كيف تحفظ أسماء العشرة المبشرين بالجنة دون أن تنسى واحدا منهم؟

بشر النبي _صلى الله عليه وسلم_ عشرة من الصحابة بالجنة وهم أحياء يرزقون، فعن عبد الرحمن بن عوف –رضي الله عنه– أن النبي –صلى الله عليه وسلم– قال: “أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة”. رواه الترمذي، وصححه الألباني.

ولو سألتَ أحدًا من شباب هذه الأيام عن فريق نادٍ من النوادي المشهورة للعب كرة القدم، لعدهم لك واحدًا تلو الآخر، وربما لم يخطئ في ذلك ولم يتلعثم، ولو سألته عن أبطال فيلم سينمائي، أو مسلسل درامي، لعدهم جميعًا وما نسي منهم أحدًا، وربما ذكر لك أسماء الكومبارسات أصحاب الأدوار الصغيرة!

لكن للأسف الشديد، لو سألتَه عن أعظم فريق في العالم، وأفضل مجموعة وجدت على ظهر الأرض، وهم هؤلاء العشرة المبشرون بالجنة، ربما لم تجد جوابًا! أو ربما عَدَّ بعضهم ونسي البعض الآخر، وربما أدخل فيهم من ليس منهم، ولا شك أن هذا أمر مؤسف للغاية، ومحزن إلى أبعد حد! 

طريقة حفظ أسماء العشرة المبشرين بالجنة

كثير من الناس يودون أن يحفظوا أسماء هؤلاء العشرة، لكن يجدون في ذلك صعوبة، وحتى وإن حفظوها فإنها تتسرب منهم بعد فترة، لذلك أضع أمامكم هذه الطريقة التي ذكرها بعض العلماء، لتسهيل حفظ العشرة المبشرين بالجنة، وعدم نسيان أحد منهم، وكذلك عدم إدخال فيهم من ليس منهم.

الطريقة هي: أن تَعُدَّ الخلفاء الراشدين الأربعة، ثم تحفظ البيت الآتي، وهو يجمع الستة الباقين، وبهذا تتم العشرة، والبيت هو:

سَعيدٌ وسَعدٌ وابنُ عَوفٍ وطَلْحَةٌ

وعامِرُ  فِهْرٍ   والزُّبَيْرُ  المُمَدَّحُ

فالخلفاء الراشدون الأربعة على الترتيب هم:

أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، والستة الذين جمعهم البيت هم: سعيد: أي: سعيد بن زيد، وسعد: أي: سعد بن أبي وقاص، وابن عوف: أي: عبد الرحمن بن عوف، وطلحة: أي: طلحة بن عبيد الله، وعامر فهر: أي: أبو عبيدة عامر بن الجراح، من بني فهر، والزبير الممدح: هو الزبير بن العوام، والممدح: أي: الممدوح، وبهذا تحفظ العشرة بسهولة، ولا تنسى أحدًا منهم، ولا تخلط بينهم وبين غيرهم.

المبشرون بالجنة ليسوا عشرة فقط

لكن هنا أمر مهم يجب التنبيه عليه وهو: أن المبشرين بالجنة ليسوا عشرة فقط، كما قد يظن بعضهم عند سماعهم جملة العشرة المبشرين بالجنة، بل هم أكثر من ذلك بكثير، فهناك كثير من الرجال والنساء مبشرون بالجنة غير هؤلاء العشرة، فمن المبشرين بالجنة: بلال بن رباح، وعبد الله بن حرام، وعُكَّاشة بن مِحْصَن، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ومنهم خديجة بنت خويلد، وعائشة بنت أبي بكر الصديق، وفاطمة بنت محمد –صلى الله عليه وسلم–، والمرأة التي كانت تُصْرع، ومنهم أهل بدر، ومنهم أصحاب بيعة الرضوان، فكل هؤلاء وغيرهم مبشرون بالجنة.

إذن لماذا نقول العشرة المبشرين بالجنة؟! ولماذا نخص هؤلاء العشرة بالذكر إذا كان عدد المبشرين أكثر من ذلك؟! والجواب: أن هؤلاء العشرة مبشرون بالجنة في وقت واحد وفي حديث واحد يجمعهم جميعا بأسمائهم، لذلك نخصهم بالذكر، ونقول عنهم أنهم العشرة المبشرون بالجنة، رغم أن المبشرين بالجنة سواهم كثير. 

فيا لسعادة وهناء هؤلاء المبشرين بالجنة! ترى كيف كانت حياتهم، وكيف كان حالهم، بعد أن علموا أنهم من أهل الجنة! وكيف كان شعورهم حينما كانوا يسمعون وصف الجنة في القرآن والسنة وهم يعلمون يقينًا أنهم من أهلها، وكيف كان شوقهم وتوقهم إليها! فاللهم اجعلنا وأهلنا وأحبابنا من أهل الجنة!

فعلى كل مسلم أن يسعى لحفظ أسماء هؤلاء الأخيار، وأن يتعرف على سيرهم، ويدرس أخبارهم، ثم يقتدي بهم، حتى يكون معهم في جنات النعيم.  

الكاتب : محمد جمعة كاتب
اخبرنا شيئا عن نفسك.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن