كيفية التوافق بين السعي والإجتهاد، وبين المكتوب منذ الأزل

0
(0)

كثيرا  ما يقف الإنسان حائرا بين ما يجب عليه فعله من سعي واجتهاد للوصول إلى نتيجة متوقعة بالنسبة لما قام به من مجهود وسعي، لكنه يفاجأ بنتيجة غير التي سعى إليها، هنا يراوده سؤال، لما عليا السعي والاجتهاد ما دامت أقدارنا مكتوبة منذ الأزل ؟

قبل الإجابة على هذا السؤال علينا أولا التعرف على الفرق بين التوكل والتواكل للوصول إلى الاجابة.

الفرق بين التوكل والتواكل

التوكل على الله:

التوكل هو الثقة الكاملة بالله والاعتماد عليه في كل شيء. يعني أننا نبذل جهدًا ونأخذ بالأسباب، ولكن نعلم أن النجاح يأتي بإرادة الله. هذا المفهوم يتجلى في القول الشهير: “خُذْ بالأسباب وتوكل على الله”.

الجوانب الرئيسية للتوكل:

  1. العمل الجاد: التوكل لا يعني التراخي. يجب أن نبذل جهدًا صادقًا ونعمل بجدية.
  2. الرضا بالقدر: نقبل ما يأتي من الله برضا وثقة، حتى إذا لم يكن كما نرغب.
  3. التسليم لله: نفوض أمورنا لله ونعلم أنه يعلم ما هو خير لنا.

التواكل على الله:

التواكل هو الاعتماد الكامل على الله دون أداء أي جهد. يؤدي إلى التقاعس والكسل، وقد يمنعنا من تحقيق أهدافنا.

الجوانب السلبية للتواكل:

  1. التراخي والتكاسل: ننتظر الأحداث تجري من حولنا دون أن نبذل جهدًا.
  2. العجز والضعف: التواكل يجعلنا ضعفاء وغير قادرين على التحكم في حياتنا

القضاء والقدر

في عالم الإيمان والتفكير، يتساءل الكثيرون عن الفرق بين القضاء والقدر. هل نحن مُخيّرين أم مُسيّرين؟ هل كل شيء مكتوب  أو لدينا دور في اختيار مصائرنا؟ دعونا نستكشف هذا الموضوع من منظور الشيخ الشعراوي.

القضاء والقدر: تعريف لغة واصطلاحًا

القضاء لغةً يُعرّف بأنه الحكم والفصل، وهو الإحكام الكلي الذي يصدر من الله. و القدر، فيعني تقدير الله للأمور منذ الأزل، وهو مبلغ الشيء وحكمه عليه.


الشيخ الشعراوي قدم شرحًا مميزًا للقضاء والقدر. هذه بعض النقاط التي أبرزها:

  1. القضاء والقدر مترابطان: القضاء هو العلم السابق الذي حكم الله به منذ الأزل، أما القدر فهو وقوع الخلق على وزن الأمر المقضي السابق.
  2. القدر يشمل العلم والكتابة والمشيئة: الله علم بكل شيء قبل حدوثه، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، ثم أراده وخلقه.

القضاء يحاسب على القدر: الإنسان يحاسب على اختياراته وأفعاله، وليس على القضاء الذي لا يمكنه التحكم فيه.

أمثلة لتقريب المعنى

أب لديه ولدين ، اعطى لك واحد منهم مبلغ من المال ، وأخبرهم أنه من يتصرف فيه بطريقة صحيحة سوف يعطيه جائزة، أحدهما أنفقه في اللهو والأخر أنفق منه في سبيل الله وتكسب منه بالحلال ، وعندما عادوا الى والدهم ،أخبرهم بأن الجائزة سوف يفوز بها الاخ الاصغر لانه تصرف فى الأموال بطريقة صحيحة ، وكيف له أن يعرف دون أن يخبره أحد بتصرف كلاهما، ذلك لانه والدهم ويعرف طبيعة كل منهما في التصرف والحكم على الأشياء، هل أجبرهم على شيء ،بالطبع لا !!

ولله المثل الأعلى فالله خالقنا والصانع أدرى بصنعته فهو يعرف ما سوف نقوم به قبل حدوثه، ويعرف ما سوف نختار ، دون اجبارنا عليه ،وكتبه منذ الأزل.



الختام:

التوكل يجمع بين الثقة بالله والعمل الجاد، بينما التواكل يؤدي إلى التقاعس وعدم الاجتهاد. لنعيش حياتنا بطاعة الله وتوكلًا عليه، وفي نفس الوقت نبذل جهدًا صادقًا لتحقيق أهدافنا.

القدر المكتوب منذ الأزل يعكس الإيمان بالله والاعتقاد بأن كل شيء بيده، وفي الوقت نفسه يحث المسلمين على العمل والاجتهاد في الحياة الدنيا والآخرة

ما مدى فائدة هذه المشاركة؟

إضغط على النجوم للتقييم!

عدد التقييمات : 0

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذه التدوينة.

الكاتب : جهاد الحسيني كاتب
كاتبة محتوى ، صيدلانية ، احب الكتابة الابداعية والهادفة التى تظل عالقة فى وجدان القارئ

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

@peepso_user_106(محمد هشام)
بارك الله فيك ِ مقالة رائعة