كيفية فتح أبواب الاستماع لملاحظات الأخرين؟

كثيرا ما نسمع عن أهمية الاستماع والانصات في عمليات التواصل بين الأفراد وكثيرا ما يريد الفرد أن يحسن ويطور من أدائه واستلام ملاحظات الأخرين على أنها هدايا.

بكل تأكيد تلقى الملاحظات وتبادلها لأمر مفيد ومنتج في علاقات العمل، لكن بكل أسف كثير من الناس تتجنب هذه الفرص، “نعم” فرص تنمى وتطور من الفرد، ولكن الكثير أيضا يتجنبها حيث أنه قد يستحضر مواقف له أو للأخرين تضمنها مشاعر سلبية للتعرض للنقد أو التذمر أو التوبيخ.

بادئ ذا بدء، من غير المقبول أن يسود أجواء أي علاقة في العمل أي شكل من النقد الهادم، أو التذمر، أو التوبيخ، أو الإهانة اللفظية، أو عدم الاعتناء، لأن بساطة هذه التصرفات تهدم العلاقات وتضع أحجار لا يمكن عبورها، كما تعمل على اتساع الفجوات بين الأفراد لذا فهي غير مقبولة تمام سواء كان لديك سلطة أو بدون سلطة.

فإذا سادت هذه التصرفات في أجواء العلاقات فسوف يصعب علي القائد تقديم ملاحظات للموظفين التابعين له ، حتى وإذا قدمها فقد يشوبها الكثير من عدم الوضوح أو الصعوبات و ربما عدم المرونة، على الرغم أنه قد يكون لدي القائد النية الصالحة لتقديم التعليقات والملاحظات ولكن الطرف الأخر “الموظف” يغلق عليه الطريق ويسد منافذ التلاقي نتيجة خوفه من الاستماع وظنه أنه ربما يحمل طلبات جديدة أو بها نقد ولوم، وربما علي النقيض يكون غلق المنافذ نابع من القائد ذاته، لذا قد نجد أنه من الصعب على افراد فريق العمل (الموظفين التابعين) ابلاغ مديرهم بأي ملاحظات يروها، حتى و ان كان لديهم العلم أنه سيكون من المفيد لمديرهم سماع ما يتعين عليهم فعله.

من هنا سيكون نصيحتنا منصبة على من يتقلد منصب اداري أو أشرافي، وذلك لأن أغلبية فرق العمل (صغيرة المناصب) عادة ما تكون منفتحة ومتقبلة للاستماع، كما لابد أن يبدأ القائد أولا في أن يكون منفتح ومتقبل للاستماع والمناقشات حتى تصبح ثقافة عامة وتسود بين الجميع، فكم مرة قد تكون سمعت عن أن من يغلق أبواب الاستماع هم القادة، كم مرة سمعت تعليق من مدير أن اجتماع اليوم كان مضيعة للوقت نظرا لتحدث الحاضرين، كم مرة كان تعليق المدير على صاحب الرأي (الموظف دون المنصب) هل أنت تمزح فيما تقوله؟ هل ما سوف تتحدث فيه مهم؟ أو أن يكون ردك على اقتراحه هو أنك لا تدرك سوق العمل وأنك تحلم أحلام وردية … والعديد من الردود المحبطة والمغلقة للأبواب.

“شيء طيب أن تمسك بزمام الحديث، لكن جرب أن تتركه بين الحين والآخر” – “ريتشارد آرمور”

من الواضح هنا أن مفتاح بوابة البداية يكون في ايدي المدير، لكن إذا كان من هذا المدير من نوعية القائد الذي يخدم نفسه بنفسه، لا يرغب ولا يقتنع بسماع حقائق أو مقترحات الأخرين، لأن ببساطة هؤلاء الشخصيات يعتقدون أنهم أعلى من أن يستمعوا إلى ردود فعل الأخرين (خصوصا الموظفين العادين، مرؤوسيهم).

لكن من ناحية أخري القائد الخادم يحب الاستماع إلى التغذية الراجعة ويشجع عليها، وذلك لأنه ينظر إلى التغذية العكسية على انها هدية، بالإضافة أنه صاحب مبدأ في العمل هو أن القائد يكون متواجد بغرض خدمة فريق العمل وبالتالي تلقى الملاحظات تعد فرصة جيدة إذا كان لدى أي فرد منهم أي اقتراحات حول كيفية تقديم الخدمة بشكل أفضل، لهذا حتى تسهل على التابعين إعطاء الملاحظات عليك أن تجعل نفسك ودودا ليسهل التواصل معك ، كما عليك التأكيد على فريق عملك مرارا و تكرارا أنك لن تتخذ أي موقفا دفاعيا مهما كان الرأي بل أنك حقا تريد سماع ما يقولونه و الأهم هو بما أن نظرتك للملاحظات على أنها هدية ، لذلك عليك توجيهه الشكر للقائل لكي يتشجع علي القاء المزيد مثل ” شكرا لك ” ، هذا مفيد جدا” ربما تضيف عليها مزيد من الأقوال حتي تحفز بطاريات الرغبة و التقدير مثل ” هل هناك أي شيء أخر تعتقد أنه يجب علي أن أعرفه ؟ ” وهنا سكون لديك أبواب من الاقتراحات والمعارف التي يمكنك استخدامها لتحسين الأسلوب القيادي.

أخيرا عليك اليقين أن اعطاء الملاحظات وتلقيها دون اصدار احكام يعد من أفضل ممارسات سمات القيادة التي يسعي اليها القائد جاهدا لتحقيق النتائج الرائعة والحفاظ على العلاقات الإيجابية لذلك أجعل من السهل على الاخرين اعطائك ملاحظات.

“الكلام من اختصاص المعرفة، أما الاستماع فهو امتياز الحكمة” – ” أوليفر وندل هولمز 

الكاتب : د.على فتحي كاتب
اخبرنا شيئا عن نفسك.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن