كيف إنتصر المسلمون في غزوة بدر ؟

غزوة بدر هي معركة فاصلة في تاريخ المسلمين وعلاقتهم بمكة وخاصة قبيلة قريش وقعت 2 هجريا إستطاع المسلمون أن ينتصروا فيها بتأييد من الله عز وجل حيث أبلى فيها النبي عليه الصلاة والسلام بلاء حسنا.

أسباب حدوث غزوة بدر :

– قريش ومعاملتها مع المسلمين: 

كانت قريش تقوم بمعاملة المسلمين بقسوة ووحشية شديدة والتي كانت السبب الرئيسي فى الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.

– استمرار وإصرار أذى قريش للمسلمين:

استمر إصرار قريش على  أذى المسلمين التي لم تترك  فرصة ولم تكف يدها عن إيذاء المسلمين بأي وسيلة ، وقامت ايضاً بمصادرة أموال المسلمين تعسفاً ونهب لممتلكاتهم.

– استرداد المسلمين ثرواتهم المنهوبة من قبل المشركين :

برزت في هذه الغزوة رغبة المسلمين في اعتراض قافلة أبي سفيان لاسترداد جزء من ممتلكاتهم التي صادرتها قريش.

– استرداد هيبة المسلمين :

حيث رغب المسلمين بالتصدي للقافلة من أجل استرداد المسلمين هيبتهم ومكانتهم بين القبائل بسبب ممارسات قريش على المسلمين في تلك الفترة.

– خوف المشركين من تفاقم خطر انتشار المسلمين في المدينة المنورة :

فالمدينة المنورة من أهم المدن من حيث موقعها على طريق مرور القوافل التجارية وصولاً لبلاد الشام، وسبب وجود المسلمين في المدينة المنورة سبب قلقاً لقريش وخاصة بعد تحول المسلمين لنشر الدعوة الإسلامية في القبائل المجاورة، والتي تعد خطر كبير لقريش من حيث تجارتهم، حيث كان لا بد من حدوث هذه الغزوة.

– وحدة المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة: 

كان قبول المهاجرين الدعوة الإسلامية من جهة وإقتسامهم أموالهم وبيوتهم مع المهاجرين من جهة أخرى مصدر لقلق وخوف قريش.

سياسة النبي عليه الصلاة والسلام تجاه قريش :

عندما هاجر الرسول والمسلمون إلى المدينة شرعوا في تكوين دولتهم الوليدة وسط مخاطر كثيرة وتهديدات متواصلة من قوى الكفر والطغيان في قريش التي ألبت العرب كلهم على المسلمين في المدينة، وفي هذه الظروف الخطيرة أنزل الله تعالى الإذن بالقتال للمسلمين لإزاحة الباطل وإقامة شعائر الإسلام.

واتبع الرسول صلى الله عليه وسلم سياسة حكيمة في القتال تقوم أساسًا على إضعاف القوة الاقتصادية لقريش بالإغارة على القوافل التجارية المتجهة للشام، وبالفعل انطلقت شرارة السرايا بسرية سيف البحر في رمضان 1هـ بقيادة حمزة بن عبد المطلب وتوالت السرايا والتي اشترك في بعضها الرسول بنفسه، مثل: الأبواء وبواط، حتى كانت غزوة ذي العشيرة عندما جاءت الأخبار للرسول بأن عيرًا لقريش يقودها أبو سفيان بن حرب قد خرجت إلى الشام فخرج يطلبها ففاتته إلى الشام فرجع المدينة وهو ينتظر عودتها من الشام ليأخذها..

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتمد على سياسة بث العيون وسلاح الاستخبارات لنقل الأخبار بحركة القوافل التجارية وقد نقلت له العيون بأن القافلة راجعة من الشام محملة بثروات هائلة تقدر بألف بعير فندب الرسول الناس للخروج لأخذ هذه القافلة فتكون ضربة قاصمة لقريش ولم يعزم على أحد فاجتمع عنده ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً معظمهم من الأنصار، وأرسل الرسول رجلين من الصحابة يتجسسان له أخبار القافلة .

ذكاء أبو سفيان قائد القافلة :

كان أبو سفيان قائد القافلة في غاية الذكاء والحيطة والحذر وكان يتحسس الأخبار ويسأل من لقي من الركبان حتى عرف بخروج الرسول والصحابة لأخذ القافلة فاستأجر رجلاً اسمه ضمضم بن عمرو الغفاري وكلفه بالذهاب إلى قريش ليستنفرها لنجدتهم.

