لماذا تغير رمضان عن زمان ؟ كيف نرى هذا التغيير؟

رمضان لم يتغير أنت من تغير:

دائماً ما نلقى اللوم على الزمان الذى يمر من أعمارنا والحياه التى تتقدم بسرعة ،لأن ذلك يسبب تأثيراً جانبياً على المجتمع ومعتقداته بشكل عام وعلى حياتنا وشخصيتنا بشكل خاص.
لكن نحن من نقوم بذلك. ما ذنب الزمان فى تصرفاتنا.
فمثلاً نتحدث عن رمضان الذى لم يعد كما كان ،كأن شهر رمضان شخص خرج ولم يعد. كأنه شخص قرر التغير ويقصد أن يؤلمنا بهذا التغير.

رمضان شعور :

رمضان هو شعور نحبه ،وننتظر هذا الشهر المبارك حتى نشعر بهذا الشعور مجدداً.
نطمع فى الثواب المضاعف الذى سنأخذه من قراءة القرآن وذكر الله سبحانه وتعالى. نعتبره فرصة لنصل الرحم والعلاقات المقطوعة برسالة أو مكالمة. نبحث فى كل سبل الصدقة التى سنقوم بها وتشعرنا بالخير الذى بداخلنا وتقربنا من الله عز وجل.
كل هذا لم ولن يتغير ربما لم تتذكره لبعض الوقت فى مشوار حياتك. فأنت كبرت وواجهت الحياة. آلامتك وأضحكتك فلم تعد ذلك الطفل الذى ينتظر رمضان ليرى أقاربه ويلعب مع أصدقائه ويفرح بالزينة. ذلك الطفل أخفيته داخلك ببراءته وبساطته ،أصبح لديك تفكير مختلف. حسابات فى كل شئ ،فى مصاريفك وتصرفاتك ،حتى فى علاقاتك مع من حولك. تلك الحسابات الزائدة عن حدها التى سجنتك داخلها وحرمتك من شعور جميل وبسيط كفرحتك بعودة شهر رمضان الذى يحمل الكثير من الخير والبركات والذكريات الجميلة.

التعقيد فى كل شئ لن يوصلك لشئ:

كل شىء يتغير هذه حقيقة. لكن عليك أن تقرر كيف سيكون هذا التغيير فيما يخصك. أنت تستطيع أن تجعل هذا التغيير للأفضل لأنه يبدأ منك.
لن يختلف أحداً على أنه يجب علينا مواكبة إيقاع الحياة التى نعيشها ونتقدم ونحقق إنجازات تفيدنا وتفيد مجتمعنا. لكن هذا ليس بالإجبار إنه اختيارك. أنت قمت بقبول واقعك والتعامل معه. لا تلقى اللوم على الزمان ولا على أى شئ ،لأن ذلك سيعلمك الكسل وستفقد الشغف فى حياتك ،لأنك غير مسئول عن أى شئ بها. لا تسمح لشئ أن يوقفك عن أن تحيا فى هذا العالم الذى خلق لك. يجب أن تستمتع بحياتك وتحقق أهدافك ،ولا تحرم نفسك من تلك المشاعر الجميلة واللحظات الهادئة التى تملأ بها روحك حتى تكمل طريقك فى تلك الحياة بكل قوة وحماس.
تلك الأشياء البسيطة كفرحتك القديمة بشهر رمضان. اجلب لنفسك فانوس وضعه أمامك وعلق الزينة من حولك. قم بإعداد الخطط لشهر رمضان من جميع الجوانب. كم مرة تريد ختم القرآن وكم ستسبح الله عز وجل؟. تلك الأشياء التى يتضاعف ثوابها فى شهر رمضان المبارك. ما هى الدعوات التى ستطلبها من الله سبحانه وتعالى وتتمنى حدوثها؟. لمن سترسل الرسالة الأولى كمعايدة ومن سيكون أول من تتصل وتخبره كم تشتاق إليه؟. ستنتهز فرصة رمضان وتنهى الخلافات مع من؟
رمضان لكثير من الناس بداية جديدة. بداية ليتقرب من الله أكثر أو بداية علاقات تكاد أن تكون مقطوعة ،بداية التزام مع نفسك فى تحقيق هدف كنت تأجله. لا يهم إن كان هذا الهدف هام أو بسيط فهو فقط لتعلم نفسك الإلتزام بخطة واضحة وخطوات ثابتة كالتزامك بقراءة القرآن كل يوم أو خطة لتنزيل وزنك. لا يوجد شئ أجمل من بداية فى أيام مباركة. وتذكر دائما أن تقلل من الحسابات وتفرح بما لديك وتستمتع به.

يمكنك إعادة رمضانك كما كان ،ليس هو فقط وكل مناسبة. بل ويمكنك أن تحتفل كل يوم ،فقط عليك أن تقرر ذلك واستمتع برمضان وأيامه المباركة وبكل يوم فى حياتك الذى هو فرصة عليك اغتنامها.

الكاتب : ندي محمد كاتب نشيط
اخبرنا شيئا عن نفسك.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

@peepso_user_164(Ali Mohamed)
جميل
@peepso_user_164(Ali Mohamed)
جميل