نجيب محفوظ

نجيب محفوظ عملاق الادب العربي وأديب نوبل

0
(0)

في عالم الأدب العربي الحديث، يشكل نجيب محفوظ شخصية أدبية بارزة وأحد أبرز الروائيين والكتاب في تاريخ الأدب العربي. يعتبر محفوظ رمزًا للأدب العربي المعاصر، وقد ترك بصمته العميقة في عالم الأدب من خلال رواياته القيمة والتي تعبر عن تجارب الحياة والمجتمع في مصر والعالم العربي وفي هذا المقال سنركز على مايلي

  1. تحليل لسيرة حياة نجيب محفوظ: من الطفولة إلى الشهرة الأدبية
  2. 2. الأسلوب السردي في أعمال نجيب محفوظ وتأثيره على القراءة والنقد,
  3. 3,الجوائز والتكريمات التي حصل عليها نجيب محفوظ وأثرها على مسيرته الأدبية
  4. 4, تأثير نجيب محفوظ على الأدب العربي المعاصر والعالمي: تقييم وتحليل
  5. 5،محاولة اغتيال اديب نوبل واتهامه بالالحاد.

مكان الولاده والنشاة

ولد نجيب محفوظ في القاهرة، مصر، في 11 ديسمبر 1911. كانت عائلته من الطبقة المتوسطة،  وهو الأصغر سنًا بين ستة أشقاء، أربعة من الإخوة وأختين، وعمل والده عبد العزيز إبراهيم في وظيفة حكومية، وحرصت والدة نجيب محفوظ، فاطمة، ابنة مصطفى قشيشة أحد شيوخ الأزهر،على اصطحاب نجيب محفوظ الطفل في رحلات عدة إلى مواقع ثقافية في مصر.كانت عائلته من الطبقة المتوسطة، وتركت له تربية متعلمة وثقافة غنية. درس في مدرسة “الفرير” الابتدائية وثم في مدرسة “الحكمة” الثانوية. فيما بعد التحق بكلية الأداب بجامعة القاهرة حيث درس الفلسفة، وتخرج في عام 1934. تأثر بشدة بالثقافة الأوروبية والأدب العربي التقليدي، وترجم العديد من الأعمال الأدبية الغربية إلى اللغة العربي.

بدأت دراسة نجيب محفوظ بدخوله “الكُتّاب” لتعلم القرآن، وبعد انتهائه من تعليمه الابتدائي والثانوي، أظهر اهتمامًا متزيدًا بالأدب العربي، ومن أكثر الكتاب الذين أثروا عليه في هذه المرحلة، الكاتب حافظ نجيب.أمضى نجيب محفوظ طفولته في حي الجمالية وكانت دراسته الابتدائية في مدرسة بين القصرين الابتدائية، وشهد ثورة 1919 في عمر سبعة أعوام فقط، وهو ما كان له عظيم الأثر في كتاباته لاحقًا، إذ كانت التجربة الأولى مع المشاعر الوطنية والقومية والبيئة التي شكلت شخصية نجيب محفوظ الأدبية، ووصف نجيب محفوظ ثورة 1919 بأنها “أكثر شيء هز طفولته”، إذ كان يتابع بعض أحداثها من نافذة بيتها

نتقلت أسرته إلى حي العباسية في 1924 وبعدها حصل على شهادة بكالوريا من مدرسة فؤاد الأول الثانوية، والتحق نجيب محفوظ بعد ذلك الجامعة المصرية في 1930، ليحصل على شهادة إجازة الليسانس في الفلسفة عام 1934، وبدأ في دراسة الماجستير وتخصص في الفلسفة، لكنه توقف بعد عام واحد من أجل احتراف مهارة الكتابة والتأليف، وعمل في هذه الوقت موظفاً في وزارة الأوقاف.

تزوج نجيب محفوظ في فترة توقفه عن الكتابة بعد ثورة 1952 من السيدة «عطية الله إبراهيم

وانجب منها إبنتين هما فاطمه وام كلثوم

نشأ نجيب محفوظ في عائلة محافظة ومتدينة بشكل كبير، حتى أنه قال في مقابلة: “لم تكن لتتصور أن أديبًا سيخرج من هذه العائلة”.

تميز نجيب محفوظ في الكتابه

تتميز أعمال نجيب محفوظ بالعمق والتعقيد، حيث يتناول فيها مواضيع متنوعة تشمل الهوية والثقافة والدين والسياسة والمجتمع. وتتميز أسلوبه السردي بالوصف الدقيق والشخصيات المعقدة، مما جعل أعماله تحظى بشعبية كبيرة وتستمر في إلهام القراء والنقاد حول العالم.

تأثر محفوظ بالتراث العربي والإسلامي، وكذلك بالأدب الغربي، وقدم تجارب أدبية متنوعة تجسد تعقيدات المجتمع والفرد في عالم متغير. ومن بين أشهر أعماله “الثلاثية” والتي تضم روايات “قصر الشوق”، و”بين القصرين”، و”السكرية”، والتي حازت على جوائز عدة من بينها جائزة نوبل للآداب عام 1988.

باختصار، يعد نجيب محفوظ أحد أبرز رواد الأدب العربي المعاصر، وإرثه الأدبي يظل حاضرًا ومؤثرًا في الأدب والثقافة العربية والعالمية حتى يومنا هذا.

الحصول على جائزة نوبل

في الأول من أكتوبر عام 1988، حصل الأديب الكبير نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب، وقد كانت لحظة إعلان فوزه مليئة بالطرافة والغرابة. في تلك اللحظة التاريخية، عندما رن هاتفه، فاستجابت زوجته للمكالمة لتُبلغها الأكاديمية الملكية السويدية بفوزه بالجائزة العظيمة، في حين كان ينام بسكون وراحة.

وبينما كان محفوظ نائما ليسهر مع أصدقائه،كما اعتاد ايقظته زوجته لتخبره بفوزه بالجائزة، لكنه رد بشكل غير متوقع، حيث قال: “بطلي تخاريف ومتقوليش التخاريف دي كتير”. كان يعتقد أن الخبر ليس إلا حلماً لكنه سرعان ما أدرك الحقيقة عندما حضر سفير السويد ليبلغه بالفعل بالجائزة.

وبالرغم من تكريمه العالمي، إلا أن محفوظ لم يكن من محبي السفر، حيث لم يغادر بلده سوى بضع مرات قليلة، وكانت تلك الزيارات بسبب الظروف الضرورية كزيارة طبيب أو دعوة رسمية. وعندما رفض السفر لاستلام الجائزة، تعرض لضغوطات كبيرة، إلا أنه بقي ثابتاً في قراره.

وفي نهاية المطاف، تم إرسال ابنتيه فاطمة وأم كلثوم لاستلام الجائزة نيابة عنه،وكلف الكاتب الكبير محمد سلماوي في تقديم الكلمة الخاصة بالجائزة. وجلس يشاهد الحفل من امام التلفاز مع أصدقائه ،تلك اللحظة كانت بمثابة اعتراف عالمي بتأثير أعمال محفوظ، التي لم تكن حتى ذلك الحين قد انتشرت بشكل واسع في مختلف أنحاء العالم.

بالإضافة إلى جائزة نوبل للآداب التي فاز بها في عام 1988، حصل الأديب الكبير نجيب محفوظ على عدة جوائز أخرى تقديرًا لإسهاماته الأدبية البارزة، من بينها:

1. جائزة قوت القلوب الدمرداشية، رادوبيس، 1943.

2. جائزة وزارة المعارف، كفاح طيبة، 1944.

3. جائزة مجمع اللغة العربية، خان الخليلي، 1946.

4. جائزة الدولة في الأدب، بين القصرين، 1957.

5. وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، 1962.

6. جائزة الدولة التقديرية في الآداب، 1968.

7. وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، 1972.

8. قلادة النيل العظمى، 1988.

9. الوسام الرئاسي وشهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، 1989.

10. جائزة مبارك في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، 1999.

11. العضوية الفخرية للأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، 2002.

12. جائزة كفافيس، 2004.

تلك الجوائز تعكس تأثير محفوظ وإسهاماته الفريدة في المجال الأدبي والثقافي.

محاولة اغتيال اديب نوبل

في سبتمبر 1950، بدأت رواية “أولاد حارتنا” بالنشر المتسلسل في جريدة الأهرام، ولكن توقف النشر في ديسمبر من نفس العام بسبب اعتراضات من الهيئات الدينية على محتواها الذي اعتبرته “مسيئًا للإلهية”. لم تُنشر الرواية بالكامل في مصر في تلك الفترة، واستغرق الأمر ثماني سنوات حتى ظهرت كاملة في طبعة دار الآداب اللبنانية عام 1967. تمت إعادة نشر “أولاد حارتنا” في مصر عام 2006 عن طريق دار الشروق.

في أكتوبر 1995، تعرض نجيب محفوظ للطعن في عنقه من قبل شابين قررا اغتياله، بتهمة الكفر والتخلف عن المألوف بسبب روايته المثيرة للجدل. ويرجع سبب عدم نشر الرواية في مصر لسنوات إلى الطبيعة الهادئة لمحفوظ التي أثرت على اتفاقه مع حسن صبري الخولي، الممثل الشخصي للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بشأن عدم نشر الرواية إلا بموافقة الأزهر. وعلى الرغم من طباعة الرواية في لبنان عام 1962، تم منعها من دخول مصر، ولكن انتشرت نسخ مهربة منها.

لم ينجح الطعن في قتل محفوظ، لكنه ألحق أضرارًا بعصبه العنقي الأيمن بشكل خطير، مما أثر سلبًا على إنتاجه الأدبي. وتم إعدام الشابين المهاجمين على الرغم من تعبير محفوظ عن رغبته في عدم ذلك. خلال فترة إقامته في المستشفى، تلقى زيارات من عدد من الشخصيات البارزة، بمن فيهم محمد الغزالي وعبد المنعم أبو الفتوح، اللذين تعرضا لانتقادات شديدة من بعض المتشددين بسبب دعمهما له.

قضت المحكمة العسكرية في تلك القضية بإعدام محمد ناجي محمد مصطفى، ومحمد خضر أبو الفرج المحلاوي، والحكم على عمرو محمد إبراهيم، حسين علي بكر، بالسجن المشدد، وبالأشغال الشاقة لمدة 7 سنوات على ياسر أبو عطية، والثاني عشر عبد الحميد محمد أبو زيد، وبالسجن 5 سنوات على المتهم

السادس علي جمعة علي، وبالسجن 3 سنوات على كل من المتهم الثامن مصطفى عبد الباقي، والتاسع أحمد حسن أحمد، والثالث عشر محمد معوض عبد الرحمن، والخامس عشر فيصل شحاتة محمد، كما قضت ببراءة كل من المتهم السابع عبد الناصر جمعة علي، والرابع عشر علي حسن سباق، والسادس عشر صلاح محمد محروس.توقف نجيب محفوظ بعد عن عادة المشي على النيل يوميا بسبب الظروف الصحية.

وفاة الأديب الكبير نجيب محفوظ

في بداية 29 أغسطس 2006، رحل نجيب محفوظ عن عالمنا عن عمر يناهز 95 عامًا، بعد معاناة مع قرحة نازفة استمرت لمدة عشرين يومًا منذ دخوله مستشفى الشرطة في حي العجوزة بمحافظة الجيزة. كان قد أُدخل المستشفى في يوليو من نفس العام بسبب إصابته بجرح في الرأس نتيجة سقوطه في الشارع، وكان يُعاني أيضًا من مشكلات صحية في الرئة والكليتين.وتم عمل جنازتين للاديب الكبير الاولي شعبيه وكانت في مسجد الحسين حيث كان قد وصى بذالك قبل وفاته ثم بعدها تم نقل الجثمان لمسجد ال رشدان ليصلي عليه شيخ الأزهر حينها ومن ثم تم اقامة جنازة عسكرية للاديب الراحل حضرها الرئيس السابق محمد حسني مبارك وجميع الوزراء وقيادات الدوله وتم تشيع الاديب الراحل الى مثواه الاخير

في وداع نجيب محفوظ

في ختام هذا المقال عن الأديب الكبير نجيب محفوظ، نجد أنفسنا أمام إرث أدبي عظيم تركه هذا العملاق الأدبي. فقد كتب محفوظ براعة وعمقًا ينبض بالحياة، وقدم لنا أعمالًا تتنوع بين الرواية والقصة القصيرة، مترجمًا لنا أفكاره ومشاعره وتجاربه الإنسانية بأسلوب يتسم بالشاعرية والفلسفة.

كانت كتاباته تتناول قضايا الإنسان والمجتمع بعمق وتفاعل، وتحاكي أحوال الحياة بكل واقعية وصدق. ورغم تعرضه لمحاولات الاغتيال والضغوطات، إلا أن محفوظ استمر في إثراء الأدب العربي بأعماله المتميزة والتي تستمر في إلهام الأجيال القادمة.

في وداعنا لنجيب محفوظ، نترك خلفنا إرثًا ثقافيًا وأدبيًا يستحق التأمل والاحترام، ونتمنى أن تظل كتاباته تحفز القلوب وتنير العقول، مستمرة في إلهام العديد من الأجيال القادمة.

ما مدى فائدة هذه المشاركة؟

إضغط على النجوم للتقييم!

عدد التقييمات : 0

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذه التدوينة.

الكاتب : Ali Mohamed
كاتب مقالات ومدون وشاعر باللغه العربيه الفصحى والعاميه

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

@peepso_user_147(Shayma Lawyer)
بالتوفيق
منذ 4 اسابيع
@peepso_user_13(الكاتبة)
أحسنت النشر
منذ 4 أيام