كيف يمكننا العيش مع الخرف؟

العيش مع الخرف 

بإمكان الأفراد المصابين بمرض الخرف العيش حياةً جيدة إن توفرت لهم المساعدات والدعم ورعاية مناسبة وجيدة، حيث أن الخرف لا يتعلق فقط بفقدان الذاكرة، بل ترافقه الكثير من المشاكل الأخرى أثناء فترة المرض وهي القلق، والاكتئاب، الشرود، سلسل البول، والعدوانية ويمكن التغلب عليها. 

يعاني محمد البالغ من العمر ستون سنة من مرض الخرف، وهو مرض مزمن يحدث بسبب أمراض مختلفة مثل تنكس الفص الجبهي من الدماغ، وأجسام بروتينية تتراكم بشكل غير طبيعي داخل الخلايا العصبية، أو نتيجة إصابة الدماغ تؤثر على الوظائف المعرفية للمصاب؛ كالتفكير والإدراك والذاكرة كما أنها تؤثر على قدرة الحساب والفهم والحديث وغيرها. بالإضافة إلى تدهور في السلوك الاجتماعي والعاطفي، على الرغم من أنه يصيب المسنين بالدرجة الأولى فإنه لا يعتبر جزءاً طبيعياً من الشيخوخة. مرض الخرف لا يؤثر على محمد فقط لكنه يؤثر على من يقومون برعايته فهو يترك آثار نفسية وجسدية واقتصادية عليهم، ويفقد المريض استقلاليته و يصاب بالعجز. 

أعراض الخرف وعلاماته:

في البداية:

  •  النسيان مثل نسيان مكان وضع الأشياء كالمفتاح.
  • الضلال في الأماكن المألوفة.
  • عدم الإحساس و الإدراك بالوقت

في المرحلة التالية تبدأ الأعراض بالوضوح أكثر ويكون المصاب في حالة من الفراغ والضياع الكلي تبدأ الذكريات بالاختفاء من العقل كأن ممحاةً تمسح الذاكرة:

  •  نسيان مواقف والأحداث القريبة والحديثة بالإضافة إلى نسيان أسماء الأشخاص.
  • الضياع في المنزل.
  • اضطراب في التواصل من الآخرين.
  • عجز في الاهتمام بالذات والحاجة للعناية مثل الذهاب واستخدام التواليت.
  • تغير السلوك وطرح الأسئلة بشكل متكرر. 

في المرحلة المتقدمة: تزداد الأعراض تطوراً ويقل النشاط الجسدي النسيان العام للأشياء والأشخاص:

  •  نسيان الأقارب والأصحاب و الزوج والأبناء.
  • عدم القدرة على المشي أو نسيان مهارة المشي.
  • الحاجة الملحة للاعتناء بالذات والرعاية.
  • السلوك العدواني.
  •  فقدان الإدراك بالزمان والمكان.

أسباب الخرف:

– إصابات الرأس، حيث أن لاعبو الملاكمة أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بالخرف بسبب الضربات واللكمات التي يتعرضون لها أثناء القتال، وإصابات الحوادث.

– الامراض العضوية: إصابات الدماغ، كسل الغدة الدرقية، والأمراض العصبية، مثل مرض باركنسون، مرض هنتنجتون، وارتفاع الضغط داخل الجمجمة، والأورام النزيف الدماغي.   

– الإفراط في استهلاك الكحول، والتدخين، والحشيش، والحبوب المنشطة التي تؤدي لحالة شبيه الانفصام.

– السمنة وقلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة والأكل غير الصحي أثبت الدراسات أن اللَّذين يتبعون نظام غير صحي أكثر عرضة للإصابة بالخرف.  

– داء السكري: قد يزيد إصابة بمرض السكري من احتمال الإصابة بمرض الخرف، خاصاً إذا كانت السيطرة عليه ضعيفة. 

– مرض الزهايمر (Alzheimer Type): وذلك بسبب علاقته بعاملين هما تقدم العمر- خاصة بعد 65 سنة زادت احتمالية الإصابة وتواجد تاريخ عائلي للمرض حيث أوضحت الأبحاث الجينية ان نسبة الإصابة بهذا المرض عند أبناء المصابين به تكون أضعاف مقارنة بمن لا يوجد لديهم تاريخ مرضي.

– الفيتامينات ونقص التغذية: قد يزيد انخفاض مستويات فيتامين D وفيتامين B6 وفيتامين B12 والفولات من خطر الإصابة بالخرف.

أعراض الزهايمر وعلاماته:

– يعد أحد أهم أعراض الزهايمر فقدان الذاكرة فهم يواجهون صعوبة في تذكر الأحداث القريبة والأحداث البعيدة ومشكلة في تنظيم الأفكار وحتى أثناء الحديث يلاحظ أقاربهم وأصدقائهم فقد ينسون أسماءهم أو المحادثات والمواقف كما أنهم ينسون مكان وضع الأشياء الخاصة كالنظارات.

– صعوبة أداء المهمات اليومية البسيطة فهي قد تصبح مستحيلة كأن ينسى أنه يحب القليل من الملح على الطعام ثم بعد فترة قد ينسى طريقة إعداد كوب من القهوة أو إعداد شطيرة بسيطة أو طريقة تشغيل التلفاز أو المايكرويف. 

– مشاكل في اللغة عدم القدرة على إيجاد الكلمات الملائمة حتى البسيطة والسهلة، واستبدالها بكلمات أخرى وينسى تسمية الأشياء الأدوات، ويعاني من قلة التدفق الكلامي ويصاب بالحبسة الكلامية.

– مشكلات تتعلق باضطراب الوقت والمكان عدم التمييز بين الليل والنهار مثلاً ينسى تاريخ اليوم والشهر والعام. والضلال في الأماكن المألوفة.

– تضييع الأشياء الشخصية مثل المفاتيح والنقود والهاتف والأقلام الخاصة ويغير مكانه المعتاد مثل وضع الكتاب في الثلاجة ومفاتيح المنزل في القمامة. 

– تغير في السلوك فهو يميل للعدوانية سريع الغضب وحزين متقلب المزاج بشكل غير طبيعي قد يبكي فجأة ويضحك بدون سبب.

– البرود العاطفي فقد ينسى حبه لزوجته وأولاده ومشاعره تجاههم.

أسباب مرض الزهايمر:

على رغم من عدم تحديد العلماء لسبب معين لمرض الزهايمر إلا أنهم يعتقدون بعض أن مرض الزهايمر يعود إلى تراكم مركبات بروتينية غير الطبيعية في الدماغ وهنا التفصيل له:

  1. لويحات الأميلويد: وهي كتل بروتينية كثيفة وغير قابلة للذوبان للدماغ، تسبب تلف في الدماغ يعرف بالحصين وهو الجزء المسؤول عن تخزين الذكريات قصيرة المدى وتحويلها إلى الذاكرة طويلة المدى، فهو الجزء المسؤول عن اكتساب الذكريات وتخزينها واسترجاعها، كما أنه يسهم في رسم معالم الذاكرة المكانية وهذا هو التفسير سبب ضياع الأشخاص المصابين بالزهايمر لأنهم لا يميزون الأماكن المألوفة. 

  2. الحبائك العصبية الليفية: هي ألياف ملتوية غير قابلة للذوبان تسد الدماغ من الداخل إلى الخارج حيث يؤثر في التواصل بين الخلايا العصبية مما يسبب مرض الزهايمر.

ما هي عوامل الخطر؟

العمر: كلما تقدم العمر من 65 فما فوق، فإن نسبة الإصابة بالزهايمر تزداد بمقدار 5% في سن الخمسة والستين، إلى 10-15% في سن الخامسة والسبعين، لتصل إلى 20-40% في الخامسة الثمانين.

التاريخ العائلي للمريض: احتمال تضاعف الإصابة 3 مرات إذا كان أحد الوالدين مصاباً بالزهايمر. 

جنس المريض: نسبة انتشار المرض تكون مرتفعة لدى النساء فقد تصل إلى 1.5-2 مرة مقارنة بالرجال. 

تدني التحصيل الأكاديمي: أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين هم تحت عمر الستة سنوات ويعانون من تدني في مستوى التحصيل الدراسي هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر عندما يتقدمون بالعمر أكثر من غيرهم.

داء السكري: يعتبر مرض السكري الكهلي (الذي لا يعتمد على الأنسولين) عامل خطر لمرض الزهايمر وذلك بسبب مشكلات وعائية وقلبية التي يسببها مرض السكري حيث أن استقلاب الدماغ السكر عند مرضى الزهايمر يكون مضطرباً سواء أكان المريض مصاباً بالسكري أم لا (يقال إن الدماغ المريض الزهايمر مصاب بداء السكري)   

سن الأمل: في هذا العمر عند المرأة ينخفض مستوى الاستروجين في الدم فهو يعتبر عاما حماية للمرأة.

تناذر داون Down: فهم يصابون بداء الزهايمر في الخمسينيات والستينيات من عمرهم.

التوصيات المقترحة التي يمكن اتباعها:

لا شك أن مريض الخرف بحاجة ماسة للمساعدة وكذلك من يقومون برعايتهم والدعم الذي يمكنهم من التعامل بالشكل الصحيح مع هذا الوضع:

أولاً: الوعي الكامل وتثقيف والتزود بالمعلومات حول المرض وأعراضه وحالاته ويمكن الاستعانة بالطبيب الاستشاري أو بعض الكتب والمواقع الموثوقة بهذا الخصوص كما يمكن البحث عن بعض المساعدات النفسية والمادية من خلال الجمعيات والمنظمات التي تقدم بعض التسهيلات لمن يعانون من الخرف ومن يقومون على رعايتهم.

ثانياً: رعايتهم والمساعدة العملية في المنزل فهم بحاجة إلى الاهتمام بشكل كبير ويمكن الاستعانة بممرضة و معاونتهم، من أجل:  

1_ المعاونة في تأدية الواجبات المنزلية من تسوق وتنظيف وإعداد الطعام وتقديمه لهم.

2_ المساعدة في العناية الشخصية من تنظيف ملابس و ارتدائها وخلعها خاصة عند الذهاب للتواليت والاستحمام.

3_ تأمين البيت: وذلك من خلال إزالة جميع الأدوات الحادة والمواد الكيميائية مثل المنظفات عن متناول أيديهم بالإضافة إلى وضع أجهزة أمان وإنذار تعمل عند محاولة فتح الباب لتجنب إيذاء نفسهم والضياع خارج المنزل وأجهزة تستشعر في حال ترك صنبور المياه مفتوح أو الغاز مسرب.

ثالثاً: العناية الطبية؛ من زيارات دورية منتظمة لعيادة الطبيب وذلك للحصول على الرعاية والعناية الطبية المتخصصة والفحص الدوري للتأكد من سلامة الحواس والعلاج المناسب له والمشورة الصحية حول حالته، فهي تساعد بشكل كبير على تحسن مستوى مريض الخرف.

رابعاً: الدعم الشخصي؛ يتعرض مرضى الخرف للاكتئاب والقلق لذلك هم بأمس الحاجة للدعم النفسي والرعاية النفسية يمكن اللجوء للطبيب النفسي وأخذ بعض أقراص الاكتئاب، وكما أن مشاكل النوم قد تزداد والاستيقاظ بالليل بشكل متكرر والاستعداد للذهاب للخارج كما لو أنه في النهار ومن التوصيات للتعامل مع هذا الوضع؛ تركيب ستائر سميكة ووضع المنبه بجانبهم يذكرهم أن الوقت مازال متأخراً.

يعاني سالم من مرض الزهايمر وهو إصابة تنكيس العصبية للخلايا الدماغية حيث تؤدي خلايا الدماغية حيث تؤدي العملية المرضية لداء إلى تكوين بروتينات شاذة تسهم في موت تدريجي ومترفي للخلايا الدماغية حيث يبدأ المرض بصورة خفية وتطور بشكل متدهور وتدريجي ومتواصل و يتصاعد لوظائف الدماغ العليا مكنوناً السبب الأول للعته في أعمار متقدمة.

يستهدف المرض الذاكرة مخزن الذكريات وصندوق الحياة ما مضى منها وما سيأتي فهو يؤدي إلى فقدان الذاكرة الحديثة والذاكرة البعيدة مع تراجع المنظومة الفكرية مثل اتخاذ الأحكام، مما يؤثر سلباً على الحياة العائلية والمهنية والاجتماعية، مع تغيير السلوكيات والمزاج العام.

الكاتب : أمينة صوان كاتب
اخبرنا شيئا عن نفسك.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن