كيف تتحرى الحلال في الشراء بالتقسيط

البيع بالتقسيط هل حلال أم حرام

البيع بالتقسيط؛ هو بيع سلعة بثمن مقسم على أزمنة معينة؛ أكثر من سعر ثمنها الحاضر، والبيع بالتقسيط الأصل فيه الجواز؛ طالما توسطت بين البائع والمشتري سلعة، ويجوز للبائع زيادة السعر الآجل عن السعر الحالي؛ فالبائع استفاد بزيادة المبيعات؛ والمشتري استفاد بحيازته للسلعة رغم أنه لا يمتلك ثمنها؛ ولكن كما اتفقا على أن يتم سداد ثمنها على أقساط. على الزمن المتفق عليها سنة أو سنتين؛ فالزمن هنا قيمة عند البائع ؛ البيع بالأجل؛ ومن شروط صحة البيع ان يكون الثمن مستقر أى محدد؛ فلا يقال مثلا لو سددت على سنة ستدفع مائة وعشر جنيهات؛ أن سددت على سنتين سوف تدفع مائة وعشرون جنية؛ هذا لا يجوز فيجب ان يكون السعر المؤجل مستقر أى محدد؛ ولا يجوز تقسيط الذهب والفضة والاوراق النقدية لانه يلزم القبض فى مجلس البيع؛ ولا يجوز تحديد نسبة مئوية؛ لان النسبة المئوية انما تحدد على المال وليس السلعة.

ما هي صور البيع بالتقسيط المحرم

يوجد هناك بعض صور من البيع بالتقسيط المحرم التي يجب أن يعلمها المسلم حتى يتجنبها؛ ويتجنب الوقوع فيها؛ حتى يستقيم أمره وأمر المجتمع

بيع العينة

بيع العينة وهو أن يشترى؛ المشترى البضاعة بالأجل ويبيعها لنفس التاجر الذي اشترى منه البضاعة أو السلعة لغرض الحصول على المال؛ ومثال لذلك شخص اشترى من بائع سيارة بثمن عشرة آلاف مؤجلة وباعها لنفس التاجر بسبعة آلاف؛ فكأنما أراد بذلك التحايل لأخذ المال بالربا؛ ولو باع تلك السلعة لثالث صح ذلك؛ بشرط ان لا يبيع الثالث لنفس البائع الاول؛ فهناك من يدخلون طرف ثالث للتحايل لاخذ مال الربا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم.

نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع العينة لأنه يضعف الاقتصاد؛ ولان قوة الأمم من قوة اقتصادها.

ومن صور البيع المحرمة في البيع بالتقسيط عدم وجود سلعة

ومن الشروط الواجب توفرها في البيع بالتقسيط أن تكون السلعة موجودة عند البائع عند البيع؛ فإن لم تكن موجودة فإنه يبع ما لا تملك وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك البيع.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا اشتريت شيئا فلا تبيعه حتى تقبضه “؛ _وروى عن حكيم بن حزام- رضي الله عنه- قال: يا رسول الله يأتيني الرجل يسألني من البيع ما ليس عندي، أبتاع له من السوق ثم أبيعه؟ قال:” لا تبيع ما ليس عندك “

أي لا تبع شيئا حتى يكون ملكا لك؛ إذا ارتفع سعره، تربح فيه وإذا انخفض سعره تخسر فيه؛ وقد انتشرت في الفترة الأخيرة بعض البيوع بالتقسيط بين الناس؛ يذهب المشترى إلى شخص لا يملك بضاعة ولكنة يملك مال وقد اشتهر عنه البيع بالتقسيط، فيقول أريد كذا وكذا من الأجهزة الكهربائية مثلا؛ فيتفق معه على المقدم والأقساط؛ فيبيع قبل أن يملك؛ ويذهب البائع فيشترى البضاعة من السوق ويسلمها للمشتري؛ وهذه إثمها أكبر لأنه احتال للربا؛ فإن التاجر بدل من يعطى المشترى ثمن السلعة ويقول له عليك بفائدة كذا تسدد على سنة؛ يذهب ليشترى له تلك السلعة ويقول له تسدد بفائدة كذا على سنة أو سنتين؛ ولها صورة أخرى فان ذهب وأشترى السلعة وقال انت حر تشترى أو لا تشترى فهذا يجوز.

الحرص على تحري المعاملات الحلال

فليحرص المسلم على تقوى الله في عبادته ومعاملاته؛ وأن تكون متوافقة مع شرع الله؛ فإن أقل الحرام يضعف الدين، ويقسى القلب، ويعميى البصيرة، ويسبط القلب عن طاعة الله.

تأثير البيع بالتقسيط على اقتصاد الأسرة

ويجب على الأسرة أن لا تلجأ للشراء بالتقسيط إلا عند الحاجة الشديدة؛ وشراء ما هو ضروري فقط؛ وتجنب شراء الكماليات؛ حتى لا يتأثر اقتصاد الأسرة وقدراتها المالية والشرائية؛ وهذا ما تقع فيه أغلب الأسر؛ إذ يرهقون ماذنية الأسرة بشراء كماليات ليست ضرورية ولكنها تم شراؤها فقط تلبية لحاجات نفسية واجتماعية وتحت ضغط الإله الإعلامية وعروض الشركات الوهمية التي تسعى لزيادة مبيعاتها؛ مما يرهق اقتصاد الأسر؛ التي في الغالب تلجأ إلى الاستدانة لتلبية الحاجات الإضافية؛ الذي تؤثر بالضرورة على المدى القريب على اقتصاد الأمة وقوتها؛ إذ إن الأسر التي تشترى بضاعتها الأساسية وغير اساسية بالتقسيط وتدفع مبالغ إضافية نظير الدفع بالأجل؛ لن تستطيع أن تدخر حتى تشترى ما تريده نقد؛ وسوف تظل في تلك الدوامة راضخة لعروض الشركات وتأثير الدعاية الاعلامية للمنتجات؛ وقد تضطر للاستدانة تلبية للحاجات الإضافية؛وتنخفض قوتها الشرائية الذى يؤثر على الاقتصاد بحصول ركود.

الكاتب : أحمد الجازوى

اخبرنا شيئا عن نفسك.