استخدم أبو سفيان ذكائه وحذره الشديد حتى استطاع أن يعرف موقع جيش المسلمين بـ بدر ويحول هو خط سير القافلة نحو الساحل غربًا تاركًا الطريق الرئيسي الذي يمر ببدر على اليسار،وبهذا نجا بالقافلة وأرسل رسالة للجيش المكي بهذا المعنى، فهمّ الجيش بالرجوع .

إستعداد المسلمون للقتال : 

تحرك الرسول صلى الله عليه وسلم واختار مكانًا للقتال أشار الحباب بن المنذر بتعديله ليسهل على المسلمين التحكم في مصدر المياه، وإن كانت هذه الرواية ضعيفة إلا إنها منتشرة بأسانيد كثيرة في كتب السيرة والتاريخ.

نجح الصحابة في أسر غلامين من جيش قريش، والرسول صلى الله عليه وسلم يستجوبهما ليعرف عدد الجيش ومن على رأسه فيتضح أن الجيش قرابة الألف، على رأسه سادة قريش وكبرائها.

عندما نزل المسلمون في مقرهم اقترح سعد بن معاذ بناء مقر لقيادة النبي صلى الله عليه وسلم استعدادًا للطوارئ؛ فبنى المسلمون عريشًا للنبي صلى الله عليه وسلم ودخل معه في العريش لحراسته أبو بكر الصديق لذلك كان علي بن أبي طالب يقول: “أبو بكر أشجع الناس على الإطلاق بعد النبي صلى الله عليه وسلم”، وأقام سعد بن معاذ كتيبة لحراسة العريش مقر القيادة.

أحداث غزوة بدر :

قام الرسول صلى الله عليه وسلم يحرض المسلمين على القتال، فقال لهم: “والذي نفسي بيده لا يقاتلنهم اليوم رجل فيقتل صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة، قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض”، فقال عمير بن الحمام: “لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه، إنها لحياة طويلة”، فرمى بما كان معهمن التمر ثم قاتلهم حتى قُتل رحمه الله.

ضرب لصحابة أروع الأمثلة في الاستعلاء بإيمانهم وعقيدتهم، وبينوا لنا كيف تكون عقيدة الولاء والبراء، فلقد قتل أبو عبيدة بن الجراح أباه وقتل عمر بن الخطاب خاله وهمَّ أبو بكر أن يقتل ولده عبد الرحمن، وأخذ أبو عزيز أسيرًا في المعركة، فأمر أخوه مصعب بن عمير بشد وثاقه وطلب فدية عظيمة فيه.

الدروس المستفادة من غزوة بدر :

– الانتصارات المؤزرة التي حققها المسلمون في هذه الغزوة من جهة.

– القيادة الحكيمة للنبي محمد صلَّى الله عليه وسلم من جهة ثانية.

– والآثار الإيجابية التي خلقتها هذه الغزوة في نفوس المسلمين من جهة أخرى، والتي كان لها أثر عظيم في نفوس المسلمين حيث رفعت من معنوياتهم وزادت من إيمانهم بالله تعالى.

– ودرها في هز كيان العدو وحصونهم حيث كانت قريش القبيلة التي لا تقهر حيث ضعضعت عزيمتهم.

– كان أيضاً للغزوة دور في تغيير نظرة قريش للمسلمين حيث كانوا يستخفون بالمسلمين فعند المعركة وجدوهم كقوة لا يستهان بها ولا بقدراتها.

آيات قرانية نزلت في غزوة بدر :

﴿إِذْ تَسْتَغِيْثُوْنَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ مُرْدِفِيْنَ﴾ . سورة الأنفال آية:9 .

﴿إِذْ يُغَشِّيْكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِه وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوْبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ﴾. سورة الأنفال – آية : 11 .

  ﴿إِذْ يُوْحِىْ رَبُّكَ إلَى المَلاَئِكَةِ أَنِّىْ مَعَكُمْ فَثَبِّتُوْا الَّذِيْنَ آمَنُوْا سَأُلْقِىْ فِي قُلُوْبِ الَّذِيْنَ كَفَرُوْا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوْا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوْا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ . ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوْا اللهَ وَرَسُوْلَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللهَ وَرَسُوْلَهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيْدُ العِقَابِ﴾ . سورة الأنفال – آية : 12 .

 ﴿وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرٰى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوْبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ إنَّ اللهَ عَزِيْزٌ حَكِيْمٌ﴾. سورة آل عمران – آية : 126 .

 

المرجع :

إقتباسات وإختصارات من كتاب السيرة النبوية للدكتور راغب السرجاني .

الكاتب : الدرعمي كاتب
اخبرنا شيئا عن نفسك.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن