كيف تأثر علم التنمية البشرية بتعاليم الإسلام

التنمية البشرية والإسلام

قرأت كثيرا اليوم عن التنمية البشرية كعلم جديد يهتم بتحسين القدرات؛ وتطوير، واكتساب المهارات للأفراد؛ وتوفير الإمكانيات للأشخاص وتوفير حياة أفضل لهم؛ وانقسم الناس حوله بين مؤيد وبين ناقد؛ ولكنني أؤمن بأن التنمية البشرية وتطوير الذات لا تنفصل عن الدين الإسلامي؛ لأن في التمسك به وبمبادئه نجاة وفلاح وتقدم، وازدهار؛ لأن ديننا يحث على مكارم الأخلاق، ويقدس العمل، ويجازى على الإتقان؛ فأنا ما زلت أتذكر عندما كنت صغيرا كنت أرى في الرجل الملتزم المتدين المثال للإنسان الكامل؛ وكمْ تمنيت أن أكون مثلهم في أخلاقهم وامتثالهم لتعاليم الدين؛ فهم من يبداء يومهم مع صلاة الفجر والناس نيام؛ فهم أهل البركة والبكور؛ اهل علو الهمة

أكتساب الخلق الحسن

فهو الرجل الذى هذب طباعه، واخلاقه؛ وفهم طبيعة الاخلاق وطرق اكتسابها، وعرف الطريق الى التحلى بالفضائل والبعد عن الرذائل؛ هو رجل علم؛ علم ان عزة وفخرة وعصمته ورفعته فى الاسلام؛ ‘فلبس تلك الحله حله الاسلام؛ حله الاخلاق، حله الايمان؛ تلك الحله الجميلة السابغة الساترة فى الدنيا والاخرة؛ وعلم ان العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحرا الخير يعطيه؛ فعمل على اكتساب الاخلاق الفاضلة، وترويض نفسه عليها، واجتهد ليكتسب علما يقربة من ربه، ويكون له نور فى ظلمات الحياة يكون له دليل الى الجنة؛ ودليل الى رقى ورفعة أمتة.

يا خادم الجسم كمْ تشقى بخدمته

أتطلب الربح مما فيه خسران

أقبل على النفس واستكمل فضائلها

فأنت بالروح لا بالجسم إنسان

اختيار رفقاء الطريق

فلتحسن اختيار رفيق الطريق؛ فإن الرفيق الصالح يعين أخاه على كل خير، وعلى مجاهدة النفس، وعلي القيام بكل جميل، وترك كل مذموم قبيح؛ ولتحرص أن يكون رفيق الطريق مؤمن قوى الإيمان؛ فإن ضعيف الإيمان؛ ضعيف اليقين بجزاء الآخرة؛ فهذا الصنف غير مبال أن حسنت اخلاقه أم ساءت؛ أما المؤمن قوى الإيمان يبتغي رضا الله حريصا على فعل الخيرات وترك المنكرات

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: “مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذقك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريح طيبة ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريح خبيثة”

اجعل رسول الله قدوتك

فإن الرجل المؤمن؛ الحريص على حسن الخلق، الحريص على طاعة الله؛ رغبة فيما عند الله، وخوفا من غضبه؛ رجل حريص على الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ صاحب الخلق العظيم؛ فرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ليس بفظ ولا غليظ ولا صاخب في الأسواق؛ فالرجل المتدين؛ أرى ولا زالت أرى أنه رجل سوى جاهد نفسه وكبح جماحها؛ فاذا اراد العلم؛ تعلم ولم يسوف، واذا اراد الاخرة اقام الليل، وصام النهار، ووصل الارحام، وزار المريض، واعان المكروب، وذا الفاقة، وبذل الغالى والنفيس فى سبيل الله.

من أراد الكمال فعليه بكتاب الله وسنة نبيه

إنا مؤمن، ومقتنع بأن من أراد السعي للكمال؛ فعليه بكتاب الله عز وجل، وهدى محمد صلى الله عليه وسلم مستعينا بالله والدعاء لكبح جماح نفسه؛ وترويضها؛ فإن السعادة في مجاهدة النفس وإلزامها طاعة ربها وتحقيق تقواه، وإقامتها على مراد الله ومرضاته

وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۝ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:40-41]

من أراد الكمال فعليه تحقيق التقوى

فإن التقوى؛ رأس كل خير، ودليل كل فلاح؛ فالتقوى عنوان الإيمان، ورمز الإخلاص؛ فالتقوى هي أن يكون بين العبد وبين ما يخاف وقاية؛ كما نتقى حر الشمس بالجلوس في الظل؛ وكما نتقى برد الشتاء بلبس الملابس الصوفية؛ كذلك المؤمن يتقى غضب الله بترك واجتنباب ما ينهى الله عنه؛ واتباع أوامره طلباً لمرضاته عز وجل

وتقوى الله أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر”

أثر الإسلام على حياة العرب

جاء الإسلام ليغير عادات ومعتقدات العرب من حياة القبلية والحروب والتناحر، والقوى يأكل الضعيف؛ إلى الوحدة تحت راية الإسلام وإرساء مبادئ العدل والتآخي؛ لقد جاء الإسلام ليخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم؛ فحث الإسلام على طلب العلم وجعل من طلبه عبادة.

ومن المقولات المشهورة فى ذلك الدرب.

اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد

اطلبوا العلم ولو في الصين

تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقه، وبذله لأهله قربة، وهو الأنيس في الوحدة، والصاحب في الخلوة.

الكاتب : أحمد الجازوى كاتب نشيط
اخبرنا شيئا عن نفسك.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن