أيها الغاضب ؛ كيف تؤثر عصبيّتك على تشنج عضلات الرقبة لديك؟

لاشك بأن التوتر المتزايد والذي يعاني منه الكثير من الأشخاص حالياً بسبب نمط الحياة المتسارع وتغيّر الظروف المعيشية له تأثير كبير على صحتنا الجسدية والنفسية ، في هذا المقال سنتناول تأثير التوتر والعصبية الزائدة على تشنج عضلات الرقبة لديك و كيف بإمكانك أن تخفف من حدة ذلك عن طريق تطبيق بعض الاقتراحات البسيطة التي من شانها أن تقلل من آلامك و تحسن من جودة حياتك

شارعٌ مزدحم؟ مواعيدٌ غير معقولة لتسليم التقارير تلاحقك حتى بمنامك؟! عدم اكتراث ابنك المراهق بالتركيز على مستقبله الأكاديمي؟ تلطيخ طفلتك الصغيرة لحائط المطبخ بالألوان؟! وغيرها الكثير من الأمور التي قد تعجّل بانفجارك غاضباً في كل يوم.

ألم تلاحظ بأن تشنج عضلات الرقبة لديك يزداد بشكلٍ واضح مع كل نوبة صراخٍ و عصبية تمر بها؟! حسناً.. ألم تتساءل لماذا يحدث ذلك؟ و مالعلاقة بين مستوى عصبيّتك و آلام رقبتك ياترى؟

كيف تؤثر العصبيّة على تشنج عضلات الرقبة؟

إن عضلات رقبتك و بالذات الأمامية منها والجانبية تعتبر حساسة جداً, بحيث يمكننا أن نسمّيها بالعضلات العاطفية, فهي تتأثر بشكلٍ ملحوظ بحالتك النفسية, بالتالي فإنها تسترخي (إلى حدٍ ما) و تكون في الطول الطبيعي لها كلما كنت هادئاً و مرتاحاً (في حالة عدم تواجد سبب عضوي أو ميكانيكي أو غيره مما قد يؤثر على استرخائها).

من جهةٍ أخرى, فإن تلك العضلات تتقلّص و تعمل بشكلٍ إضافي كلما تضايقتَ أو صرخت, أو توترتَ, مما يؤدي إلى إصابتها بالإجهاد والتعب (خصوصاً إن كانت العضلات ضعيفة أصلاً بسبب قلة أداء الرياضة والتمارين, ناهيك عن عدم حصولها على المغذيات من الفيتامينات والمعادن الضرورية لصحتها بسبب سوء خياراتك الغذائية).

لذلك يمكننا أن نلاحظ بأن الأشخاص العصبيين أو حتى الذين يعيشون تحت وطأة كم هائل من التوتر, غالباً مايمتلكون عضلات متشنّجة و متقلصة بشكلٍ واضح وقاسٍ في هذه المنطقة, إلى جانب احتمالية شكواهم المستمرة من الصداع المتكرّر والذي قد ينتج عن ذلك أيضاً.

ماذا أفعل كي أخفّف من تشنّج عضلات الرقبة؟

لقد أدرجتُ لك بعض الاقترحات والحلول البسيطة التي بإمكانها أن تقلل من مستوى التوتر والتعب الجسدي والنفسي اللذين تعاني منهما في حياتك اليومية, مما سيساعدك بالتالي على تقليل آلام رقبتك و تخفيف التشنّج الحاصل في عضلاتها:

  1. أجسامنا لم تُخلق للبقاء في وضعية واحدة لفتراتٍ طويلة, كما أن كثرة التركيز في عملٍ ما ولأوقاتٍ مطوّلةٍ جداً من شأنه أن يزيد من احتمالية إصابتنا بالتوتّر والعصبية, بالتالي حاول أن تأخذ قسطاً من الراحة كل نصف ساعة على الأقل, سواء كنت تعمل بالمكتب, أو كنتِ تقومين بالأعمال المنزلية كالطبخ والخياطة وغيرها, أو حتى أثناء الجلوس لمشاهدة التلفاز, حتى وإن اقتصرت فترة الراحة تلك على الذهاب لشرب قليلٍ من الماء, أو لأخذ جولةٍ قصيرة بالصالة (أو المكتب), أو حتى لتغيير وضعية جسمك من الجلوس إلى الوقوف والحركة أو العكس.
  2. حدّد لنفسك وقتاً خاصاً بك, لا يقاطعك فيه أحد, ولا يتطفّل خلاله عليك أحد, ولو كان نصف ساعة باليوم, اقضها بممارسة مايساعدك على الهدوء والاسترخاء, كقراءة كتابك المفضّل, أو الجلوس لتناول فنجانٍ من القهوة اللذيذة, أو حتى القيام بتدليك قدميك بالزيت المفضل لديك.
  3. اسجد, إلى جانب كون السجود جزءاً لا يتجزأ من العبادة, فله أيضاً العديد من التأثيرات الإيجابية الجسدية والنفسية, حيث أنه يساعد على زيادة هدوئك وعلى إطالة عضلات الظهر, و إراحة الجسم, إلى جانب أنه يقوم بتخليصنا من الشحنات السلبية المتراكمة في أجسامنا.
  4. مارس بعض التمارين الرياضية المدروسة والتي تساعدك على إطالة عضلات الرقبة والأكتاف والصدر والظهر, ثم ابدأ تدريجياً بإضافة تمارين التقوية كذلك من أجل أن تساعد على تحسين تدفق الدورة الدموية في هذه المناطق, وتزيد من قوتها وقدرتها على التحمّل خلال أنشطتنا اليومية مما يقلل من احتمالية إصابتها بالتشنّج والشد المستمرين.
  5. احرص على اتباع نظامٍ غذائي سليم, يضمن لجسمك أن يحصل على كل مايحتاجه من مغذياتٍ وفيتاميناتٍ ومعادن, حيث أن أي نقصٍ في هذه الأمور من شأنه أن يزيد من احتمالية تشنّج عضلاتك, ناهيك عن إمكانية تعريضك بشكلٍ أكبر للتوتر والعصبية والقلق ولأتفه الأسباب.
  6. اندمج بالطبيعة وتواصل معها, لا تحرم نفسك من زيارة الأماكن الطبيعية والاستمتاع بتأمل المناظر الجميلة, الجلوس على العشب, بين الشجر, وأمام البحر, فكل ذلك له مفعول إيجابي بالغ الأثر عليك من ناحيةٍ جسدية ونفسية, مما سيزيد من مستويات راحتك وهدوئك, ولا ننسى بأن هذا المحيط سيمدّك بالهواء النقي المفيد والمهم لصحتك.

حسناً ياصديقي, لقد صرتَ تعلم الآن بأن أحد أهم أسباب تشنّج عضلات الرقبة لديك هو توتّرك, لذلك سأطلب منك طلبين صغيرين:

  • الأول هو أن تحاول تطبيق ما يمكنك تطبيقه من الاقتراحات التي ذكرتها لك في هذا المقال كي تهدأ وتخفف من آلام رقبتك.
  • والثاني هو أن تتذكر مرة ومرتين وثلاث.. بأن لاشيء يستحق أن تتنازل عن صحتك من أجله.

انتظرني في مقالاتٍ قادمة.. فلديّ الكثير الذي سيغيّر حياتك للأفضل بإذن الله.

 

الكاتب : زهراء
كاتبة وأخصائية علاج طبيعي, صدر لي ثلاثة كتب حتى الآن, أكتب عن تجاربي بالحياة مع قليل من الحكمة والفلسفة. أستمتع أيضاً بالكتابة في المجال الصحي فهو من اختصاصي, وأسعى لنشر الثقافة الصحية و زيادة مستوى الوعي بين الأفراد من أجل تغيير حياتهم للأفضل بإذن الله.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن