كيف نستعيد التوازن النفسي بعد فقدانه؟

0
(0)

-خلال المشوار الطويل في هذا العمر نمرُّ بالكثير من الصدمات و التجارب القاسية و الضياع و لحظات فقدان الأمل بكل شيء و أحياناً يقودنا الأمر إلى فقدان الشغف بالغد حتى نصل لمرحلة توقفنا عن ممارسة حياتنا الطبيعية التي كنا نحياها سابقاً من قبل أن تعصف بنا لحظات الشك و المشاعر السلبية فتسيطر علينا.

وأنا مثلكم أيضاً قد أحتاج لإستعادة لخطوات استعادة التوازن  النفسي بين الحين و الآخر و  يوجد  هناك بعض الأمور التي تعلمتها مؤخراً و أودُّ مشاركتها معكم:

 كن متأكداً بأن الحياة سلسلة طويلة من الاختبارات القاسية:

-إن كنت تعتقد أنك ستكون في مرحلة من حياتك معفى من التعب بشكل نهائي و لمدة طويلة و ستعيش بشكل ثابت من السعادة المطلقة فهذا يعني أنك لا تعلم شيئاً عن قواعد اللعبة، و أنك مازلت تحيا في خيالك بواقع يشبه أفلام ديزني التي كنت تتابعها على التلفاز عندما كانوا والداك يضعانها لك لكي تصمت عندما يأتي الضيوف إلى منزلكم.

يمكنك تجاوز الألم و لكنك لا تجيد القفز :

-من الجيد أن تكون لديك الرشاقة الجسدية و لكن من الرائع أن تكون لديك الرشاقة النفسية

إن اعتقادك بأنك كائن خرافي من نوع نادر لا يلغي أبدا حقيقة أنك انسان عادي مثلك مثل باقي الناس لديك قدر مكتوب لك ستراه خلال مسيرتك و عليك أن تتقبله في كثير من المحطات في حياتك و إن كنت تحول تطوير واقعك فحاول تغييره بالعمل و الاجتهاد

و لكن البكاء و الوقوف عند محطة واحدة دون معرفة الطريق و بلا وجود خريطة و ضوء

يعني أن القطار قادم إليك لا ليقلك للمحطة القادمة بل ليقتلك.

القوة لا تعني عدم الفشل :

لا أعلم من أخبرك بأنك إن كنت قوياً ف لن تصادف الفشل في حياتك كلها، الفشل لا تستطيع إبعاده بالقوة لوحدها.

قبل أن تخرج للحرب تفقد أسلحتك جيداً :

إن المجالدين قديماَ كانوا لا يخرجون لساحة المعركة حتى يتأكدوا من سلامة جميع أسلحتهم لكي لا تغدر بهم

لأجل ذلك قبل أن تعلن نفسك تأكد من أن هناك أشياء حقيقية و تستحق الرعاية

و إن لم يكن فيجب أن نعمل جيداً قبل أن نخاطر لنعيد تكوين صورة تقدمنا كأفراد ناضجين و مستقلين للآخر

لأن الكذب لا يصنع منك بطلاً بل هراً شرساَ على أكثر تقدير.

عندما تنجح مرة لا يعني أنك ستنجح في كل مرة:

لأجل ذلك لا تعامل نفسك على أنك محصن من الفشل و السقوط في الظلمات

أعيد و أكرر إنك إنسان عادي و لست شخصاً خارقاَ و لكن مايجعل منك فرداً استثنائياَ هو سعيك و عملك و اجتهادك لأجل أن تصنع الفارق.

الإنعزال يجعل المشكلة أعمق:

-إن ابتعادك عن الجميع و جلوسك في مكان واحد لوحدك و بقائك هناك لفترات طويلة دون أن تختلط مع أحد و بلا أن تتحدث مع أحدهم لساعات عدة فهذا لن يحل المشاكل بل سيزيدها تعقيداً و تضخماً في داخلك حتى و إن كنت تشعر بالكثير من التعب و الإرهاق و تريد أن لا ترى أحد و أن لا تختلط مع أحد و أن تبقى بمفردك فلا يجب أبداً أن تنصلع لهذه الأفكار قاومها قبل أن تغرقك في دوامة الضياع.

العلاقات الفاشلة تحتاج وقتاً:

-إن مرورك بعلاقة فاشلة واحدة لا يعني مطلقاً أنك لن تعيش علاقات بعدها على العكس فإنه بعد انتهائك من فترة التعافي من الجروح

سيكون لديك قدرة أكبر على اختيار بل الأصح انتقاء الأشخاص المناسبين الذين يستحقون التواجد في حياتك…..

العلاقات الفاشلة تحدث و هذا ليس ذنبك و لكن عليك معرفة التصرف مع نفسك خلال فترة الصدمة و إن كنت لا تعرف فهذا هو ذنبك لأجل ذلك ابحث عن نفسك و اخلق في نفسك شيئاً جديداً في كل مرة يموت في داخلك شيء ما.

الخاتمة:

-لا تنتظروا مني الحلول النهائية، أنا فقط أضيء المساحات المظلمة الموجودة مسبقاً في عقولكم…. و ما عليكم إلاّ تنميتها و استخدامها.

ما مدى فائدة هذه المشاركة؟

إضغط على النجوم للتقييم!

عدد التقييمات : 0

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذه التدوينة.

الكاتب : زينة عثمان كاتب
اخبرنا شيئا عن نفسك.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن