هل جميعنا نعرف المعنى الحقيقى للرجولة؟

هل جميعنا يعرف التعريف الحقيقى للرجولة؟

الرجولة كلمة واحدة ولكنها تشمل معانى كثيرة ،جميعها مترابطة. فمثلاً الرجولة بدون الصبر والجلد والثقة بالنفس ينقصها الكثير. هناك معتقدات خاطئة أيضا تقلل من قيمة الرجولة فى نظر البعض ،كمعتقد أن الرجل يمكنه فعل كل شئ والمرأة لا تستطيع فهو تفكير خاطئ. ليس لأن المرأة يمكنها فعل أى شئ بل لأن الرجل آيضا لا يستطيع فعل ما يخطر على عقله. علينا مراعاة الخطأ والصواب لفعله ،لأن التمسك بالخطأ ومحاولة تبريره ينقص من قدرك. إذا اختلف البعض فى مفهوم الخطأ والصواب ،لا يمكن لأحد معارضة ما هو حرام وحلال .. إنه خط فاصل لا يمكننا الاقتراب منه. فمثلاً لا يمكن للرجل أن يظلم إمرأة وهى أيضاً لا يمكنها ذلك ،فالظلم ذنب على الجميع.

كونك رجل عليك أن تعرف المسئولية التى على عاتقك. فالمرأة التى يعتبرها البعض شئ يملكه .. هى أمانة لديك ستحاسب عليها. إنها إنسانة عليك أن تكون عائلتها وحمايتها وأمانها. أنت من أهم أحلامها التى تحققت وتريد أن تجعل بيتها وحياتها معك فى أفضل صورة ممكنة. امنحها الأمان والحنان حتى تساعدها على منحك كل ما تمتلك وتخرج أفضل ما بها. المودة والرحمة هم الأساس.

سيكون رأى البعض أن “ليس الجميع يستحق ذلك” إنها حقيقة لكن أنت تستحق ذلك. عليك فقط أن تعرف ما تريد وتبحث عن الشخص الذى يستحق العناء ومن يستحق أن تقضى معه حياتك. إنسان يستحق عطائك ويقدره.

إذا لم يكن نصيبك من الدنيا شخص يقدرك ،فلا تؤذيه وتتحول أنت لشخص آخر. حاول أن تسيطر على غضبك الناتج عن تصرفاته السيئة دون الإساءة له أو لنفسك. لا تسمح لأحد أن يسمم حياتك ويحولك لشخص قاسى وظالم بحجة أنها الطريقة الوحيدة لمعاملته. الأفضل أن لا تعامله من الأساس. لا تقبل بأقل مما تستحق.

 

أكبر الأخطاء فى تربية الأطفال التفريق بين الصبى والفتاة دون شرح.

حيث يبدأ التفريق من مفهوم خطأ وهو أن الرجل أفضل من الفتاة فى شيئاً ما. حتى إذا كان هذا صحيحاً فمن المؤكد أن الفتاة أفضل فى شئ أو تتميز بشئ. المقارنة خطأ من البداية. ويصل التفريق حتى فى أبسط الأشياء كالطعام الذى يكون أفضل ما فيه للصبى.

هذا يسبب الضرر للإثنين ليس للفتاة فقط. فهو يجعل الفتاة لا تشعر بقيمتها ،ويصنع من الصبى شخص مغرور ليس له حدود أو لا يشعر بالمسئولية تجاه شئ. ذلك للمعتقد الذى ترسخ فى ذهنه أنه الأفضل. بعد وقت لن يشعر بقيمة شئ ولن يسمع لنصيحة أحد. تلك التربية تقوده إلى أن يصبح شخص مكروه أو إلى مستقبل مظلم هو فقط من يفهم به ليس سواه ،ويخسر الجميع. فالنتيجة التى تُوصل إليها أنه الأفضل فى جميع الأحوال ودون أن يفعل شئ ،فلماذا سيفعل؟

علينا تربيتهم على أنهم إخوة . لكلاً منهم مسئولية للآخر والاحترام واجب بينهم ليس اختيارى. هذا بالطبع لن يكون بشئ سوى بالشرح. فعلى الفتاة أن تفهم لماذا يمكن لأخيها أن ينزل فى وقت متأخر لشراء شئ وغير مسموح لها ،ذلك لحمايتها من أى خطر ممكن أن تواجهه فى ذلك الوقت. عندما تتسائل لماذا يمكن لأخيها أن يبدى رأيه فى ملابسها ،لا يجب أن تكون الإجابة أنه رجل ويجب عليها أن تطيعه ،بل يتم شرح أنه أخيها ويخاف عليها ،يراها فى عينيه غالية ويحاول المحافظة عليها وحمايتها ،لا يريد أن يضايقها أحد. لتفهم أن حب الأخ وخوفه عليها ليس تحكم بلا هدف. عليه أن يفهم ذلك هو أيضاً حتى يصبح ذلك الرجل الذى تتمناها أى فتاة ،ذلك الذى سيعاملها كما يعامل أخته بحب وحنان وخوف عليها من العالم بأسره.

نظرة الفتاة للرجولة

لم يكن يوماً مشكلة المرأة مع الرجل هو التحدى. لكن هذا كان النتيجة الطبيعية للتفريق الغير عادل. كان عليها أن تثبت أنها تستحق الإحترام والتقدير وليست مجبرة على الخضوع لشخص يستغل احتياجها له ،فبالتالى حاولت الاستقلال ونجحت بالفعل.

إن هذا ليس لإثبات أن الرجولة ليست لها قيمة بل لأنها لا ترى الرجولة فى التحكم والتعنيف والاستغلال. الرجولة بالنسبة لكثير من الفتيات صورة عظيمة تتجسد فى والدها مثلاً. دائما بجانبها وتركد لتختبئ بين زراعيه من الحياة. لهذا عادةً ما تبحث الفتاة عن شريك حياة يشبه والدها. ليس شكلاً ولكن فى المعاملة والطباع وأحياناً الإسلوب. ذلك الشخص الذى سيسلمها له والدها كأمانة.

أما الشخص المريض فاقد الثقة بنفسه الذى يجد قوته فى استغلالها أو إهانتها وتعنيفها فى بعض الأحيان فهو ليس برجل فى نظرها ،بل هو إهانة للرجولة التى تتمثل فى والدها أو أخيها .. أى قدوتها.

فإذا هى سيئة الحظ عليها أن تحاول النجاة من تلك الحياة التى فرضت عليها بإثبات شخصيتها وقدرتها على الاستمرار. لهذا لا يمكننا لوم إمراءة تحاول ،فنحن لا نعرف ماذا تواجه بمفردها ومقدار المجهود الذى تبذله لتستمر. علينا دعمها وليس تكسيرها بحجة أنها تحاول أن تصبح هى الرجل. لا يوجد إمرأة فى الحياة تفضل أن تكون رجل وتقوم بواجباته ومسئولياته إلا إذا كانت مجبرة.

فى العلاقات السليمة لا يمكننا التفضيل بين الرجل والمرأة ،فلكلاً منهم واجباته التى هى متفق عليها منذ بداية العلاقة بينهم. تواجههم أحداث جديدة وتفاجئهم فى بعض الأوقات لكن بلغة الحوار والتمسك ببعضهم البعض يمكنهم تجاوز أى شئ.

علينا جميعاً رؤية ذلك الواقع أن لكلاً منا واجباته وأولوياته والأشياء التى تميزه ويستطيع النجاح بها أكثر من غيره. يجب إحترام ذلك. الاحترام أهم أساسيات نجاح العلاقات البشرية. إنه يجمل كل تصرفاتك وكلامك ،ويجعله مقبولاً أكثر.

علينا جميعاً أن نراعى الله فى علاقاتنا ،ونعرف أن الطرف الثانى فى العلاقة هو شريك حياتك ليس وسيلة لإثبات ذاتك.

الكاتب : ندي محمد كاتب نشيط
اخبرنا شيئا عن نفسك.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن