كيف تكون متميزا

الطبيب متميز اذا احسن ، والفلاح متميز اذا أتقن ؛ والطالب متميز اذا اجتهد الكل يصنع تميزة والكل يسعى لهدفة ، ولا تميز بدون همة عالية تقدوك الى الأتقان والابداع.

معنى التميز  : 

التميز قيمة مطلقة ؛ ليس لها حد ولا وصف ولا نسبة بها تعد ؛ الطبيب متميز اذا احسن ، والفلاح متميز اذا أتقن ؛ والطالب متميز اذا اجتهد الكل يصنع تميزة والكل يسعى لهدفة ، ولا تميز بدون همة عالية تحدوك الى الأتقان والابداع ، ولا تميز بدون نفس لوامة نفس أبية كريمة ؛ تلوم صاحبها على الخير لماذا لم أكثر منه ؛ وتلوم صاحبها على الشر لماذا فعلت .

أن المتميزون له نفس تتوق إلى التفوق والصدارة ؛ شغلتهم كريم مقاصدهم  ؛ فاسهرت أعينهم بالليل ، وارهقت أجسادهم بالنهار ، يحدوهم الأمل ، وتداعب مشاعرهم نسمات النجاح ، متسحلين بعمل دؤوب ومجاهدة وإصرار ؛ ليصلوا إلى التمييز إلى كريم مقاصدهم ، ونبيل غاياتهم. 

الرضا هو اول طريق التمييز : 

الطريق إلى التمييز يبدأ بالرضا بما أعطاه الله عز وجل للعبد ؛ فذلك وقاية للعبد من أمراض النفوس ، و من الهموم ، و الأحزان ، والقلق ، وعدم الاستقرار النفسى ،  والاضطراب ؛ أن الإنسان بدون الرضا فريسة سهلة للغموم  واليأس والقنوط والسخط ؛ وأن الرضا هو سكون وطمأنينة القلب إلى اختيار الله عز وجل وقبول حكم الله فى السراء والضراء ؛ والايمان بأن ما قسمة الله هو الخير كله ؛ والرضا ليس هو الاستسلام لواقع يمكن تغييره بالسعى والعمل و الاجتهاد والأخذ بالاسباب ؛  والا صار انهزام وانكسار ؛ فإن اخذت بالاسباب واجتهدت وعملت ولم توفق ؛ هنا يكون الرضا فلا تسخط ولا تجزع ؛ ولكن اجعل قلبك بالرضا فى سرور دائم ونعيم مقيم .

الطموح والسخط : 

من رزق الطموح ؛ رزق نفسا تواقة إلى كل خير لا يرضا الا بمعالى  الأمور ؛ نفسا تحدوه للعمل والاجتهاد والمثابرة لتحقيق ذاتة وتنمية قدراتة  ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أن الله تعالى يحب معالى الأمور وأشرافها ويكره سفسافها ” 

أن من رزق الطموح يبادر إلى كل خير ؛ يقراء يطلع يتعلم ينمى قدراتة ، ويطور مهاراته  ، غير محدود فى تطلعاته ؛ يعلم أن النجاح لا يحده حد ، والإنجاز ليس له عد .

أن من رزق الطموح ليس مترددا ،  ولا متخاذل ، ولا متقهقرا خطوة إلى الأمام وأضعافها إلى الخلف ؛ فهو دائما ينظر إلى الأمام يحب معالى الأمور واشرافها .

أما الساخط :

  فهو سليط اللسان غير قانع بما قسمة الله له ؛ دائما متخاذل غير راض ولا قانع ؛ يريد أن يصل بدون عمل ، ناقم  على من قد اجتهد وبلغ مراتب المجد ، غير راض عن ما قسمة الله لعباده

﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾

الهمة العالية : 

لا يكفى أن تريد او تتمنى أن تكون متميزا ولكن لابد أن تعمل وتجتهد  لتحقيق الهدف ؛ أن للمرء مع نفسة أسرار وأمنيات وطموحات  ؛ تختلف من شخص إلى شخص ؛ فبالامانى تتسلى النفوس وتطمح إلى معالى الأمور  ، وتبنى قصور التفاؤل وتتحفز الهمم ؛ ولكن لابد يصحب تلك الامانى همة عالية تترقى بصاحبها إلى أعلى القمم ، وتوصله إلى معالى الأمور  ، ومحاسن الشيم 

 رُوي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: “لا تصغُرنَّ همَّتُكم؛ فإني لم أرَ أقعدَ عن المكرُمات من صغر الهِمَم”.

ويقول ابن القيم -رحمه الله- تعالى: مما أجمع عليه عقلاء كل أمة أن من أراد الراحة ترك الراحة، ومن أراد النعيم ترك النعيم، وأن بمكابدة الأهوال وتحمُّل المشاق بها تأتي معالي الأمور التي يعانقها الأبدان من الناس.

 

دببتَ لِلْمَجْدِ والسَّاعُون قد بلَغُوا 

جَهْدَ النفوسِ وألقَوْا دونه الأُزُراَ

فكابَروا المجدَ حتَّى ملَّ أكثرُهم

وعانق المجدَ مَن أوفَى ومَنْ صَبَرا

لا تحسَبِ المجدَ تمراً أنتَ آكلُهُ    

لن تبلغ المجدَ حتى تلْعَقَ الصَّـبِرا

تقسيم الأهداف : 

أن طريق التمييز طويل وكله صعاب وحتى لا تصاب بالملل فلابد ان تقسم أهدافك ؛ اجعل أهدافك درجات على سلم النجاح ؛ كلما صعدت درجة وانجزت هدفا وحققت غاية شعرت بالإنجاز ، والنجاح فيعيطك ذلك طاقة هائلة ؛ ويزيد شعفك لتحقيق المزيد من الأهداف ، وتحقيق الكثير من النجاح  ؛ أن الإنسان عندما  ينجح يزداد تقديره لذاته ويشعر بالرضا عن نفسه فيكون ذلك دافع للمواصلة لتحقيق الحلم الأكبر والهدف الأسمى  .

التوكل على الله : 

ولكن فى كل مرة تصل إلى الهدف ، وتحقق إنجاز وتتفوق وتنجح معتمدا على أسباب النجاح فلا تنسى مسبب الأسباب الله عز وجل فهو من وفقك إلى العمل بتلك الأسباب وأعانك على المواصلة .

( فإن عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين ) 

التعلم من الفشل : 

أن الإنسان بمجرد الوصول إلى النجاح  ؛ ينسى كل تعب وكل مشقة تعرض لها فى سبيل ذلك النجاح  ؛ ولا يفكر الا فى لذة النجاح ؛ أعلم اخى أن لا نجاح بدون فشل ؛ فلابد ان تجرب وتخطى وتتعلم من الأخطاء ؛ ولا تيأس ، وحاول حتى تصل إلى النجاح ؛ لا تجابه الحياة وجه لوجه ضعيف من غير خبرات وتجارب ؛ حتى لا تحصد خيبة الأمل  ؛ اخى يا من تريد النجاح ؛ ليس من العيب أن تفشل مرة او مرات ولكن العيب أن تستسلم للفشل ؛ أن الطريق إلى الراحة لابد يمر بالتعب ؛ من أراد الراحة فعليه أن يترك الراحة ؛ وبعد كل ليل طويل صبح صادق .

فأنت لا تشعر بطعم النجاح وروعة الانتصار الا بعد أن تتكبد مرارة الفشل ؛ فبروعة النجاح تنسى كل ما قاسيتة من تعب والم فى سبيل تحقيق ما تاقت  نفسك لتحقيقة من نجاح .

هل انت متميز ؟ 

اذا كنت لا تضيع الصلاة فأنت متميز .

اذا كنت تصل رحمك فأنت متميز .

اذا كنت لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد فأنت متميز .

اذا كنت تحترم الكبير وتعطف على الصغير فأنت متميز .

اذا كنت حسن الخلق فأنت متميز .

اذا كنت تغيث الملهوف فأنت متميز . 

اذا كنت تحافظ على نظافة بيئتك فأنت متميز .

اذا كنت لا تؤذى الجار فأنت متميز .

اذا كنت ترفع الاذى عن الطريق فأنت متميز .

اذا كنت تساعد كبار السن فأنت متميز .

اذا كنت كثير ذكر الله فأنت متميز .

اذا كنت تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر فأنت متميز .

اذا كنت لا تجلس فى مجالس الغيبة والنميمة فأنت متميز .

اذا كنت لا تسخر من احد فأنت متميز .

اذا كنت تحض على الخير فأنت متميز .

كن متميز ، كن مبدعا فى حياتك ، كن أنت الأفضل ، واسعى لذلك بنفس راضية مؤمنة قانعة تقية ؛ لا تبتغى الا مرضاة ربها عز وجل .

الكاتب : أحمد الجازوى كاتب نشيط
اخبرنا شيئا عن نفسك.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن