كيف تحولت كوكاكولا من دواء مخدر الي اشهر مشروب في العالم ؟

نشأت شركه كوكاكولا كفكره لدواء ابتكره دكتور اصيب اثناء الحرب الأهليه الاميريكيه و تحول بعد و فاته الي المشروب الأكثر شهره في العالم .

بدأت قصه كوكاكولا في ابريل ١٨٦٥ 

عندما أصيب الدكتور جون بيمبرتون بجرح في الصدر خلال الحرب الاهليه الاميريكيه ،وسرعان ما أدمن على المورفين لتخفيف ألمه.

و في عام 1866 و مع عدم وجود ثقة في الاطباء في ذلك الوقت ، بدأ في تجربة مسكنات الألم لتكون بمثابة بدائل خالية من المورفين  ، و أعجب بيمبرتون بشراب فين مارياني المنتشر حينها و الذي كان يحتوي علي النبيذ و الكوكايين.

 ذلك الوقت لم يكن المجال الطبي متطورا بما يكفي فقد انتشرت التركيبات المصنعه محليا ، والتي كانت تحتوي علي مواد مخدرة و خطرة مثل الكوكايين ، فلم يكن مقنن حينها منع استخدامه داخل الوصفات الطبيه بأعتباره مسكن قوي للألم.

وبدأت منتجات كثيرة في الظهور علي انها علاج و لكن هي في الحقيقه تحتوي علي مسكنات قويه مثل الكوكايين

وفي عام 1884 فكر بيمبرتون بصناعة مشروبه الخاص، و بالفعل نجح في ذلك و أطلق مشروبه الأول نبيذ كوكا بيمبرتون ، و الذي تضمنت وصفته من النبيذ الفرنسي و جوز الكوكا كمصدر للكافايين.

الا انه في عام 1886 صدرت قوانين تمنع الكحول وتحد من استخدامه في الولايات المتحدة الأمريكية ، و استجاب بيمبرتون لذلك و قام بإزالة الكحول من مشروبه ، و استبدله بالمياه الغازيه و التي أعطت للمنتج الجديد مذاق عالي المراره فقام بأضافه كميات كبيره من السكر.

و مع تغيير المكونات الرئيسيه في منتجه فقد احتاج الي اسم جديد لمنتجه ، فقام فرانك روبنس المحاسب الخاص به بإقتراح إسم كوكاكولا ، والذي اشتقه من مكونات المنتج الجديد و المكون من جوز الكولا الذي يحتوي على مادة الكافيين و ورقة الكوكا التي تحتوي على الكوكايين.

و بعد انطلاق مشروبه الجديد الكوكاكولا كمشروب خالي من الكحول ، واجهه بيمبرتون مشكله في التسويق حيث كان يسوق لمنتجه علي أنه علاج لتخفيف الصداع واضطراب المعدة.

ولكن المبيعات كانت بطيئة لأن هناك عددًا لا يحصى من الأدوية نالت براءات اختراع تقوم هي الأخرى بتقديم نفس الشيء.

وفاه الدكتور جون بيميرتون

في عام 1888 توفى جون بيمبرتون و لم يكن لديه أي فكرة عن أن شرابه سيصبح قريبًا أحد أكثر المشروبات شهرة فى العالم كله ، و لكن قبل وفاته باع بيمبرتون الشركة مقابل ألفي وثلاثمائة دولار إلى رجل أعمال يدعى كاندلر.

 

 و بدأ كاندلر في شراء أي أسهم معلقة مملوكة لأشخاص آخرين حتى يتمكن من جعل الشركة تحت سيطرته الكاملة ،و بدأ يملأ المدينة بلافتات تحمل علامة كوكاكولا حتى أنهم رسموا الشعار وألصقوه على أي شيء يجدونه في الشوارع و المحلاتْ ، حتى بدأ الناس في رؤية الشعار في كل مكان يذهبوا إليه .

 لكن كانت إحدى أولى ضربات عبقري التسويق هي الاتصال بكل صيدلية و يحصل على قائمة بأهم عملائها ، وأرسل لهم قسيمة مجانية للحصول علي كوكاكولا ، فكان المنطق هو أنه من خلال منح الأشخاص تجربة مجانية  فقد يصبحون عملاء مدى الحياة خاصة وأن المشروب يحتوي على العديد من المواد الكيميائية التي تسبب الإدمان .

ولكن سرعان ما أصبح من الواضح أن الإعلان عن الكوكا كولا كدواء كان بمثابة استراتيجية خاطئة  ، فقام بعمل إستراتيجية جديده للتسويق بدلاً من مجرد تسويقها للأشخاص الذين يعانون من المرض، يمكنهم تسويقها للجميع ببساطة عن طريق وضعها على أنها مشروب مريح لاذع يمكن لأي شخص الاستمتاع به وله فائدة إضافية تتمثل في فصل الكوكاكولا عن صناعة الأدوية التي ستخضع قريبًا للكثير من التدقيق .

و بالفعل حققت الاستراتيجيه الجديدة نجاحًا كبيرًا حيث بدأت المبيعات تنمو بسرعة ، و أعادت شركة كالندر استثمار المزيد والمزيد من الأموال في الإعلانات ، وحتى بدأت في دفع نجوم السينما والرياضيين لتأييد المشروب الجديد ، و هو ما زرع صورة ايجابية عن المشروب في أذهان الناس  و اعتمد علي المشاهير للتوصية بالمشروب.

حتى أنهم بدؤوا في عرض سانتا كلوز في عيد الميلاد يحمل دائمًا كوكاكولا لجعل الاتصال بين الأطفال الصغار بين كوكاكولا وفرحة عيد الميلاد دائم ، و أنشأت الشركة قسمًا إحصائيًا لتحليل حركة مرور السيارات والحركة في السوبر ماركت حتى يتمكنوا من تحديد الأماكن الأكثر فاعلية لوضع إعلاناتهم.

ومع إدخال تكنولوجيا جديدة من أجهزة الراديو و التليفزيون ، قامت الشركة بالتوسع في عرض اعلانتها علي الوسائط الجديدة لضمان أن يعرف الجميع في كل مكان عن منتجاتها.

في البداية كانت الشركة تعتمد في التسويق علي توزيع المادة الخام ثم يتم إضافة المياه الفوارة لدي الموزع و يتم بيع المنتج ، حتي جاء شخصين هما بنجامين وجوزيف إلى كاندلر بفكرة دعونا تعبئتها في زجاجات ، اعتقد كاندلر أن العبوات باهظة الثمن ومعقدة لكن بنجامين وجوزيف قالا إنهما سيتحملان كل التكاليف والمخاطرة.

 

 وافق كاندلر ووقع عقدًا يمنحهم حقوق التعبئة الكاملة مقابل رسم رمزي ، كان كاندلر يعتقد أنه ليس لديه ما يخسره فإذا سارت الفكره بشكل جيد يعني ببساطة أنه سيبيع الكثير من منتجه.

 بالطبع كما نعرف الآن أن الكوكاكولا المعبأة في زجاجات حققت نجاحًا ضخمًا لا يمكن تصوره.

 

 اندلاع الحرب العالمية الثانية

و في خلال فترة الحرب تم الإعلان عن تقنين السكر في امريكا ، و أجبرت الحكومه الاميريكيه جميع الشركات علي خفض كمية السكر المستخدمه في منتجاتها.

إلا أن شركة كوكاكولا حاولت بكل الطرق منع ذلك و ان يتم استثناؤها من ذلك القرار، حيث وصلت الشركة في ذلك الوقت بأنها كانت رمز لأمريكا خلال الحرب ، و كانت تبيع المشروب للجنود بخمس سنتات فقط علي الرغم من ان تكلفة المشروب اعلي من ذلك.

الا انه كان قرارا ذكيا لانه فيما بعد سيقوم الجنود بمشاركة هذا المشروب في كل أنحاء العالم ، إلا أن الحكومه الأمريكيه قامت برفع دعوى قضائيه ضد شركة كوكاكولا لتجبرها علي خفض كميه السكر و الإلتزام بالقانون الجديد.

 و في نهاية المطاف أجبرت الشركه علي خفض كميه السكر المستخدمه كما كانت قد تخلصت من أوراق الكوكا التي كانت تحتوي علي الكوكايين.

نجاح و احتفال شركة كوكاكولا ببيع مليار جالون علي مستوي العالم

في عام 1944 إحتفلت شركة كوكاكولا ببيع مليار جالون علي مستوي العالم.

استمرت كوكاكولا في التمدد حول العالم حتي أصبحت واحدة من اكثر الشركات انتشارا علي مستوي العالم و يشرب الجميع منتجاتها ، و أثّرت إعلاناتها بشكل كبير على الثقافة الأمريكية وغالبًا ما يُنسب إليها إختراع الصورة الحديثة لسانتا كلوز كرجل عجوز يرتدي حلة حمراء وبيضاء .

تنفق كوكاكولا بلايين المليارات على الإعلانات كل عام لكي تستمر علي زرع فكرة المنتج داخل عقول الناس  ، و ليس ترويجا لفوائد المشروب كما فعل بيمبرتون من قبل فهي تبيع فكرة السعادة و الإنتعاش .

الكاتب : أكرم رمضان كاتب
اخبرنا شيئا عن نفسك.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن