كيف سقطت الأندلس أرض الفردوس المفقود ؟

الأندلس  تلك الدولة التي امتدت لمدة ثمانية قرون  ما بين سنة ٧١٠ ميلادية حتى ١٤٩٢ميلادية وهي الآن  دولتا أسبانيا والبرتغال حاليا تم فتحها على يد القائد  المسلم طارق بن زياد بتوجيه من والي بلاد المغرب موسى بن نصير وكان ذلك في عهد الخلافة الأموية.

ما هي الأندلس؟

هي اليوم دولتا أسبانيا والبرتغال أو ما يسمى شبه الجزيرة الأيبيرية   ومساحتها   (  مجموع الدولتين ) ستمائة ألف كيلو متر تقريبا ويفصلها عن المغرب مضيق جبل طارق وهو بعرض ١٢.٨ كم بين سبته وجبل طارق وهي تقع في الجنوب الغربي من أوربا.

لماذا سميت الأندلس؟

وقد سميت بهذا الاسم نظرا لأنه كانت هناك بعض القبائل التي جاءت من شمال إسكندنافيا من بلاد السويد والدانيمارك والنرويج وغيرها وهجمت على منطقة الأندلس وعاشت فيها فترة من الزمن ويقال إن هذه القبائل  جاءت من ألمانيا وكانت تسمى قبائل  الفندال أو لوندال باللغة العربية فسميت هذه البلاد بفانداليسيا على اسم القبائل التي كانت تعيش فيها ومع الأيام حرف إلى اندوليسيا ثم الأندلس.

كيف سقطت الأندلس 

وقد دخل المسلمون الأندلس  في عهد الأمويين فقد كان فتح الأندلس سنة اثنين وتسعين من الهجرة في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك وقد فتحها القائد المسلم طارق بن زياد الذي ي كان آنذاك قائد للجيش الذي وجهه موسى بن نصير والي بلاد المغرب أن ذاك لفتح الأندلس.

واستمرت بلاد الأندلس تحت حكم العرب من ٩٢ هجرية/   ٧١٠  ميلادية وحتى عام.   ٨٩٧ هجرية/ ١٤٩٢ ميلادية، وقد توالت على الأندلس فترات قوة وفترات من الضعف. وقد تأسس في الأندلس حضارة لم يكن لها مثيل لم تعرفها أوربا من قبل.

وكانت الأندلس في بادئ الأمر ولاية أموية حتى سقطت الخلافة  الأموية على يد العباسيين وكان من ضمن الأمراء الذين فروا من بغداد هربا من بطش العباسيين عبد الرحمن بن معاوية والذي لقب فيما بعد بعبد الرحمن الداخل والذي انتزع الأندلس من يد يوسف الفهري الذي كان وال عليها واستقل بها وأسس هناك دولة أموية قوية.

وظلت شمس الأندلس بين سطوع وخفوت فقد كانت دولة قوية في عهد الولاة  والخلافة الأموية ثم أخذت  في الخفوت في عهد الطوائف وهي بداية الانحدار في تاريخ الأندلس ثم  عهد المرابطين ثم الموحدين حتى انتهت بمملكة غرناطة التي أسسها بنو الأحمر حيث سقطت على أيديهم  آخر بقعة للمسلمين في بلاد الأندلس وذلك في عهد آخر وأضعف  ملوكها وهو الملك أبو عبد الله محمد الصغير والذي تم حصار غرناطة في عهده من قبل ملك قشتالة  فرناندو وزوجته الملكة إيزابيلا  فساءت أحوال الناس وضاق بهم الحال وأدرك الجوع كثيرا من الناس وكثر السؤال.

وهنا لم يكن أمام الغرناطيين إلا التسليم بالأمان وقد سارع الملك أبو عبد الله محمد الصغير إلى التفاوض مع ملك قشتالة  على التسليم بالأمان والذي سارع بدوره بقبول التسليم وقد أعطى وعدا وشروطا بالأمان لمسلمي غرناطة لم ينفذ أيا منها وانزلوا بالمسلمين أشد أنواع التنكيل والتعذيب لتنصيرهم أو طردهم من بلادهم فيما يسمى بمحاكم التفتيش.

وبعد تسليم غرناطة بأيام دخل الملكان فرناندو وإيزابيلا قصر الحمراء مقر حكم المسلمين ومعهم الرهبان وأول عمل قاموا به هو وضع الصليب فوق برج قصر الحمراء وقد أعلنت بذلك سقوط أعظم حضارة عرفتها أوربا.

بينما خرج أبو عبد الله محمد بن الأحمر  الصغير من قصر الحمراء يجر أذيال الخزي والعار وصار بعيدا في اتجاه بلد تسمى اندرش حتى وصل ربوع عالية تطل على قصر الحمراء وإذا به ينتحب كالنساء فنظرت إليه أمه  وتسمى عائشة الحرة وكانت لها منزلة عالية في قلوب أهل غرناطة وقالت له: أجل فلتبك كالنساء على ملك لم تستطع أن تدافع عنه كالرجال.

وفي كل عام يحتفل الأسبان بسقوط دولة الأندلس حاملين راية  الإسلام يطوفون بها الشوارع يملأهم الفخر بأنهم قضوا على حضارة استمرت ثمانية قرون أضاءت جنبات أوربا.

الكاتب : منار علي كاتب
محامية حرة أهوى القراءة.وكتابة الشعر

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن