يعاني الكثير من الناس من مشاكل نفسية قد تصل بهم حد الإكتئاب أو الإنتحار، وهذا بسبب الإعتقاد الذاتي السلبي عن أنفسهم، حيث يشعرون أنهم أقل من غيرهم، مما يؤدي بهم إلى الإنطواء والإنعزال عن المجتمع ، والفشل في تحقيق أحلامهم وأهدافهم.
في الحقيقة لا يوجد شخص أفضل من غيره، بل قيمة كل إنسان هو مايحسنه مثلما قال الإمام علي ابن أبي طالب، فكل إنسان له مجال يتميز فيه ، ونقاط قوة ونقاط ضعف، وعليه فقط أن يستغل نقاط قوته ويعمل على تنمية مهاراته وقدراته في هذا المجال.
الأمر الذي قد يخفف عنك أخي أختي القارئة من هذا الشعور السلبي هو أن الأبحاث الحديثة أظهرت أن ضعف الثقة بالنفس هو ليس خطأك ، بل أن جيناتنا تتحكم بنسبة كبيرة في مستويات الثقة بالنفس والتفاؤل والتحكم لدينا.
كما توجد عوامل أخرى كثيرة لسنا نحن السبب فيها ، بل قد نكون ضحايا لها ، وهذه العوامل تجتمع كلها لتشكل شخصيتنا الحالية ، فهون على نفسك.
العوامل التي تؤثر على الثقة بالنفس:
1.الجينات:
كشفت الدراسات الحديثة بأن بعض الجينات تتحكم في إفراز بعض المواد الكيميائية التي تزيد الثقة بالنفس مثل السيروتونين و الأوكسيتوسين ، ونتيجة لهذه الدراسة فإن 25 إلى 50 بالمئة من صفات شخصيتك هي ناتجة عن جيناتك.
2.طريقة التربية في الصغر:
إذا كان والداك أو أحدهما يقلل دائما من قيمتك ويحبطك ، أو يخبرك أنك لن تنجح في أي شيء فإن هذا سيؤثر على شخصيتك وسيدمر ثقتك بنفسك وتقديرك الذاتي.
3.التنمر:
المتنمر هو شخص مؤذي غايته إضعافك واحتقارك، كإن يكون شخص نرجسي مريض، وفي أغلب الأحيان فإن المتنمر يدرك قيمتك أكثر ما تدركها أنت ويغار منك ، لذلك يحاول التقليل من شخصك ، فلا تترك نفسك ضحية للتنمر وقدر ذاتك.
4.العنصرية:
التمييز على أساس العرق أو لون البشرة هو أبشع ما يمكن أن يتعرض له الإنسان الذي خلقه الله وكرّمه وجعل الأفضلية فقط للشخص المتقي الذي يتمتع بالإنسانية والأخلاق العالية.
قال تعالى: { إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم }. [الحجرات 13].
وقال رسول الله (ص): 《 لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى، الناس من آدم وآدم من تراب 》.
5.العالم الحديث:
أصبح العالم الحديث يفرض على الناس أسلوب حياة معين تطغى فيه المظاهر الكاذبة، فمثلا تلجأ بعض الشركات من أجل بيع منتجاتها إلى تضخيم مشكلة ما بجسمك كالسمنة أو البثور ، أو قد تصور لك بعض وسائل التواصل الإجتماعي حياة بعض الأشخاص بأنها مثالية ، لكنها غالبا ما تكون غير حقيقية بل تم تعديلها لتظهر بأنهم يتمتعون بزواج مثالي وحياة مهنية رائعة، لكن الواقع أن جميع الناس قد يعانون من أيام سيئة ، وشكوك في أنفسهم ولديهم عيوب ، وأن المثالية التي يدعونها قد لا تكون حقيقية.
كيف تعزز ثقتك بنفسك وتقديرك الذاتي؟
1.اعرف نقاط قوتك:
كل إنسان رزقه الله سبحانه موهبة في مجال معين، فيجب عليك أن تكتشف موهبتك وشغفك والمجال الذي تحبه وستنجح فيه وطور من موهبتك وقدراتك فيه.
2.تعلم باستمرار:
تعلم أشياء جديدة كحرفة أو لغة جديدة أو دورة تدريبية وزد تجاربك في الحياة فالمعرفة قوة.
اكتساب المهارات الجديدة في الحياة يزيد من تقديرك لنفسك وتقدير الآخرين لك.
3.ابتعد عن المثالية:
يقوم الكثير من الناس بجلد الذات إذا لم يتموا أمر ما بشكل كامل ومثالي، في الحقيقة فإن الرغبة في الكمال تجعل الإنسان حساس تجاه أي نقص أو عيب فيه، كما أن عقلية الكمال هي عقلية الكل أو اللاشيء، فإما أن تؤدي كل شيء بطريقة مثالية أو أنك لا تبدأ حتى! ، وهذا يتسبب في تأخير تحقيقك لأهدافك وبالتالي الفشل الذي سيؤدي بك إلى تدني احترامك لذاتك، لذلك حاول أن تفعل كا في استطاعتك فقط وليس كل شيء بطريقة مثالية.
4.غير اعتقادك عن نفسك:
إن نظرتك الدونية لنفسك هي غير صحيحة، فلا تسمح لأي شيء أو أي شخص أن يهز أو يقلل من تقديرك لذاتك.
5.لا تقارن نفسك بأي أحد:
كل إنسان له ظروفه وأسلوب حياته، ولا أحد يشبه أحد، قد يكون النجاح الذي تراه عند غيرك مقارنة بالفشل الذي تعاني منه هو نتاج ظروف ساعدت هذا الشخص بينما لم تتوفر لك أنت نفس المحفزات والبيئة الملائمة ، لذلك لا تنقص من قيمتك تحت أي ظرف أو بسبب أي شخص.
6.لا تهتم لرأي الآخرين فيك:
لا تدع آراء الناس حولك تؤثر فيك أو تهز ثقتك بنفسك، عش حياتك بالطريقة التي تريدها وتؤمن بها ودع كلام الناس جانبا.
7.اتبع أسلوب حياة صحي:
اهتم بصحتك وبنظامك الغذائي ومارس الرياضة لتتمتع بحياة صحية ومتوازنة.
8.ابتعد عن الأشخاص السلبيين:
إذا وجدت إن شخصا ما يحبطك ويقلل من قيمتك ابتعد عنه أو قلل فترة تواجدك معه، وفي المقابل صاحب الأشخاص الإيجابيين الذين يقدرونك ويحترمونك.
9.ضع حدود قوية :
يجب أن تكون حازما في حياتك ، ولا تسمح للآخرين بالتدخل في حياتك وإفساد خططك وأهدافك ، وضع مساحة شخصية بينك وبين الآخرين ولا تسمح لأي أحد أن يتجاوزها.
10.قل “لا”:
لا يجب ان تقول دائما نعم للناس في أي مسألة يطلبونها منك ، ولا ترضي الجميع على حسب حياتك وأهدافك ، فأغلب الناس استغلاليين سيستنزفون طاقتك ويضيعون وقتك الثمين، لذلك قل “لا” بوجههم صراحة، أو إذا لم تقدر فقلها بطرق مختلفة حتى تصل إليهم الرسالة.
وصلنا إلى نهاية هذا الموضوع، وأتمنى أن يفيدكم للنجاح في حياتكم وتحقيق أهدافكم ، ولعيش حياة سعيدة ومتوازنة، لأن النفسية هي التي تحرك الإنسان ، وهي السبب الأول لنجاحه أو فشله.
إنضم إلينا وشارك!
التعليقات