كيف أثرت طفلة فى حياتى وكيف تعلمت منها ومن أجلها؟

الأطفال من أجمل النعم التى أنعم الله علينا بها. وجودهم فى أى مكان يضيف الفرحة والبراءة. حياة الإنسان تتغير عندما يرزق بطفل. أيضاً دخول طفل فى حياتك يجعل لها مذاق آخر ويغير فى تفكيرك الكثير حتى لو لم تكن أحد والديه. علينا جميعا تقدير هذا النعمة بل واستغلالها فممكن لهذا الطفل الصغير الذى وصل للحياة حديثاً أن يعلمك الكثير ويتسبب فى تعديل الكثير من شخصيتك.

الأطفال فى حياة آبائهم:

مع ولادة كل طفل يولد أب وأم. يشعرون بالمسئولية المتتداخلة مع سعادة لا توصف. يصبح هو فى حياتهم من يريدون فعل كل شىء لأجله ،بل ويكون هو أجمل ما في حياتهم. ينتظرون العودة إلى بيتهم بفارغ الصبر لقضاء وقت معه. تلك هى الطبيعة البشرية لأى إنسان سوى. يفكرون به قبل أنفسهم. دائماً على إستعداد للتضحية بأى شئ من أجله. لهذا دائما يكون للوالدين قيمة لا تقاس بشئ ولا بشخص ،ولهم مكانة لا يسمح بالمساس بها. لكن ما لم نذكره هو تأثير الطفل على المحيطين به غير والديه. وجود الأطفال فى إحدى الجلسات يضيف مذاق خاص لها. يجعلها أقل تعقيداً وأكثر حيوية. إذا كان رضيعاً لن تستطع منع نفسك من النظر إليه وحمله ،ولا مانع من بعض المداعبات التى تضحكه. أما إذا كان أكبر قليلا سيبدأ هو بالحديث عن الأشياء البسيطة فى حياته ؛كأطعمته وألعابه وملابسه. لكل سن جمال مختلف. كل يوم ليس معه ضائع من عمرك. رؤية طفل وهو يكبر يوم بعد يوم إحدى أجمل الحالات التى اتفق عليها الإنسان مهما اختلف الزمان.

 

تأثير الأطفال فى حيات من حولهم:

وجود طفل فى حياتك هو فرصة لم تفكر يوماً فى فوائدها. نرى الطفل بأنه فرحة وقتية ،نلاعبه ونمرح معه لوقت بسيط فقط.

مسئولية طفل صعبه لأنه روح فى رقبتك حتى لو جالسته لساعات فقط ،لكنه يمكن أن يعلمك الكثير إذا لازمته ،أول ما يمكنك تعلمه هو تحمل المسئولية  والصبر .. كبداية بسيطة فقط. لا يمكنك أن تهاجم طفل على فعل قام به لأنه مازال يتعلم ،بالتالى سيعلمك ذلك الصبر والسيطرة على النفس وعدم التسرع فى الحكم بدون تفكير. أجمل ما يمكنك تعلمه من طفل هو البراءة التى قلما نجدها حالياً. فى الواقع من يحافظ على بعض من برائته فى هذا العصر الذى نحيا به ،فهو يعد بطلاً. نتمنى جميعنا العودة للوراء ولو ليوم واحد دون أعباء أو هموم أو مسئوليات. ليس هذا حقا ما نتمناه لأن فى صغرنا كنا نتألم ونحزن ويضايقنا كثير من الأشياء أيضاً. أكثر ما يجعلنا نتمنى أن يعود بنا الزمان للوراء حتى نسترجع تلك البراءة التى هربت مما واجهنا فى مشوارنا. البراءة التى كانت تقوينا على ما يحزننا لكننا لم نكن نفهم ذلك ،ومع الأسف لم نفهمه حتى الآن. البراءة ليست سذاجة إنها تساعدك على تخطى أى شئ لأنك تراه على حقيقته .. لن يدوم للأبد وسينتهى. فتجد الطفل وقت حزنه وبين تلك الدموع التى تنهمر من عينيه .. يبدأ بالضحك لأنه فهم أن الحزن لن يدوم فقام بقطعه بيده. أدرك أن حزنه لن يوقف الحياة ،فتوقف هو عن البكاء وبدأ اللعب من جديد.

اهتمامك بطفل صغير يشعرك بأهميتك  ويلفت نظرك لطاقة بداخلك لم تكن تعلم بوجودها. إذا كنت صادقاً فى حبك وإهتمامك به سيشعر ،وسيستطيع أن يشعرك أيضا بحبه لك. بتفاصيل صغيرة أو حركاته الجميلة العفوية ،رغم فارق السن بينكم فهو سيستطيع أن يوصل مشاعره لك ويشعر بك أكثر منك. لن يفكر بتلك التعقيدات التى تملئ تفكيرنا. لن يفكر سوا بك أنت فقط ،كيف سيسعدك كما فعلت.

ستجد أنك تتعلم أشياء منه مثل الصفاء والتلاقائية ،ولكن ستستطيع حماية نفسك بحكم الخبرة والتجارب التى واجهتها فى حياتك. ستتعلم الاهتمام والحنان منه أو سيذكرك بهم. ستعلم أن إهانة شخص تؤلم لأنك إذا أحزنت طفل سيتألم لكنه ليس بقادر على رد الإساءة فسيبكى ،وهذا سيؤلمك. سيعلمك أن الحب لا يجب أن يكون بمقابل ولكن عليك تقديره. لأنه سيركد إليك ويقبلك بحب  ،لا يريد منك شئ ولكن يقدر حبك له وحنانك. سيعلمك كيف تفرح من قلبك عندما تراه يضحك. أيضاً ستتعلم منه كيف تتغلب على حزنك عندما تجده يضحك والدموع فى عينيه حتى يلعب ثانية.

ستتعلم أشياء من أجله فقط. حتى تنقلها له وسيكون له هو الفضل الأول فى تعلمك واهتمامك بذلك الشئ أو لفت نظرك له.

فى بعض الأحيان يجب أن لا تفكر.. عليك أن تشعر فقط. يأتى إليك الطفل بعرض لا يمكن رفضه. هو أن تعيش معه طفولتك من جديد. اقبل بذلك ،وعد معه حتى لو للحظات. اركد وامرح معه. لا تفكر فيما سيقوله الناس عنك أو ما سيفكرون به. فقط تذكر أنه وقت قد تمنيته منذ زمن ،وكنت فاقد الأمل فى أن يتحقق. إنه يحدث لا تضيع لحظة واحدة منه دون الإستمتاع بها.

يقال أن الأطفال يفرحوا لهذه الدرجة لأنهم لا يحملوا أعباء الحياة. بالطبع هذا صحيح لكن يمكن تغير ذلك تعلم منهم كيف تصبح سعيداً مع حماية نفسك بكل تلك الخبرات والعقبات التى مررت بها. حاول إستعادة بعض من برائتك التى لم تستطع المحافظة عليها فى الماضى. مما لا شك فيه أنك ستصبح شخص أسعد مما أنت عليه الآن.

لن تجد فى حياتك أجمل أو أفضل من طفل كأستاذ تتعلم منه كيف تعيش حياتك سعيداً.

الكاتب : ندي محمد كاتب نشيط
اخبرنا شيئا عن نفسك.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن