كيف تتحول الأولويات إلى كماليات و رفاهية ( وجهة نظر )

نحن كبشر نتشارك مع باقي الكائنات الحية الأخرى في مبدأ واحد ألا و هو البحث عن مستلزمات الحياة و التي تمكنا من البقاء أحياء و إستمرار التواجد كالغذاء و المأوى ، تلك التي يمكن وصفها بالحاجات الأساسية أو الرئيسية والتي تعتبر لا غنى عنها و فقدانها أو حتى فقدان عنصر واحد منها قد يؤدي إلى الفناء .

وبإستبعاد بقية الكائنات ، سوف نقتصر الحديث علي الإنسان و حاجاته و كيف تحولت بعض إحتياجاته في عصرنا الحالى إلي رفاهية، حيث أن الإنسان بطبيعته و بتكريم الله سبحانه وتعالى له ، هو الكائن العاقل و المفكر لذا من الطبيعي أن تتعدد حاجاته و متطلباته. 

(١) الضروريات و الكماليات :

نحن في فترة حياتنا نتشارك مع من سبقونا وكذلك مع من سيأتوا بعدنا في مبدأ السعى لتوفير أساسيات الحياة و المعروفة لدى الجميع وهي الغذاء و المأوى و غيرها من أسباب البقاء. 

ولكن باختلاف الأوضاع الاقتصادية و الثقافات و المجتمعات و غيرها نجد أن ما قد يكون من الأساسيات لدينا هو بمثابة رفاهية لدي الأخر.

فإذا كان المنزل بالنسبة لك علي سبيل المثال شىء أساسي فهو رفاهية للبعض كالمشردين و المهجرين. 

و علي نفس المنوال فإن إمتلاك  سيارة أو حتي حيوان أليف قد يكون من الكماليات أو رفاهية بالنسبة لك و لكنه من الأساسيات لشخص أخر .

(٢) الأشياء التي تتحكم فينا و تحدد أولوياتنا :

مما لا شك فيه أننا عندما نضع قائمة بالأساسيات الخاصة بنا فنحن نكون خاضعين لبعض الظروف و الأسباب و التي تكون المتحكم في تلك القائمة تحكم يكاد يكون كاملا. 

من بين تلك المتحكمات الحالة الاقتصادية و هي الأهم حيث أن إختلاف الدخول و الثروات و الممتلكات ووجود مجتمعات فقيرة و أخرى غنية و غيرها من ما يتعلق بالقدرة الشرائية تسببت في إختلاف قوائم الأساسيات بين البشر.

كذلك المستوى العلمى و إختلافه حتى بين أبناء المجتمع الواحد قد يؤدي لتباين الأساسيات ،

علي سبيل المثال لو افترضنا وجود شخصين من نفس المجتمع و نفس الظروف الاقتصادية و لكن أحدهما ذو مستوى علمى مرتفع و الأخر بدون اى نوع من أنواع التعليم ، فقد نجد إختلاف فى ترتيب أساسياتهم .

بل نحن أنفسنا تختلف أساسياتنا بإختلاف الظروف و الاوقات ، فما كان أساسي بالنسبة لك و أنت في مرحلة المراهقة قد يختلف بعد الزواج  و تكوين أسرة أو زيادة الخبرة الحياتية أو الحصول علي درجة علمية أعلي او حتي حدوث زيادة في الدخل. 

(٣) خطورة تحول الضروريات إلى رفاهية :

و لكى نفسر تلك المسألة سوف نتخذ من الغذاء مثل حيث نتفق جميعا أن الغذاء ضرورى لنعيش ، و نتفق بأن هناك إختلاف في موائد الطعام بين الأفراد و الأسر .

و إذا كان الخبز و الأرز مثلا من الأطعمة الأساسية لدى البعض من أصحاب الدخول القليلة فإننا نجد أن اللحوم و الفواكة و غيرها من الأنواع أساسيات علي موائد أخرى. 

وحين يضطر صاحب مائدة الأرز و الخبز إلي الاستغناء عن أحدهما لظروف ما ، و تحول الأساسي إلي رفاهية فهنا تكمن الخطورة ،

خطورة إضطرار الفرد لتحويل ما هو أساسي بالنسبة له إلي تكميلي مما قد يتسبب في إتساع الفجوة بين أفراد المجتمع الواحد و قد ينتج عنه الهبوط من طبقة لأخرى ، و بالقياس على المثال السابق فأن الإستغناء عن أبسط أنواع الأساسيات دليل على وجود خطأ ما فى المجتمع و منظومة العدل الإجتماعى و توزيع الدخول و الثروة و غيرها من المسميات .

و ظاهرة تحول الأساسي إلي تكميلي أو ترفيهي قد تكاد تكون منعدمة في البلاد المتقدمة علميأ أولأ ثم إقتصاديأ حيث أن مبدأ توزيع الثروة و مستوى الأجر و تحقق العدالة الإجتماعية يتم تنفيذه بطريقة علمية سليمة .

وقد أتي المستوى العلمى فيما سبق قبل الإقتصادى لأنه وجود تقدم إقتصادي بدون تقدم علمي قد لا يحقق العدالة الإجتماعية و غيرها من المصطلحات المتعلقة بالثروة .

و أخيرأ ، فإن مشكلة الأولويات و الرفاهية هي مشكلة قديمة نشأت مع نشأة الإنسان و تطورت بتطوره و و ستظل قائمة إلي ما شاء الله ، و لندعو الله جميعا أن يجعل الكماليات و الرفاهية لدينا جميعا من الأساسيات و الأولويات. 

الكاتب : أحمد كاتب
اخبرنا شيئا عن نفسك.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن