كيف تتنبأ الحيوانات بالكارثة وكيف نستخدم التكنولوجيا في الكوارث ؟

تعتبر الكوارث الطبيعية أحد أكبر التحديات التي يواجهها العالم في الوقت الحالي ، فهي تتسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة، وتؤثر على البيئة بشكل كبير ، وتتضمن الكوارث الطبيعية الزلازل والبراكين والأعاصير والفيضانات والجفاف والانهيارات الأرضية والتسونامي والأمواج الحرارية، وغيرها.

تستطيع بعض الحيوانات الاستشعار ورصد الكوارث الطبيعية قبل وقوعها، ويعود ذلك إلى حساسية حواسها الخاصة. فعلى سبيل المثال، يمكن للحيوانات البرية مثل الفيلة والأسود والزرافات والثيران والأبقار والكلاب والخيول والغزلان والأفاعي الشمالية أن تشعر بحدوث الزلازل قبل وقوعها. 

وتعتبر الأفاعي الشمالية وحيدة القرن التي تعيش في شمال غرب المحيط الهادئ هي الحيوانات التي تشعر بالتسونامي وتهرب من المناطق المنخفضة قبل وصوله.

و هناك بعض الحيوانات الاخرى التي تستطيع رصد الكوارث الطبيعية وتحذير البشر منها قبل وقوعها، ومن أمثلة ذلك:

1- الكلاب:

يتم تدريب بعض الكلاب لاكتشاف الزلازل قبل وقوعها، حيث يقومون بإصدار إشارات خاصة لمالكهم قبل حدوث الزلزال ببضع ثوانٍ.

2- الأسماك:

تعتبر الأسماك حساسة جدًا للتغيرات في البيئة المائية، ويتم استخدامها كمؤشر لحدوث الزلازل، حيث تقوم بالهرب من المناطق التي سيحدث بها الزلزال قبل حدوثه بعدة ساعات.

3- النحل:

يقوم النحل بالتجمع في الخلايا والبدء بالرنين الشديد وإصدار الأصوات العالية قبل وقوع الزلازل، ويعتقد الباحثون أن هذا السلوك يعود إلى قدرتها على استشعار التغييرات الجوية والإشعاع الكهرومغناطيسي.

4- الأفاعي:

يعتبر سلوك الأفاعي في الهرب من مناطق التضاريس غير المستقرة والمنحدرات الصخرية، إشارة على حدوث زلازل قوية.

5- الأبقار:

يعتقد بعض الباحثون أن الأبقار قد تستطيع الشعور بالتغيرات الكهرومغناطيسية التي تحدث قبل وقوع الزلازل، وقد يتم التحذير من الزلازل إذا لاحظ المزارعون سلوكًا غير عادي للأبقار.

 

و لا يزال العلماء يبحثون عن السبب الحقيقي وراء قدرة هذه الحيوانات على الكشف عن الكوارث الطبيعية قبل وقوعها، ولكنها تعتبر موضوعًا شيقًا للدراسة والبحث في مجال البيولوجيا والطبيعة. في النهاية، يمكن الاستفادة من قدرات الحيوانات في رصد الكوارث الطبيعية، وتوظيف هذه القدرات في تطوير تقنيات رصد وتحديد الكوارث الطبيعية.

 

اما بالنسبه للتكنولوجيا  فتستخدم  بشكل واسع في رصد الكوارث الطبيعية وتقليل الأضرار التي تسببها.

وتشمل التكنولوجيا المستخدمة الأقمار الاصطناعية وأجهزة الاستشعار البعيد وأجهزة الاستشعار القريب والتكنولوجيا الحيوية والأجهزة المحمولة والشبكات اللاسلكية والروبوتات والذكاء الاصطناعي. ويتم استخدام هذه التقنيات في مراقبة المناطق المعرضة للكوارث الطبيعية وتحليل بياناتها وتوفير التنبؤات والتحذيرات المبكرة للسكان المحليين والسلطات المحلية.

من بين الأمثلة الشهيرة على استخدام التكنولوجيا في رصد الكوارث الطبيعية و التعامل معها قبل و اثناء و بعد حدوثها يمكن ذكر:

 

1- أجهزة الرادار لرصد الأعاصير: 

تقوم أجهزة الرادار بتحديد موقع الأعاصير وتتبع حركتها وقوتها، ويتم إصدار تحذيرات مبكرة للسكان المحليين للتحضير للاحتمالية العالية لحدوث الأعاصير.

2- أنظمة إنذار المد البحري (TSunami Warning System):

 تقوم هذه الأنظمة برصد الزلازل التي تحدث في المحيطات والبحار، وتقييم إمكانية حدوث تسونامي، ويتم إصدار تحذيرات للمناطق الساحلية المعرضة لخطر التسونامي.

3- أجهزة الاستشعار البعيد لرصد الجفاف:

 تستخدم هذه التقنية لرصد مستويات الأمطار وكميات المياه المتاحة في المناطق المعرضة للجفاف، وتمكن السلطات المحلية من التخطيط لإدارة الموارد المائية بشكل أفضل.

4- أنظمة مراقبة الانهيارات الأرضية:

 تستخدم هذه الأنظمة في رصد الانهيارات الأرضية والانزلاقات الصخرية، وتساعد على توفير تحذيرات مبكرة للسكان المحليين والتخطيط لإجلاءهم إذا لزم الأمر. 

5- تقنية تحليل البيانات الجوية وتوفير التنبؤات الجوية:

 تستخدم هذه التقنية في تحليل البيانات الجوية وتوفير التنبؤات الجوية للسلطات المحلية والسكان، وتساعد على التحضير للأحوال الجوية السيئة وتخفيف الأضرار الناجمة عنها.

6- الأقمار الصناعية:

تستخدم الأقمار الصناعية لرصد التغيرات في الأرض وتحديد مواقع الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والأعاصير والفيضانات والانهيارات الأرضية، وتساعد في تحديد مساحة الأضرار الناجمة عن هذه الكوارث.

7- شبكات الاستشعار الجوي:

تتكون من أجهزة قياس الأشعة تحت الحمراء وأجهزة قياس درجة الحرارة والرطوبة في الهواء والرياح، وتستخدم للتنبؤ بحدوث الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والعواصف الرعدية والحرائق.

8- أجهزة الاستشعار الزلزالي:

تستخدم لرصد الزلازل وتحديد قوتها وموقعها وتوقيتها، وتساعد في تنبؤ بحدوث زلازل أخرى.

 8- الرادار:

يستخدم في رصد العواصف والأعاصير وتحديد مسارها وسرعتها وقوتها.

10- أنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS):

تستخدم لتحديد مواقع الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية وتحديد مساحة الأضرار الناجمة عنها.

 

بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام الشبكات الاجتماعية والتطبيقات الذكية لتحذير الأفراد من وقوع الكوارث الطبيعية وتوفير المساعدة للمتضررين، ويمكن استخدامها لنشر الوعي والتثقيف حول الكوارث الطبيعية وكيفية التعامل معها.

 كيف نتعامل بالشكل الصحيح مع الكوارث الطبيعيه ؟

يوجد العديد من الإجراءات التي يمكن اتباعها للتعامل بالشكل الصحيح مع الكوارث الطبيعية. وفيما يلي بعض الإرشادات الهامة التي يجب اتباعها:

  1.  الإعداد: يجب الاستعداد الجيد للكوارث الطبيعية من خلال وضع خطط مسبقة للتعامل معها وتجهيز اللوازم الضرورية مثل المياه والأغذية والملابس الدافئة والأدوات الطبية.
  2.  التنبيه: يجب توفير التنبيه المسبق للأشخاص المعرضين للخطر، وذلك من خلال الرسائل النصية والتحذيرات الصوتية والتلفزيونية ووسائل الإعلام الأخرى.
  3. الإخلاء: في حالة الكوارث الطبيعية الكبيرة، يجب البحث عن الملاذ الآمن والابتعاد عن المناطق الخطرة.
  4.  العناية بالصحة: يجب الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية، وذلك من خلال الحفاظ على النظافة والاستمرار في تناول الأدوية الضرورية والحصول على العلاج اللازم في حالة الإصابة.
  5. العودة إلى الحياة الطبيعية: يجب الاهتمام بإعادة بناء الأماكن التي تضررت بالكوارث الطبيعية وإعادة بناء المجتمع بشكل عام.

 

ويتطلب التعامل بالشكل الصحيح مع الكوارث الطبيعية التحضير والتخطيط والتنسيق، والعمل بالتعاون مع المسؤولين والمجتمع المحلي والمنظمات الدولية للحد من تأثيرات هذه الكوارث وإنقاذ الأرواح والحفاظ على الأملاك والموارد الطبيعية.

الكاتب : أكرم رمضان كاتب
اخبرنا شيئا عن نفسك.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن