديل أساليب التوافق ويشمل هذا النتائج المرغوبة وغير المرغوبة ، في حين نجد أن التحصيل الدراسي أكثر إتصالاً بالنواتج المرغوبة للتعلم أو الأهداف التربوية.

ومن أهم مصادر الأهداف التعليمية تصنيف ( بلوم – Bloom بالإنجليزية ) المشهور ، ويتألف من مجموعة من الفئات تحتوي كل النواتج أو نتائج التعلم المحتملة والمتوقعة من عملية تدريس مرتبة في نموذج هرمي من النواتج البسيطة إلى النواتج المعقدة بحيث أن أساليب الأداء المتضمنة في أحدى الفئات تعتمد على أساليب الأداء المتضمنة في الفئات السابقة لها ، وينقسم التصنيف ٱلى ثلاثة أقسام وهما كما يلي :

  1. الميدان العقلي المعرفي : ويتناول الأهداف التي تؤكد النتائج العقلية مثل ( المعرفة – الفهم – مهارات التفكير ).
  2. الميدان الإنفعالي الوجداني : ويتناول الأهداف التي تؤكد المشاعر والأنفعالات مثل ( الميول والاتجاهات – القيم – أساليب التوافق ).
  3. الميدان الحركي : ويشمل الأهداف التي تؤكد المهارات الحركية مثل ( الخط – الكتابة – تشغيل الآلات الميكانية ).

تصنيف بلوم Bloom للأهداف التعليمية في ميدان العقل المعرفي

يصنفها بلوم Bloom إلى ست فئات أو مستويات ويطلق عليها أسم ( السلم المعرفي ) كما يلي :

  • التقويم.
  • التركيب.
  • التحليل.
  • التطبيق.
  • الفهم.
  • المعرفة.
  1. المعرفة : أو تذكر المواد التي سبق تعلمها ويشمل ذلك إستدعاء هذه المواد من مستويات مختلفة ، ابتداء من استدعاء الحقائق والمعلومات الجزئية إلى استدعاء النظريات العامة ، وفي كل الأحوال يكون المطلوب هو استحضار المعلومات الملائمة إلى الذهن وتوضع فئة المعرفة في المستوى الأدنى لنواتج التعلم في الميدان المعرفي.
  2. الفهم : أو القدرة على أدراك معنى المواد التعليمية ، ويتمثل هذا في ثورة ترجمة هذه المواد من صورة إلى أخرى ( تحويل الكلمات إلى أعداد مثلاً ) وتفسير مواد التعليم ( في صورة شرح وتلخيص ) ، وتقدير لإتجاهات المستقبل ( التنبؤ بالنتائج ) وتقع هذه الفئة في مستوى أعلى بقليل من مستوى التذكر البسيط لمواد التعلم إلا أنها تقع في أدنى مستويات المهارات والقدرات العقلية.
  3. التطبيق : أو القدرة على إستخدام مواد التعلم في مواقف محسوسة جديدة ويشمل هذا تطبيق ” القواعد والطرق والمفاهيم والمبادئ والقوانين والنظريات ” وتمثل نواتج التعلم في هذه الفئة مستوى من المهارة العقلية أعلى من مستوى الفهم.
  4. التحليل : أو القدرة على تجزئة مواد التعلم إلى مكوناتها بحيث يؤدي ذلك إلى فهم بنيتها ، ويشمل هذا التعرف على الأجزاء وتحليل العلاقات بين الأجزاء والتعرف على مبادئ التنظيم المتضمنه في هذه المواد ، وتمثل نواتج التعلم هنا مستوى عقلي أعلى من الفهم والتطبيق لأنها تتطلب فهم كل محتوى المادة والتركيب البنيوي لها.
  5. التركيب : أو القدرة على وضع الأجزاء معاً لتكون جميعها جديدة ، ويتضمن هذا إنتاج اتصال متفرد ( موضع مكتوب أو كلامي ) أو خطة عمل ( مشروع بحث ) ، أو مجموعة من العلاقات المجردة ( خطة تصنيف المعلومات ) وتؤكد نواتج التعلم في هذه الفئة السلوك الإبتكاري ، وخاصة صياغة الأنماط أو الأبنية الجديدة جزئياً أو كلياً ، ويتطلب مستوى عقلياً أعلى مما يتطلبه الفئات السابقة.
  6. التقويم : أو القدرة على الحكم على قيمة مواد التعلم في تحقيق غرض معين سواء كانت هذه المواد مثلاً ( قصة – شعر – تقرير بحث ) ، وتعتمد الأحكام على محكات محددة تشمل المحكات الداخلية ( التنظيم والإتساق الداخلي ) أو المحكات الخارجية ( الأرتباط بالغرض ) ، وتدل نواتج التعلم في هذه الفئة على أرقى القدرات والمهارات العقلية في التنظيم الهرمي عند ( بلوم – Bloom ) لأنها تتطلب كثيراً من عناصر الفئات السابقة جميعاً بالإضافة إلى أحكام قيمية وشعورية تعتمد على محكات واضحة التحديد.

الذكاء والمُذاكرة

المُذاكرة نوع من التعلم وهو تعلم مقصود ، لأن التعلم يضع أمامه غرضاً معيناً هو حفظ مايتعلمه على وجه من السرعة والدقة ، والمذاكرة عملية عقلية بحته ، ولكنها عملية قابلة للتنظيم ، لذا فمن السهل أن نتدخل فيها فنشكلها بالطريقة التي نعتقد أنها أجدى وأنفع لتحقيق المراحل التي تتكون منها الذاكرة وهي الحفظ الجيد والتذكر السريع والتمييز الدقيق ، وللمذاكرة طرق عديدة لخصنا أهمها في النقاط الآتية :

كما أن بإمكانك زيارة مقال تعلم كيف تذاكر والذي شرحنا فيه كل ما يساعدك ويسهل عليك عملية المُذاكرة بالتفصيل المفيد والدقيق.

  1. أن تكون الطريقة أقصد في المجهود الذي يبذله الطالب ، وكلما كان المجهود الذي ينفق في المذاكرة لا يبث على الملل والتعب كان ذلك أوفر له وأنفع وأقصد.
  2. أن تكون الطريقة اقتصادية من حيث الوقت الذي يصرفه في التوفر على مادة معينة.
  3. أن تكون طريقة المذاكرة كفيلة بإسترجاع ما تم تعلمه بسرعة ودقه ، فدرجة النسيان وسرعته هو المحك الحقيقي لطريقة المذاكرة.

ولقد كان الناس منذ القدم يحسون بأهمية الذاكرة في حياتهم اليومية ، ويشعرون بقيمتها في البيئة الإجتماعية التي يعيشون فيها ، حتى أنهم ربطوا الذاكرة بالعقل تارة وبالذكاء تارة أخرى ، فالرجل الرشيد العاقل هو الذي يذكر أمسه لينتفع به في يومه ، والرجل الذكي هو الذي لا يغيب عنه خبر وصل إليه أو حادث مر به أو شخص تعرف عليه أو عمل مارسه أو مسآلة سبق له تناولها وحلها.

وإذا كان الذكاء ليس مرادفاً للذاكرة ، فإن الذاكرة أساس في حياتنا العقلية وأنها مظهر لما يعبر عنه علماء النفس بالذكاء ، فنحن لا نبدأ حياتنا من جديد في كل يوم وفي كل ساعة وفي كل لحظة ، ولكن حياتنا سلسلة ارتبط حاضرها بماضيها القريب والبعيد ، وكلما ضعفت حلقات هذه السلسلة والروابط كلما أهتزت وهزلت شخصية الرجل وتضألت وأصبحت حياته طيفاً عارضا وأصبح تفكيره مهملاً لا يستقيم على حال.

فالإنسان يعتمد في حياته اليومية العادية على الذاكرة ، سواء أكان ما يقوم به عملاً جسدياً أو تفكيراً بسيطاً ، وللوهلة الأولى ينصرف الذهن إلى أن الذاكرة عملية عقلية لا نحتاج إلى معونتها إلا في حالات معينة تستلزم مجهوداً عقلياً قد يطول في بعض الأحيان وقد ينتهي بالفشل لصعوبة التذكر.

الصور الذهنية والذاكرة

والصور الذهنية هي إحساسات أو مدركات حسيه سابقة استعادها العقل بالرغم من انعدام المؤثر الاصلي الذي يستثيرها.

وللصور الذهنية أهميتها في حياتنا العملية والعقلية ، لأن الشخص بإسترجاع بعض تجاربه السابقة يتسنى له أن يحل مشاكله الراهنه في ضوء تلك التجارب ، ولذلك بمقارنة ذلك بالماضي بموقفه الحاضر ، وعلى هدى هذه المفاضلة يتخير سلوكه أو يوجه إرادته ، ولما كانت الذاكرة عملية إسترجاع لتجارب الشخص السابقة ، فبذلك إن الصور الذهنية أساساً لجميع عمليات الذاكرة من حيث ضعفها وقوتها.

وتختلف الصور الذهنية عن المدركات الحسيه الأصلية في نواحي كثيرة ، فالصور الذهنية أقل تأثيراً من حقيقتها ، كما أن الصور الذهنية خالية عادة من التفاصيل الدقيقة التي تحتويها المدركات الحسيه للأشياء ، كما أنه من الناحية العملية الإنسان لا يمكنه أن يستفيد من الصور الذهنية لتجاربه السابقة إلا بمقدار ما سبق له أن أستفاد منه بالفعل عند وجود المؤثر الحقيقي ، لهذا كانت قيمة الذاكرة في عمليات التفكير محصورة في إسترجاع تجارب الفرد السابقة في أصدق صورة ممكنه ، للإستفادة منها ومواجهة موقف صعب جديد فالذاكرة لا تسترجع شيئاً لم يسبق للفرد إدراكه أو الإحاطة به من قبل.

خطوات عمل الذاكرة

يمكن تقسيم خطوات عمل الذاكرة بمعناها الشامل إلى أربع مراحل ، كل مرحلة منها تقود إلى التي تليها ، ولا تستكمل الذاكرة عناصرها إلا بأستكمال هذه الخطوات جميعاً وهي :

  1. التعلم : فهو محاولة نقوم بها ترمي إلى إكتساب معرفة جديدة ، فالتجارب المكتسبة بالتعلم هي وحدها التي تصبح مادة للذاكرة ، فالذاكرة لا سلطان لها على ميولنا الطبيعية واستعداداتنا الفطرية ولا على غرائزنا ، فالتعليم ارتباطات جديدة لم تكن معروفة من قبل وهذه الأرتباطات هي التي نحاول إسترجاعها فيما بعد.
  2. الحفظ : وهو الخطوة التالية في عملية الذاكرة ، ونحن لا نكرر ما عرفناه أو تعلمناه في كل دقيقة نعيشها حرصاً عليه من الضياع بل إن نظرة واحدة في بعض الأحيان تكون كافية لتذكر حادث معين بعد سنين طويلة دون أن نحاول الأحتفاظ به عن قصد فإذا كان ذلك منظراً شاهدناه بعيوننا أسترجعناه ، في صورة كلمات ورموز تدل عليه.
  3. التذكر : هو إسترجاع تجربة من تجاربنا السابقة ، ويكون ذلك عادة بربط هذه التجربة في سلسلة من تجاربنا المعروفة ، وقد يجد المتعلم صعوبة في التذكر في بعض الأحيان إذا كان الذي يريد تذكره أسماً غريباً أو حقيقة غير مفهومة وذلك لأنها تكون غير وثيقة الأرتباط بمجموع تجاربه السابقة ، ولا تنتهي عملية الذاكرة عند هذا الحد ، لأن الفرد قد يسترجع حقيقة من الحقائق فإذا به يكتشف فيما بعد أن ما تذكره لا يطابق الواقع وان كان يشبهه ، ويرجع ذلك الخطأ إلى عدم إستكمال عملية الذاكرة لأحد أصولها وهو التمييز.
  4. التمييز : هو محاولة إرجاع ما نتذكره أو نستعرضه إلى زمان ومكان معين ، فقد لا نحتاج في بعض الحالات إلى أعمال الفكر في تذكر حقيقة منسيه بل يكفي أن نميز شيئاً معروفاً من بين أشياء غير معروفة ، وهذا من أشهر مظاهر الذاكرة شيوعاً في حياتنا اليومية.

وفي الختام نحب أن نقول : ” الثراء المادي مهم لكنه لا يعكس النجاح من عدمه، فالنجاح يشمل أصحاب العلم والخلق وراحة البال واستقامة المسار وهداية الأولاد وإن كانوا فقراء، والفشل في الجهل وضلال المسعى وسوء الخلق وشقاء الأولاد وإن كانوا أصحاب مال، المال جزء من الرزق لكنه لا يعكس المفهوم الحقيقي للنجاح “.

المراجع :

  • د / سيد خير الله : سلوك الإنسان ( أسسه النظرية والتجريبية ) الانجلو.
  • د / جابر عبد الحميد جابر : الذكاء ومقاييسه ( مكتبة النهضة العربية ).
  • د / فؤاد أبو حطب : القدرات العقلية ( مكتبة لانجلو ).
  • د / فؤاد البهي السيد : الذكاء ( دار الفكر العربي ).
  • د / أحمد عطية : الذاكرة والنسيان ( مكتبة النهضة المصرية ).

ما مدى فائدة هذه المشاركة؟

إضغط على النجوم للتقييم!

عدد التقييمات : 0

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذه التدوينة.

الكاتب : محمد هشام كاتب محترف
"اللهم لا تجعلني شقياً ولا محروماً"

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

@peepso_user_102(عاطف محمد أبو المجد)
موضوع جميل جدا بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
@peepso_user_106(محمد هشام)
@peepso_user_102(عاطف محمد أبو المجد) شكراً أخي العزيز وبارك فيكم وجزاكم خيراً.
@peepso_user_174(عبدالله عبدالسلام)
جزاكم الله خيرا🌹♥️
@peepso_user_106(محمد هشام)
@peepso_user_174(عبدالله عبدالسلام) وجزاكم مثله وأكثر