القيم الدينية والإجتماعية كأساس للصحة النفسية

القيم الدينية والإجتماعية كأساس للصحة النفسية

0
(0)

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد حدث تغيير إجتماعي شامل في السنوات الأخيرة في كثير من جوانب حياتنا ولقد شمل هذا التغيير ( القيم الإجتماعية والدينية ) والتي تعتبر الأساس الذي يعبر عن أصالة شعبنا بحضارته التي تمتد جذورها إلى آلاف السنين ومعتقداتنا الدينية الأصيلة ومن ثم تشكيل حياة الأفراد والجماعات لأنها ترتبط بدوافعهم وآمالهم وأهدافهم في الحياة بصفه عامة.

وللأسف لأمور كثيرة أهتزت هذه القيم وخاصة القيم الإجتماعية أو ما نسميه بـ ( أخلاقيات القرية ) مما يؤثر على صحة ونفسية الأجيال الجديدة والقادمة بصفة خاصة.

ولذلك كان إعداد هذا المقال دليل عن ( القيم الإجتماعية والدينية كأساس للصحة النفسية) إسهام متواضع من أجل تحقيق هذا الهدف الأصيل ومحاولة لتعديل السلوك وإعادة التوازن لقيمنا المختلفة محاولين بذلك إعادة بناء القيم الشبه منعدمة في أيامنا الحالية ونتمنى الإقتداء بها والله من وراء القصد .. والله ولي التوفيق.

القيم الدينية والإجتماعية كأساس للصحة النفسية

تتغلغل القيم الدينية والإجتماعية في حياة الناس أفراداً وجماعات وترتبط عندهم بمعنى الحياة ذاتها لأنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بدوافع السلوك والآمال والأهداف.

تعدد الآراء في معنى القيم

إن أية محاولة لإستعراض معاني القيمة كما يتداولها عامة الناس في أحاديثهم ومناقشاتهم اليومية سوف تفصح عن أنهم يستعملونها استعمالاً متعدداً مطاطاً كثير المرونة، فالناس يتحدثون في بعض الأحيان عن القيمة بمعنى الفائدة أو المنفعة، فهم يتحدثون عن قيمة الهواء والماء والغذاء بالنسبة للصحة والنمو ويقصدون من ذلك ( الفائدة المادية الجسدية ).

ويفيضون في الحديث عن قيمة الصلاة والصوم في ترويض النفس وإكتساب ثواب الله عز وجل، ويؤكدون في ذلك ( الفائدة الدينية والروحية )، ويتحدثون عن قيمة الصور والزهور مثلاً في تزيين المكان وتجميله ويرمون من وراء ذلك ( الفائدة الجمالية )، ويذكرون قيمة حسن معاملة الغير والبر بهم والعطف عليهم وهدفهم هو ( الفائدة الإجتماعية التي تتبلور في التماسك الإجتماعي والظفر بحب الناس ورضاهم ).

ويبرزون قيمة العلم والدراسة ويقصدون ( الفائدة الدراسية )، ويؤكدون قيمة المال وهمهم منحصر في ( الفائدة الإقتصادية )، ويتحدثون عن قيمة النجاح في العمل ابتغاء ( فائدة شخصية )، وكثيراً ما تستعمل كلمة قيمة بمعنى “قوة شرائية” مثل قولهم ( إن قيمة هذا الجنية الذهب تساوي الآن الآلاف من الجنيهات )، وفي بعض الأحيان تستعمل كلمة قيمة بمعنى القدر والمكانة كقولهم ( إن لهذا الشخص قيمة كبيرة عندي )، وهنا نجد أن كلمة “القيمة” في جميع الأمثلة السابقة تنسب للشئ موضوع الحديث.

ولكننا كثيراً مانطلق كلمة “قيمة” على الشئ نفسه كقولنا : « العلم قيمة والجهل قلة قيمة واللون الغامق في ملابس السيدات المسنات قيمة أما اللون الفاتح لهن فقلة قيمة ، وزواج رجل الدين بإمرأة محافظة قيمة أو زواجه بممثلة مثلاً فيعد ذلك (قلة قيمة). »

وغالب الظن أن كلمة قيمة في الأمثلة الأخيرة تستعمل استعمالاً يبرز فيه الجانب الإجتماعي ويفصح عن أهمية حكم الآخرين أو تقديرهم فيه والمرغوب عنه في نظر المجتمع.

تعريف القيم

حكم تفضيلي يعتبر إطاراً مرجعياً يحكم تصرفات الإنسان في حياته الخاصة والعامة.

خصائص القيم

تتصف القيم بأنها ذاتية وعصية على القياس وتقوم على الإعتقاد وأنها نسبيه وترتب نفسها ترتيباً هرمياً مابين ( الإلزام والتفضيل والمثالية )، وتتضمن الوعي بمظاهرة الثلاثة ( الإدراك – الوجدان – النزوع ).

نسبية القيم

  1. النسبية المكانية للقيم : تختلف القيم من ثقافة ألى ثقافة، فما تراه ثقافة ذا قيمة تحكم عليه ثقافة آخرى بأنه غير ذي قيمة أي بأنه ذو قيمة سلبيه، وما يراه مجتمع ما صواباً قد يراه غيره خطأ مثل السرقه – القتل – وأد البنات والأطفال … إلخ .
  2. النسبية الزمانية للقيم : القيم التي كانت سائدة عند قدماء المصريين تختلف عن القيم التي تسود عند المصريين في العصور الوسطى وعما تسود بينهم في العصور الحديثة ، مثل زواج الأخ بأخته – تعدد الزوجات – خروج المرأة للعمل … إلخ .

صلاحية القيم

القيم تكون صالحة أو فاسدة تبعاً لدرجة قدرتها أو عدم قدرتها على إشباع الحاجات الأساسية والبيولوجية والإجتماعية للناس في الثقافة المعينة مثل الحرب – الأخذ بالثأر – قتل أسرى الحرب … إلخ .

مقياس القيم

كما أن للمسافات مقياس تقاس بها وللأثقال مقياس تزن بها، فإن الميزان الصحيح للقيم هو السلوك نفسه وأن ميدان القيم هو ميدان السلوك قبل أن يكون ميدان الكلام ، فالجميع يتفقون على أن القيم تتجلى في السلوك الخارجي للإنسان في مواقف الحياة المتعددة.

المؤسسات التربوية التي تقوم بإكساب الأفراد القيم

  1. الأسرة.
  2. جماعة الرفاق ( الشله والأصدقاء ).
  3. المؤسسات المدرسية والدينية النظامية.
  4. وسائل الإعلام المختلفة.

تصنيف القيم

أولاً بُعد المحتوى

  1. القيم الدينية ( الله – الأخلاق – الروحانيات ).
  2. القيم الإجتماعية ( الإنسان والرغبة في مساعدة الآخرين وحب الإختلاط بالناس وبناء العلاقات ).
  3. القيم الفنية ( الجمال – الموسيقى – الأدب – الرسم… إلخ ).
  4. القيم النظرية ( الحقيقة والمعرفة في حد ذاتها ).
  5. القيم الإقتصادية ( الفائدة والمنفعة وهدف الإمتلاك ).
  6. القيم السياسية ( القوة – السيادة على الآخرين وتأكيد الذات وإصدار الأوامر ).

ثانياً بُعد المقصد

  1. قيم وسائليه.
  2. قيم هدفيه.

ثالثاً بُعد الشدة

  1. قيم ملزمه : ويراعي المجتمع تنفيذها بقوة وحزم سواء عن طريق العُرف أو القانون كتنظيم العلاقة بين الجنسين أو مسئولية الأب نحو أسرته أو حقوق الفرد ووقايته من عدوان الغير… إلخ.
  2. قيم تفضيلية : قيم يشجع المجتمع أفراده على الإقتداء بها ومنها النجاح في الحياه الدراسية والحصول على الثروة والترقي في العمل وضروب المجاملات.
  3. قيم مثاليه : هي القيم التي تدعو إلى مقابلة الإساءة بالإحسان.

رابعاً بُعد العمومية

  1. قيم عمومية : مثل الدين والزواج.
  2. قيم خاصة : مثل المواقف والمناسبات.

خامساً بُعد الوضوح

  1. قيم صريحة.
  2. قيم ضمنيه.

سادساً بُعد الدوام

  1. قيم دائمة : مثل العُرف والتقاليد.
  2. قيم عابرة : مثل الموضة.
  3. قيم مُطلقة : كل القيم الدينية التي تدعو إلى ( الحق – الخير – الجمال ).

القيم الدينية

تحض القيم الدينية على الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وآداء الواجبات الدينية في أوقاتها المحدده لها وعلى الإنتهاء عما نهى عنه الدين على أن يكون ذلك لإبتغاء مرضاة الله عز وجل لا طمعاً في الجزاء وأن تكون الطاعة مجرده عن الغايات، وتحتوي القيم الدينية خشية الله في كل التصرفات ( السلوكيات ) وتحكيم ضمير المؤمن في كل أقواله وأعماله كما تتضمن الصدق والأمانة والبر والتسامح والتعارف والصبر والعفة والعزة والقوة والصحة ( كل الصفات المرغوب فيها وتسمو بالإنسان وتطمئنه وتهدئ من روعه ).

القيم الإجتماعية

هي القيم الإنسانية التي تدعو إلى مساعدة الآخرين وحب الإختلاط بالناس واحترام الإنسان وحقوقه وحرية التعبير عن رأيه والمساواة في الواجبات والمحافظة على أموال الغير وعرضه وكرامته، وهكذا تدعو إلى طاعة الوالدين والبر بهم ومساعدتهم وإحترام الصغير للكبير ورعاية الكبير للصغير، ورعاية الأهل والأقارب وحفظ ودهم.

وحب الغير كحب النفس ونشر السلام والطمأنينة، ورد التحية بأحسن منها واحترام القوانين واللوائح وتنفيذها، ومراعاة آداب السلوك والطريق والذوق في المعاملة، وتحمل المسئولية عن طيب خاطر، والمحافظة على حقوق الجيران ومعاملتهم برفق، والبعد عن الخيانة والتحلي بالأمانة والصدق في كل الأحوال والبعد عن الكذب، ومراعاة الطهارة والنظافة العامة في الملبس والمشرب والمأكل في المنزل والمدرسة والعمل والشارع والحي.

وغض النظر عن ماهو ليس لك، وعدم التدخل فيما لا يعني الإنسان، ومراعاة شعور الآخرين في المناسبات ( الأفراح والأحزان )، والوفاء بالوعد والابرار بالعهد، والمحافظة على التقاليد الحميدة، والتفاني في التضحية والإخلاص والحياء والحلم والصفح وسلامة الصدر من الأحقاد والجود والكرم والقصد والعفاف…إلخ

وبهذا نجد أن القيم الدينية والقيم الإجتماعية متداخلة ومترابطة وتحقق للإنسان سعادة ولذة ومنفعه تحفزه على العمل هذا والإستمرار به وهذا ماتدعو إليه الصحة النفسية.

وبعد أن تحدثنا عن القيم بصفة عامة والقيم الدينية والإجتماعية بصفة خاصة علينا أن نتعرف على ماهية الصحة النفسية وما هي الخصائص التي يجب أن تتصف بها الشخصية السوية أو التي يجب أن تتضح فيها لتتمتع بالصحة النفسية بقدر الإمكان.

تعريف الصحة النفسية

هي الحالة التي يستطيع فيها الفرد أن يعيش في توافق نسبي مع نفسه ومع المجتمع من حوله بحيث يمكنه تحقيق إمكانياته المختلفه ( الجسدية – العقلية – الإجتماعية ) إلى أقصى مداها بما يعود بالخير على نفسه وعلى جماعته ومجتمعه وأن يتحقق منها الرضى.

الخصائص التي يجب أن تتضح في الشخصية السوية لتتمتع بالصحة النفسية

  1. الإيمان والقدرة على الحب والثقة المتبادلين.
  2. التوافق مع المطالب الإجتماعية دون التخلي عن التلقائية الفردية.
  3. القدرة على بناء علاقات طيبة مع الآخرين بالسلوك الحميد في محيط الأسرة والأهل والعمل وغيرهما.
  4. القدرة على مواجهة المشاكل مواجهة موضوعية حتى يمكن فحصها وفهم أبعادها المختلفة وبالتالي وضع الحل السليم لها.
  5. القدرة على وضع أهداف يمكن تحقيقها.
  6. القدرة على الحكم في الذات والتنازل عن اللذات العامة بالصبر والتضحية في سبيل ثواب أبعد أثرا.
  7. القدرة على تحمل المسئولية عن طيب خاطر.
  8. القدرة على الإستفادة من الإمكانيات الخاصة وإمكانيات المجتمع بشكل إيجابي.
  9. القدرة على إكتساب مهارات تساعد على العمل المنتج والبعد عن الأحقاد.

يجب أن نعلم

  • إن الشخصية وحدة متكاملة متفاعلة مكوناتها يؤثر بعضها في البعض الآخر.
  • إن الشخصية تنطوي على مكونات بيولوجية عضوية ونفسية واجتماعية.
  • إن الشخصية تتكون عن طريق التفاعل المستمر بين الفرد والبيئة المحيطة به.
  • إن الإضطراب في أي جانب من جوانب الشخصية يؤثر على الجوانب الأخرى.
  • إن الإنسان الفرد مهما تشابه مع غيره في المكونات الفردية والظروف المحيطة فهو لابد وأن يحتفظ بفرديته وذاتيته الخاصة.

وإذا كانت تلك هي أهم الخصائص التي تتضح في الشخصية السويه والتي تتمتع بالصحة النفسية ، فإننا نجد أنها تتفق تماماً مع المبادئ التي تدعو إليها القيم الدينية والقيم الإجتماعية وغياب تلك القيم يؤدي بالإنسان إلى الاضطراب النفسي في شخصيته.

أسباب اضطراب الشخصية في رأي الدين

إن البعد عن الدين وعن الإيمان والضلال والإلحاد وتشويش المفاهيم الدينية وضعف القيم الإجتماعية والمعايير الدينية وعدم ممارسة العبادات ، والشعور بالذنب وتوقع العقاب ، والضعف الأخلاقي وضعف الضمير ، والفرق بين القيم الأخلاقية المتعلمه والفعليه ، والفرق بين المثل التي يتمناها الفرد وبين الواقع الفعلي من أخطر أسباب الأمراض النفسية.

ونحن نعلم أن الصراع من أهم أسباب الاضطرابات النفسية ، وأخطر الصراعات في الإنسان الصراع بين قوى الخير والشر وبين الحلال والحرام وبين الجانب الروحي والمادي في الإنسان ، أي أن الصراع قد ينشأ بين النفس اللوامه والنفس الأماره بالسوء ، فيتأثر بذلك اطمئنان النفس المطمئنة ويحولها إلى نفس مضطربه ، ونعلم أيضاً أن الصراع إذا أستحكم صرع الإنسان وأدى إلى القلق الذي يؤرقه.

حيث فيما روى « عن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه أن سأله قومه عن أقوى جند الله في الأرض فقال لهم ( أقوى جنود الله في الأرض عشره وهم :

  1. الجبل ( الذي مثل لهم شيئاً هائلاً ولا يقدر أحد على إزاحته أو نقله من مكانه ).
  2. ثم الحديد ( الذي يصنع منه الأدوات والآلات التي نفتت ونكسر بها هذا الجبل ).
  3. ثم النار ( التي تصهر هذا الحديد ).
  4. ثم الماء ( الذي يطفئ النار ).
  5. ثم السحاب ( الذي يحمل هذا الماء ).
  6. ثم الرياح ( التي تحرك السحاب من مكان لآخر ).
  7. ثم الإنسان ( حيث أنه هو الكائن الوحيد الذي يتقي الرياح ).
  8. ثم السُكر ( الذي يذهب عقل هذا الإنسان ).
  9. ثم النوم ( حيث ينام الإنسان السكران إذا غلبه النوم ).
  10. ثم القلق ( حيث أن الإنسان القلق لا ينام مطلقاً ).

ولهذا نرى أن سيدنا علي كرم الله وجهه تدرج من الجبل إلى القلق ليوضح أهمية القلق وخطورته على الإنسان ولذا إن أردنا أن نقي أنفسنا القلق وجميع الأمراض والإضطرابات النفسية فعلينا بالتربية الدينية والأخلاقية من خلال المؤسسات التربوية الصحيحة التي تقوم بإكساب الأفراد القيم الحميدة.

لأن غاية المطلوب هو النفس المطمئنة التي توفق بين النفس الأماره بالسوء وبين النفس اللوامه وتنمية النفس البصيره.

وحيث أن التربية الدينية للمؤمن تتضمن تربيته وتدريب سلوكه على طاعه الله طمعاً في ثواب رضاه وجنته التي وعد المتقين بها وخوفاً من عقاب عذابه وناره التي أعدها للكفار ، بذلك أن التعاليم الدينية والقيم الروحية والأخلاقية تهدي الفرد إلى السلوك السوي وتجنبه الوقوع في الخطأ ومشاعر الذنب وعذاب الضمير فيشعر بالأمن والأمان النفسي لأن الدين هو الطريق الى بناء ودوام القيم الإنسانية والقيم الأخلاقية التي تعتبر إطاراً مرجعياً لسلوك كل فرد وأسلوب حياته.

والأخلاق المستمدة من الدين تنظم سلوك الإنسان وتجعل من شخصيته وفي شخصيته ضميراً حياً يهديه إلى الصراط المستقيم ويحاسبه إذا أخطأ أو أنحرف ولقد وصف الله تعالى رسوله العظيم بقوله ( وإنك لعلى خلقٌ عظيم )، وقال على بن أبي طالب رضي الله عنه ( نعم الحسب الخلق الحسن )، ولما كانت القيم الأصيلة والتي يجب أن تتزود بها مستمدة جذورها من الدين لذا يجب أن تتضمن البرامج الدينية التي تعتبر حجر الأساس للصحة النفسية كما يلي:

  1. التأكد على الإيمان ( قولاً وعملاً ).
  2. التأكد على تحمل المسئولية.
  3. التأكد على التحلي بالصفات الحميدة ( الصدق – الأمانة – التقدير – التسامح – التعاون – الصبر – العفة – القوة – الحب – الإخلاص – المعاملة الحسنة للآخرين… إلخ ).
  4. وأن نغرس في شبابنا بالقول والفعل وعن طريق القدوة الحسنة للإهتداء بها ، إذ يقول الله سبحانه وتعالى في محكم آياته ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ).

سوف نشير إلى الآيات التي تضمنت هذه القيم الأصيلة ونعتذر مقدماً عن أي خطأ لغوي أو إملائي وجل من لا يخطئ.

الإيمان

ويتضمن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وشره وباليوم الآخر.

  1. الإيمان بالله : قال تعالى ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شئ عليم ) وقال « إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً » وقال « وإذ سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون » وقال « إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته ذادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون ».
  2. التصديق بالملائكة : قال الله سبحانه وتعالى ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ) ، وقال : « وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون ».
  3. الإيمان بالكُتب السماوية : قال الله سبحانه وتعالى ( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ) ، وقال « إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا ».
  4. الإيمان بالرُسل : قال الله سبحانه وتعالى ( وأن من أمة إلا خلا فيها نذير ) ، وقال « رُسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجه بعد الرسل » وقال « لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ».
  5. الإيمان بالقدر : قال الله سبحانه وتعالى ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) ، وقال « ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها أن ذلك على الله يسير » ، وقال « قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون».
  6. الإيمان باليوم الآخر : قال الله سبحانه وتعالى ( وإن الساعة آتية لا ريب فيها ) ، وفي الحديث القدسي عن الله عز وجل قال « اعددت لعبادي الصالحين في الجنة ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ».

تحمل المسئولية

  1. مسئولية الإختيار : فالإنسان بنعمة العقل مخير قال الله سبحانه وتعالى ( وهديناه النجدين ) ، وقال « وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ».
  2. مسئولية طلب العلم : قال الله سبحانه وتعالى ( إقرأ بأسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ) ، وقال « وقل رب زدني علما » ، وقال « قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ، وإنما يتذكر أولوا الألباب » وقال : « إنما يخشى الله من عباده العلماء ».

الصدق

قال الله سبحانه وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ).

الأمانة

قال الله سبحانه وتعالى ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ).

التسامح

قال الله سبحانه وتعالى ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ، أدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوه كأنه ولي حميم ).

التعاون

قال الله سبحانه وتعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ) ، وقال : « إنما المؤمنون اخوه » وقال : « والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض » ، وقال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ».

الصبر

قال الله سبحانه وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة ، إن الله مع الصابرين ) ، وقال « وبشر الصابرين ».

العِفة

قال الله سبحانه وتعالى ( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله ).

العِزة

قال الله سبحانه وتعالى ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ).

القوة والصحة

قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( المؤمن القوي خير واحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كلٌ خير ).

البُعد عن الحرام

قال الله سبحانه وتعالى : ( قل تعالوا اتل ماحرم ربكم عليكم ، الا تشركوا به شيئا ، وبالوالدين إحسانا ، ولا تقتلوا أولادكم من املاق ، نحن نرزقكم واياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ، ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده ، واوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفساً إلا وسعها ، وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ، وبعهد الله اوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون ، وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفوق بكم عن سبيله ، ذلك وصاكم به لعلكم تتقون ).

ومما سبق نؤكد أن الإنسان المتمتع بالصحة النفسية هو نفسه المزود بالقيم الدينية والإجتماعية وتتسم العلاقة بأنها علاقة طرديه فكلما زود الإنسان بعدد كبير من القيم الدينية والقيم الإجتماعية كلما كانت صحته النفسية أكثر ارتفاعاً واتزاناً ، ومن هنا قد اتضحت العلاقة التلازمية والضرورية بين القيم الدينية والقيم الإجتماعية وبين الصحة النفسية للإنسان.

لذا وجب علينا عندما نخطط لمستقبل شبابنا أن يكون التخطيط متسماً بالنظرة الشمولية في أساليب تنفيذ الخطة حتى تحقق الأهداف الجديدة في تلك المرحلة الهامة من حياتنا ، وحتى نقضي على مزالق الإنحدار الرهيبة التي يتعرض لها شبابنا اليوم ، هذا الإنحدار الخلقي والسلوكي والإتجاهات الغريبة عن عادتنا والتي تستقي أساليبها مما تقذفه إلينا تيارات الغزو الفكري التي تهب على أمتنا سواء من الشرق المادي الملحد أو من الغرب اللا أخلاقي الغارق في الملذات والسائر في إتباع الشهوات.

إن الإيمان والتدين عقيدة خالصة وعمل مخلص والسلوك يجب أن يكون وفقاً لها ، والسلوك الذي يخرج عن الدين ، والسلوك الذي يأخذ شكل العبادة الأليه أمر خطير قد يؤدي إلى السلوك المنحرف وقد تؤدي التيارات السلوكيه المستورده بلا تنقيه إلى نكسه تصيب الناس في عقيدتهم الدينية وإيمانهم بتعاليم الدين وعملهم وسلوكهم مما يؤدي إلى تشويه الشخصية الفرديه والإجتماعيه ، وللأسف الشديد مع تطور عصرنا اليوم نرى الكثير من هذه الشخصيات تتصدر المشهد العام بل وأصبحوا من المشاهير والحسرة أن هناك من يتخذهم قدوة لذلك وجب على كل رب أو ربة أسرة التخطيط الإستراتيجي برفق ولين ونزع مثل هذه السلوكيات من ابنائنا وشبابنا.

ويجب عند التخطيط لشبابنا أن نراعي ما يلي :

  • إن مشاعر شبابنا قد تفتحت في هذا العصر على حياة مادية رهيبه تقوم على احترام الدخل المادي المرتفع وهذا ما يخلق في نفوس الشباب المعاصر الرغبة الملحه في العمل عقب التخرج من الجامعة خارج مصر ليحقق دخلاً مرتفعاً يفي بحاجاته الأساسية والكماليه للأسف أن هذا الأمر ممتد منذ حوالي السبعينيات تقريباً ، وهو في سبيل ذلك يتغاضى عن اهتماماته وقدراته الفعليه ويتناسى مواهبه وسعادته ولذته من علم معين أو ماده مهنية يعشقها عندما يختار نوع التعليم الذي يؤهله للمهنة.
  • إن حياة شبابنا قد تفتحت على بواعث من الفتنة والرذيلة ، فإن معظم الأفلام السينمائية ومقاطع الفيديو المنتشرة عبر الإنترنت وغيرهما تتنافس في اثارة الغرائز وإشباع النزوات الرخيصة ، ومواقع تنبعث منها رائحة العفن الخلقي وروايات وقصص الجريمة والجنس جميعها تجعل من الحمل الوديع وحشاً ضارياً وأغاني مبتذلة تتعمد وتعتمد على التأوه والتسني تئد الرجولة بين الشباب وتمجد الميوعة بين الفتيات ، والإعلانات العامة في الشوارع والتلفاز والإنترنت وغيرهما تروج على المناظر المبتذلة ، ورسائل الإلحاد والكفر تحطم القيم العقائدية قبل القيم الأخلاقية ، ومن اوائل الأعمال التي تعتبر حجر الأساس لإنحدار اخلاق شباب بلدنا الحبيب مصر هي مسرحية ” مدرسة المشاغبين ” وغيرها تباعاً تمعن على التمرد وتحطم الفضائل وتدفع إلى كسر كل القيم الخلقية والإجتماعية والدينية.
  • يجب أن نراعي تفتح مشاعر شبابنا في هذا العصر على متاهات الآراء المضلله والأفكار الهدامه وأنه وجد الممرات إلى مزالق الفتنه والإنحراف سواء فعلي أو خلقي مفتوحة لتحضه على الإنطلاق الحيواني المسعور المسموم ، وأسباب مرض الايدز قد لا تكون اخر ما وصل إليه الانحراف والمثليه وغيرهما وفي كل يوم يهب على أفكار شبابنا تيار جديد شديد الإعصار سواء من الشرق أو من الغرب يحمل معه ما يقلده الأبناء من سلوك وقيم مخالفه لقيمنا وديننا وقواعد ودستور أخلاقنا.

والشباب مهما انحرف فهو إنسان لا يمكن بحال أن يسلبه الإنحراف خصائص إنسانيته الخيره وفطرته الرشيدة إلى الأبد ، إن الضال يميل دائماً إلى الهداية ، وإن القلق يبحث دائماً عن الطمأنينة وان الشكاك يقوده الشك إلى اليقين ، والهداية في الدين والطمأنينة في القرآن واليقين في الإيمان والتمسك بالقيم الإجتماعية الحميدة ، ولما كانت المرأة وسلوكها جزءًا أساسي من القيم الدينية والإجتماعية للمجتمع وجب أن نشير إلى بعض المشاهد التي لا تليق بالاخت المسلمة.

مشاهد لا تتفق مع القيم الدينية والإجتماعية الأصيلة

  • مشهد من تلتقط الحديث من رجال يتحدثون في القطار أو الأتوبيس أو أماكن المناسبات أو العمل فتقحم نفسها في حوار وحديث من لا تعرفهم.
  • مشهد من تسير في الشارع بحذاء ذو كعب مرتفع وتلفت الأنظار إليها واظن أنكم تعلمون ما الملفت في هذا المشهد أكثر من صوت حذائها الرنان وقد نهى الله عز وجل عن ذلك فقال ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ).
  • مشهد من تسير في الشارع يعلو صوتها وترن ضحكاتها وكأنها لم تسمع ولم تقرأ قول الله عز وجل ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ).
  • مشهد من تسير في الشارع كاسية عارية بشفافية ثيابها أو بوصفه لمفاتن جسدها وقد صمت اذناها عن قول الله تبارك وتعالى ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ).
  • مشهد التي تخرج من بيتها معطرة حيث تلفت الأنظار إليها وقد قال رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم ( إذا خرجت المرأة من بيتها متعطره وشمها رجل أجنبي فقد زنت ).
  • مشهد التي تفتح الباب لترى الزائر ولا تسأله من وراء حجاب وأكثر بعداً عن الآداب ، وعلى الرجل الذي يطرق الباب أن يتوارى قليلاً أو يدير ظهره حتى يسمح له بالدخول.
  • مشهد التي تقابل اللبان أو الباعة الجائلين حاسرة الرأس أو كاشفة الصدر.
  • مشهد التي تقف لتنشر الغسيل أو تقف في الشرفة دون تحفظ وكأن المارة في الشارع لا يرون عورتها التي حرم الله كشفها.
  • والتي تمضغ اللبان بمياعة ومياصة أو تأكل في الشارع والطريق العام أو تركب سيارة ملتصقة بقائدها أو تسير وتتحدث مع رجل واضع يده على كتفها.
  • الفتاة التي ترتدي الزي الإسلامي وتسترعي انتباه الماره ضحكاتها الخليعة وحركاتها المثيرة.
  • إن تحمل أحداهن في حقيبة يدها أدوات التجميل ثم تخرجها على مرآى من الناس أو تلاميذ إن كانت مُدرسة وتحاول إصلاح زينتها وإتمام أناقتها
  • بعض الأسر التي يسافر عائلها للعمل بالخارج ويترك الآسرة فتفكك العلاقات بين أفرادها ويسلك كل منهم سلوكاً يتنافى مع قيمنا وعاداتنا الأصيلة.

هناك العديد من الأمثلة المنافية لقيمنا وديننا لكننا ذكرنا بعضاً منها فهي لا تعد ولا تحصى وانتي يا أختي المسلمة تعلمين الصواب والخطأ وإن أخلصتي لله عز وجل سينير بصيرتك للصواب إن لم تكوني على علم به.

من شروط لباس المرأة المسلمة

  1. أن يغطي جميع الجسم ( ماعدا الوجه والكفين ) ، فجميع جسم المرأة عورة من الرأس إلى القدم.
  2. أن يكون فضفاضاً ( واسعاً ) غير واصف لمفاتن الجسم.
  3. أن يكون غير شفاف حتى لا يظهر ما تحته.
  4. أن تكون ألوانه هادئه غير صارخه تلفت النظر وتثير الفتنه.
  5. ألا يوضع على الرأس أو الصدر ما يلفت النظر ويلفت الإنتباه.
  6. أن يجمع بين الحشمه والعفاف والوقار والإحترام دون إسراف أو ابتذال.
  7. الا يشبه لباس الرجال.
  8. الا يكون معطراً.

عزيزي القارئ لا يفي لقيام التقدم العمل على خلق قيم اجتماعية جديدة بل يستلزم أيضاً إسقاط بعض القيم البالية والمعوقة التي لا تستند إلى عقل او مصلحة قائمة ، ولذلك يجب ونحن في مرحلة البناء والتقدم أن نعيد النظر في العادات والتقاليد لنبقى على ماهو مفيد منها وتتخلص مما هو عقيم فاسد ومعوق.

قيم حميدة يجب التمسك بها

( معرفة وطاعة الله – جهاد النفس – الإيمان – الصبر – القدوة الحسنة – الحكمة – الإحترام – البساطة – الإخلاص – الأمانة – العدل – الشجاعة – الطهارة – العفة – المحبة – الأخوه – اللطف – العطاء – التصالح – السلام – العفو – الكرم – المشاركة الوجدانية – السخاء – مساعدة الآخرين – المعروف – الرحمة – التواضع واحتمال الغير – الحشمة… إلخ ).

قيم فاسدة ومعوقة يجب أن تتخلص منها

( الخصام – البغض – الخيانة – قساوة القلب – الكبرياء – الجور – الظلم – الكذب – القتل – الشهادة الزور – الشتم – الطمع – الخبث – السرقة – الزنا – الغش – الوشاية – الفتنة – السُكر – الحسد – الحقد – التذمر – السخرية – التراخي – الإحتقار – الغضب – الرشوة… إلخ ).

المراجع:
  • دليل الوالدين في معاملة المراهقين ( د / كاميليا عبد الفتاح ).
  • الصحة النفسية والعلاج النفسي ( د / حامد عبد السلام زهران ).
  • الصحة النفسية والعمل المدرسي ( د / صموئيل مغاريوس ).
  • سيكولوجية التدين ( د / رفيق حبيب ).

ما مدى فائدة هذه المشاركة؟

إضغط على النجوم للتقييم!

عدد التقييمات : 0

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذه التدوينة.

الكاتب : محمد هشام كاتب محترف
"اللهم لا تجعلني شقياً ولا محروماً"

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

@peepso_user_174(عبدالله عبدالسلام)
ما شاء الله تبارك الله
@peepso_user_106(محمد هشام)
@peepso_user_174(عبدالله عبدالسلام) شكراً لك 🌹❤️
منذ 4 اسابيع
@peepso_user_102(عاطف محمد أبو المجد)
مقالة رائعة جدا
@peepso_user_106(محمد هشام)
@peepso_user_102(Atef Mohammed Abo Al Magd) تسلم أخي العزيز 🌹