الكاتب الأسير باسم خندقجي

عينان بلون الزيتون (الكاتب الأسير باسم خندقجي)

5
(1)

-جميعنا و بلا استثناء منذ صغرنا تسحرنا عوالم الأبطال أولئك الذين يتحدون المحال و يحاربون المستحيل للوصول إلى مايطمحون إليه و بالتأكيد و بسبب عزيمتهم و إرادتهم فإنهم يحققون كل مايريدون بل و تكافئهم الحياة بأكثر مما حلموا بسبب إرادتهم و عدم تنازلهم

و لكن هل سبق لكم أن شاهدتم أو سمعتم عن إنسان استطاع تحويل المعتقل إلى حديقة مصنوعة من دواوين شعريّة؟
و الجدران التي يأكلها الظلام إلى قصيدة ؟
و التعذيب الذي لا يحتمله أيّ بشري إلى حكاية رقيقة تلامس القلب و ليس العقل فقط؟

هل سبق لكم أن رأيتم في أي مكان قصة إنسان حول سنين عمره المسجونة…. المظلومة و المتعبة إلى نجاح وصل صداه إلى كل العالم ؟

بطلٌ جسور قد حرر روحه التي تشعر بالظمأ لعوالم الحرية عن طريق كلمات… كلمات شهد لعمقها و سحرها جميع مَنْ قرأها من لجنة التحكيم في جائزة البوكر التي تعتبر من أعقد و أصعب الجوائز الأدبية العالمية كما أن لجان التحكيم فيها معروفون بنزاهتهم… شفافيتهم.. دقتهم في العمل و الإحترافية العالية.

بطلٌ مؤمن و موهوب نقل معاناته للعالم و لكن على شكل فن
فكسر بذلك القيود التي تحاصر وجوده بغضبٍ ثائر ثم أزال العصابة عن عينيه لينظر إلى وجه الهزيمة ليبتسم رفعةً و كبرياء
و ليصرخ بعدها بصوته المسجون: (أنا كالقيامةِ ذات يوم آت)

البطل الذي سيضحى اسمه علم و راية…. الفنان العبقري الذي سيطبع اسمهُ في ذاكرة التاريخ و في قلوبنا نحن على مدى السنين.

باسم خندقنجي الكاتب الذي فاز بجائزة البوكر العالمية عن فئة الرواية العربية لدورتها ال١٧ مازال موجوداً الآن في سجون الإحتلال و لم يتوقف الأمر في أنه لا يستطيع أن يشارك هذه اللحظات السعيدة مع عائلته و أحبائه أو حتى مع السماء أو الطبيعة و الهواء النقي بل إن المسؤولين عن سجون المعتقلات أضافوا إلى معاناته جزءاً جديداً فقد أصدروا قراراً بمنعه من استلام أي جوائز حتى و إن فاز بالجائزة و أعزوا ذلك القرار بإعلانه شخصاً إرهابياً!
و لكن نحن كلنا أمل بأن يتغير هذا القرار الجائر و الظالم و إن لم يستطع الإستاذ باسم استلام جائزته فالحل الآخر هو أن يتم تحويل استلام الجائزة إلى عائلته بالنيابة عنه.

  • معلومات شخصية عن الكاتب باسم خندقجي:

الإسم: باسم محمد صالح أديب خندقجي

المهنة: كاتب (روائي و شاعر)

المواليد: 22 ديسمبر 1983 /العمر/: 41 عاماً

الموطن: فلسطين(نابلس)

الدراسة: درس في مدارس محافظة نابلس في فلسطين و التحق بعدها بجامعة النجاح الوطنية /قسم/ الصحافةو الإعلام.

اللغات: العربية.

  • أسباب اعتقاله:

    شهد باسم كل تفاصيل عدوانية الكيان الصهيوني في الانتفاضة الأولى و قد تركت هذه الأحداث أثراً كبيراً في نفسه كما أنها أثرت على توجهاته السياسية فالتحق بصفوف حزب الشعب الفلسطيني الشيوعي سابقاً و كان عمره آنذاك 15 عاماً
    و اعتقل باسم في /2نوفمبر 2004/ عندما كان في سنته الجامعية الأخيرة على يد قوات الاحتلال بعد عملية سوق الكرمل رغم أن باسم لم يكن له يد بأي نشاط عسكري خلال العملية ….!!

و قد حُكِمَ عليه بالسجن مدى الحياة، الأسير المظلوم باسم يقضي محكوميته حالياً في سجن (هيداريم).

  • رحلته في عالم الكتابة:

    لم تمنع القضبان حرية الكلمات…. فقد بدأ مسيرته في عالم الكتابة من داخل سجون الاحتلال من خلال كتاباته (مسودات عاشق وطن) و هي 10 مقالات تتكلم عن حياة الأسرى في السجون و يومياتهم
    و أيضاً من كتاباته (طرق على جدران المكان) و (شبق الورد اكليل العدم) و كتاب (أنا الإنسان نداء من الغربة الحديدية)

كما أنه كتب عدة روايات و منها (خسوف بدر الدين) و ( نرجس العزلة) و (مسك الكفاية) وغيرهم

و له عدة دواوين:
ديوان طقوس، ديوان أنفاس قصيدة ليلية

كما قام باسم بتحويل سجنه إلى غرفة عمليات ثقافية يُدير من خلالها أفكاره الأدبية و يقام فيها حفلات توقيع كتبه.
كما أنه أسس (صندوق الأسير باسم خندقجي لدعم أدب الأسرى) بمبادرة منه لدعم إبداع الأسرى داخل السجون، و قد تبناها شقيقه.

و يختلف باسم عن غيره في تجربة أدب السجون لأنه لا يكتب عن تجربته الشخصية في السجن أو الأسر و الإعتقال بل يتناول أفكار و معتقدات أخرى من منطلق قناعة شخصية يقول فيها: أن السياسة تموت و لكن الأدب لايموت.

و في عامنا هذا في أبريل 2024، حصل باسم خندقجي على الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر عن روايته (قناع بلون السماء).

-وقد برهن لنا باسم مقولة مفادها أن الأماكن لا تصنع الأشخاص إنما الأشخاص هم مَنْ يصنعون الأماكن… و أن إرادة الإنسان تنتصر دوماً على المكان و الزمان.

و يبقى الأمل ب (الله) عز و جل بأن يأتي يوم و يقرأ فيه باسم هذه الكلمات……

ما مدى فائدة هذه المشاركة؟

إضغط على النجوم للتقييم!

عدد التقييمات : 1

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذه التدوينة.

الكاتب : زينة عثمان كاتب
اخبرنا شيئا عن نفسك.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن