كيف نمنح الأمان للمحيطين بنا ؟ ونفرق بين الأمان الحقيقى والزائف

الإيقاع السريع للحياه جعل الخوف ملازماً لنا فى كل لحظة. أصبحنا نفتقد الأمان ،ونبحث عنه فى كل شئ وفى جميع الأشخاص فى حياتنا على أمل إيجاده. الأمان يمكن الشعور به بتصرف بسيط  ،بكلمة تظهر نوايا طيبة. يمكننا أيضاً الشعور بالأمان وقت منحه للآخرين. فى تلك الحالة لا يمكننا قول ( فاقد الشئ لا يعطيه) فاقد الأمان أكتر من يعطيه لأنه يعرف ألم فقدانه ،وسيجده عند إعطاءه للآخرين. سيثبت لنفسه أن الأمان موجود بالفعل.علينا فقط أن نحذر من الأمان المزيف لأنه ليس سوى سراب.

الخوف والأمان :

الشعور بالخوف يجعل من كل شئ أكثر صعوبة من حقيقته ،تخشى الفشل قبل البدأ ،تخشى الفقد قبل أن تمتلك شئ ،تخشى الفراق قبل التقرب من شخص .. حتى تصل لأن تخاف من نفسك. لهذا يصبح الأمان ضرورة نحتاج إليه دائما كالهواء. الأمان الذى يعطيك القوة والشجاعة لفعل ما تريد أو التقرب ممن تحب. كثيراً ما يخالط الأمان بعض الخوف أو القلق ولكنه غير مضر ،فى ذلك الوقت هو فقط للتنبه ليس أكثر.

 

أهمية الأمان فى حياتنا:

الأمان إحدى أساسيات الحياة. من يفقد الأمان لا يتوقف عن البحث عنه حتى آخر يوم فى حياته، كل شئ بدون أمان ينقصه الكثير. ذلك بالرغم من إختلاف مفاهيم الأمان لكل شخص. كلاً منا يحدد معنى الأمان نتيجة لظروف حياته ،شخصيته ،أفكاره والأشياء التى لم يكن محظوظا بالحصول عليها أو الأشياء الموجودة فى حياته ولا يريد التخلى عنها. فمثلاً البعض يرى الأمان فى الأسوار العالية التى يضعها بينه وبين الناس ،آخرون يرونها فى حماية أنفسهم أياً كانت الوسيلة ،كثيرون يتخذون الهجوم والإهانة درعاً لهم … إلى آخره.

تخضع مفاهيم الأمان إلى الخطأ والصواب كغيرها ،مع العلم أن الإهانة التى توجهها لشخص لن تحميك يوماً. الأمان هو القوة الخارقة التى نتلقاها .وأقوى من فينا هو الذى يستطيع إيجادها داخله وإستغلالها. لكن  لشدة صعوبة ذلك لا يخطر لنا كفكرة من الأساس.

 

الأمان فى التقرب إلى الله:

 أقوى الطرق للوصول للأمان هو الإيمان.عليك أن تبدأ بالتقرب إلى الله ، إنها أفضل وسيلة تشعرك بالأمان والرضى عن حياتك وواقعك وشخصك. ستنعم بالسلام النفسى والرؤية الواضحة التى تصفى روحك. ستكتشف قوة بداخلك تكفيك وتشعرك بالإستغناء. لا يتواجد الأمان إلا فى نفس مؤمنة. ترضى بقضاء الله وتيقن أن الخيرة فى ما اختاره الله سبحانه وتعالى.

عليك أن تعرف أيضاً ..  لن يستطيع أحد مساعدتك إذا لم ترد أنت ذلك وتحاول مساعدة نفسك. ابحث عن الأمان داخلك ،وامنحه لغيرك سيعود إليك. ستشعر بالقوة والإنتصار على الخوف حتى إذا كان فى جولة واحدة لغيرك. انتقم من الخوف بمنح الأمان للمحيطين بك. أهم ما يشعرك بالأمان هو عدم آذيتك لغيرك. فخوفنا من الناس ينقسم بين الخوف من الشخص المؤذى والشخص الذى سيرد لك الآذية التى سببتها له.  

 

الأمان بالنسبة للرجل والمرأة:

عادة ما نجسد الأمان فى شخص أب أو أخ أو زوج. دائما ما يكون منتظر منهم ،ولكن يجب علينا أن نفكر فى منحهم الأمان أيضا.

الأمان بالنسبة للمرأة يكمن فى ثبات التعامل والتواجد. هذا ما تنتظره المرأة من الرجل. ليس فقط التفهم بل الوضوح هو ما يشعرها بالأمان. الوضوح فى الكلام والتصرفات يجعلك تعرف ما تريده جيداً ،وعندما تحدد أنها من أولاوياتك ستخصص لها وقت وإسلوب معين فى التعامل يجعلك متواجد دائماً فى حياتها ،مما سيشعرها بأهمية وجودك ،ويشعرها بالأمان منك والذى سترفضه من أى شخص غيرك. إنها لا تنتظر منك التواجد 24 ساعة فى اليوم بجانبها فهى لا تحلم بحارس شخصى. فقط اجعلها تشعر بوجودك وأنك ستفعل قدر استطاعتك لحمايتها من الجميع ومن نفسك إذا لزم الأمر. عندما تشعر أنك تخاف عليها و ترى قيمتها فى حياتك ستصبح أهم ما فى حياتها.

أما بالنسبة للرجل فظاهرياً يكون الأمان بالنسبة له المال، القوة أو السلطة. حيث أنه يرفض الإعتماد على شخص آخر للحصول على الأمان. البعض محظوظ فى أن يجده فى قريب أو صديق دون البحث عنه. لكن ..كم رجل خطر على تفكيره أن يبحث عن الأمان فى زوجتة؟  قليل من يفعل ذلك مع الأسف ،البعض لديه الحق فى عصرنا الحالى. لكن البعض يبحث ويجد من تعطيه الأمان الذى هو بالطبع شئ مختلف عن الأمان الذى سيتلقاه من أى شخص آخر. الأمان فى زوجته هو أن يأمنها وقت ألمه. يشعر الرجل بالأمان عندما يستطيع إظهار ضعفه وإنهياره أمامها دون خوف ،عندما تقف بجانبه وتشعره بأن كسره هو كسرها. فهو لا ينتظر منها أن تضرب من تسبب فى ألمه لكنه يريد الشعور بوجودها وحنانها الذى سيقويه ليواجه العالم خارج بيته ،لأنه يعرف أنها تنتظره وعندما يريد مواجهة نفسه سيجد من يهون عليه ويقويه. ستكون هى من سيجد لديها الراحة والسكينة من عناء يومه بل وقسوة حياته. هى من تسانده فى كل شئ ومتواجدة من أجله وقت حاجته لها. لن تسأم فهو شريك حياتها ،من يستحق أكثر منه؟

 

الأمان الكاذب

الأمان ليس أن لا يصيبك مكروه بل هو الملجأ وقت ذلك. البعض فى حياتنا نخطئ بوصفهم ملجأ. بسبب شدة احتياجنا للأمان نتخيله فى شخص ما. ليس لأننا وجدنا به ما نبحث عنه لكن لأننا نتمناه وبشدة. نضع أملنا بهذا الشخص ،الذى ممكن أن لا يكون أهلاً لهذه المسئولية أو يستغل احتياجنا لهذا الشعور. من لم يستطع تحمل مسئولية أمانك معه سيؤلمك بعودة الخوف بداخلك . أما من سيستغل احتياجك له ويوهمك بأنك ستشعر معه بالأمان سيصبح أسوء كوابيسك التى تحققت. فى كلتا الحالتين علينا التحقق جيداً لأنه لن يكون خطأ فى الإختيار .. سيكون كسراً لن يجبر بسهولة ،إذا جبر …

 

الأمان ليس بالشئ المستحيل عليك فقط البحث عن من يريد إهدائه لك. من يستحق الثقة ويقدر على تحمل تلك المسئولية. عندما تجده ابذل كل جهد لديك لتشعره بالأمان الذى يتسحقه. لا تنسى أيضا تلك القوة الخارقة بداخلك ابحث عن أمانك داخلك وأمان من حولك أيضا.

الكاتب : ندي محمد كاتب نشيط
اخبرنا شيئا عن نفسك.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن