كيف يمكننا مسامحة الناس ومسامحة أنفسنا؟

كيف يمكننا مسامحة الناس ومسامحة أنفسنا؟

فى تلك الحياه نقابل باستمرار أشخاص جديدة. وغالباً ما يتسببون لنا فى جرح ما. هناك مقولة تترد كثير وهى ( الحقيقة أن الجميع سيجرحك فعليك اختيار من يستحق) أغلبنا يصدقها ؛ما يجعلنا نستمر فى تلك الحياة هو التسامح ،لأن تحمل ألم الذكريات حمل ثقيل لا تورط نفسك به. عليك متابعة حياتك ومسامحة الناس. والأهم من ذلك عليك مسامحة نفسك ،ومعرفة الطريقة الصحيحة للتسامح.

حمل الوجع

مشوار حياتنا لا يكتمل سوى بالأشخاص المتواجدة فى حياتنا. نتعرف على البعض ونعيد اكتشاف البعض الآخر. كل شخص تختلف علاقتك به عن غيره. وتتودد العلاقة بالأحداث التى تأخذ محلها بينكما. من هنا تبدأ الأخطاء التى يظهر من ورائها الكثير ،تلك التى نراها واضحة فى مرحلة التكيف على بعضنا البعض. منهم من تكون أخطاءهم مؤلمة رغم أنها لم تكن عن عمد. لكن الأكثر ألما تلك المقصودة. تتعد الأسباب التى تكون نتيجتها جرح لا يسطيع أحداً أن يداويه. ليس فقط لتأثيره على تفكيرك وشخصيتك وحياتك بأكملها بل لأنك فى بعض الأحيان تخفيه ولا تعترف به حتى لنفسك. إنك لا تواجهه فيكبر .. كيف سينتهى وأنت لا تسمح لنفسك بأن تداويه أو على الأقل تسمح لأحداً أن يساعدك فيه؟ أنت تتعمد عدم رؤيته ،مما يحوله إلى حمل .. حمل الوجع الذى يعد من أكبر وأقسى الأحمال المعيقة لشخص فى حياته. ذلك الحمل الذى يمنعك من الاستمتاع بحياتك وينقص من كل فرحة أو نجاح. مهما حاولت أن لا تراه يفاجئك فى لحظة. يشعرك بالألم والضعف. يصور لك نفسك بصورة الشخص المقهور الذليل الذى هو لست أنت فى الواقع. كيف تكون بهذا الضعف وأنت أكملت طريقك فى الحياة بعد ذلك الألم ومازلت مستمر. هذا أبسط دليل على أنك أقوى مما تعتقد.

أهم أسباب الخذلان الغير واضحة

كانت أغلب صدماتنا بسبب التوقع، ليس الخطأ فى التوقع كما يظن البعض لكن الخطأ فى توقع شئ أو انتظاره من شخص لن يستطيع فعله أو لن يفعله حتى إذا استطاع. أيضاً من الخطأ توقع رد فعلك أنت من شخص تتعامل معه. كل إنسان يختلف عن الآخر ،يوجد تشابهات لكنها لن تجعلك تحدد ما يستطيع فعله دون معرفة جيداً. لذلك علينا معرفة أنفسنا جيداً وما نريد وإذا كان هذا الشخص يمكنه منحك ما ننتظره منه. لن تستطيع معرفة كل شئ عنه على الأقل فى البداية لكن إذا كنت واضحاً وحددت ما تريد ،يمكنك بسهولة معرفة مقدرته على تقديم ذلك أو لا ،وهل لديه النيه من الأساس أم يرفض ؟

بعد تفكير طويل والتعرض لكثير من المتاعب ستصل إلى شئ مهم وهو أن الحل فى التسامح. ليس لأن الجميع يستحقه بل لأنك أنت تستحقه.

 

مسامحة الناس

يصعب علينا فى بعض الأحيان مسامحة الناس لكبر أخطائهم وعمق الجرح الذى تسببوا فيه. مع الوقت نتأكد أن هذا ليس فى مصلحتنا. عدم مسامحتك للآخرين تحملك عبء ثقيل، يمكنك أن تكمل حياتك به لكن لن تصل إلى السلام الداخلى الذى تستحقه. التسامح يجعل حياتك أسهل وابسط. فقط ارسم الحياتين ثم إختر الأصلح لك. حياتك مع جرح تعرضت له تسبب فى ألم وقررت أن تكمل حياتك بالضغائن وأفكار الإنتقام والإسقاط فى بعض الأحيان على من حولك ،مما يجعلك تتسبب فى آذيتهم والذى سيعود عليك بالأذية أيضاً. أم حياتك مع التسامح والأفكار الإيجابية الواقعية التى تقويك وتحفزك لتتغلب على ذلك الألم وتراه صغيراً فى عينيك لأنك تخطيته وتعلمت منه.

التسامح الصحيح يلزمه شروط .إذا توصلت إلى هذا القرار الذى بالطبع سيكون القرار الصائب وهو أن تسامح … عليك فقط حماية نفسك. فى البداية عليك أن تسامح ولكن لا تنسى حتى لا ترى ما آذاك ثانية ( المؤمن لا يلدغ من حجر مرتين).  بعد ذلك عليك الإقتناع أن الثقة غالية ،لا يجب عليك منحها بسهولة. ليس المقصود هو تخوين الناس بالطبع ،لكن تعامل مع الثقة كقالب الحلوى نعطى للشخص قطعة واحدة لا القالب بأكمله. الحدود مطلوبة فى إعطاء الثقة ،تحميك من الخذلان وتنقذ الشخص الذى تتعامل معه من أن يتحمل فوق طاقته. بتطور العلاقة واستمرارها ستزداد الثقة من تلقاء نفسها.

أكثر الأخطاء ألما هى التى تقوم بها أنت فى حق نفسك، بعضها لا يمكنك مسامحة نفسك عليها.

 

مسامحة نفسك

البعض يستطيع مسامحة من أخطأ فى حقهم لكن لا يستطيعون مسامحة أنفسهم على أخطاء ارتكبوها فى حق الآخرين أو فى حق أنفسهم. بسبب نتيجتها التى أحدث فرق فى حياتهم وحيات الآخرين وكان تأثيرها السلبى كبير بل وقلبت حياتهم رأساً على عقب. لكن هذا ليس حلاً. جلد الذات لن يوصلك لشئ غير زيادة الألم ولن يعيد الماضى ،والأهم إنه لن يغير واقعك .. أنت من سيفعل. عليك مسامحة نفسك بعد مواجهتها. الخطأ الذى تستطيع تصحيحه لا تترد فى المحاولة ،حتى لو لم تكن بنتيجة مجدية. أما الخطأ الذى لا تستطيع تصحيحه تعلم منه ولا تكرره مهما كانت الظروف أو الضغوط. عدم مسامحتك لنفسك ممكن أن يحولك للشخص الذى كنت تخشاه ،ذلك الشخص الذى أسهل ما يمكنه فعله هو الآذية والقيام بالأخطاء التى لا تتوقف. ستقف أمام المرآة وتقول لنفسك ( لقد أخطأت وأصبحت شخص سئ وهذا واقع لن يتغير ) ستقنع نفسك بأنك وصلت لقمة السوء بالرغم من أن هذا غير صحيح لكنك بتصديقه ستزداد سوءاً. ستقضى بيدك على كل جيد بداخلك.

عندما تسامح نفسك والآخرين لن تمحى أخطائك وأخطائهم ولكنك ستقضى على ألمك وستصبح الإنسان السوى الذى يتمناه كلاً منا ،والذى يستحق مستقبل أفضل.

الكاتب : ندي محمد كاتب نشيط
اخبرنا شيئا عن نفسك.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

@peepso_user_164(Ali Mohamed)
جميل