كيف إختفت مدينة الفاحشة وماذا كشف العلم اليوم ؟

ورد فى الكتب السماوية، قصص عن مدن كاملة، إختفت من على وجه الأرض، بعد أن حلت عليها اللعنة الإلهية، فأصبحت أطلالاً لشوارع وأسواق، كانت تعج بالحياة والنشاط،، ثم توقف الزمن عندها فجأة، وقد أشار القرآن الكريم، الى أقوام عصوا الله، فانزل عليهم غضبه، مثل قوم عاد وثمود وقوم لوط، الذين كانوا يمارسون الفاحشة مع الرجال.

نعلم جميعاً كيف عاقب الله قوم لوط وخسف بهم مدينتهم “سدوم”، ولم ينجو منهم إلا لوط وعائلته، كان عقابا عادلاً من الله، الذى أنزل لعنته وسخطه على هؤلاء القوم الفاسدين، وغير مدينة “سدوم”، هناك عشرات المدن التى إختفت بعد أن حلت عليها كوارث وظواهر طبيعية، حولتها لأطلال، بعد أن كانت تضج بالحياة مثل مدينة بومبى الإيطالية.

مدينة بومباى

بومباى مدينة صغيرة قديمة للغاية، تقع على البحر المتوسط بالقرب من مدينة “نيبلس” الإيطالية، بنيت على سفح بركان فيزوف الذى يقع فى جنوب إيطاليا، يعيش فيها، حوالي 20000 نسمة، إزدهرت بومباى فى فترة مابعد القرن السابع قبل الميلاد، حتى عام  ميلادياً، واختفت تماماً بعد ذلك لمدة 1700 عام، كانت المدينة تنعم بطبيعة خلابة جعلت منها قبلة للكثير من السياح، الذين وجدوا فيها التصاميم المعمارية الممتازة، والعديد من المنتديات العامة والثقافة والمعابد الدينية،وبسبب موقعها فوق سفح البركان، تمتعت بومباى بتربة زراعية غنية، حيث كان الفلاحون يزرعون ويحصدون محاصيلهم الزراعية ثلاث مرات فى السنة، وبالإضافة لكل ماسبق كان أهل بومبى مشهورون للغاية بممارسة الدعارة بشكل علنى لدرجة أن معظم آثارهم تحتوى على رسومات جنسية فجة، وكانت بيوت للدعارة في كل مكان، وتنتشر غرف صغيرة لممارسة الرذيلة لا يوجد بها سوى فراش، وإشتهرت الطرقات بصناعة الجنس ودكاكين الشذوذ، حتى أن الأطفال كانوا يشاهدون تلك المناظر الإباحية دون إندهاش، كل إنسان كان بإمكانه أن يمارس الجنس الحرام خلال فترة انتظار مثلاً، أو أثناء ذهابه للعمل تماماً مثل شرب فنجان قهوة في كافتيريا على الطريق!!

وكان مترفي مدينة بومباي يتمتعون بمشاهدة المصارعة بين البشر والحيوانات المفترسة التي تنتهي بموت أحدهما، وقتلوا بهذه الطريقة الكثير من الموحدين المسيحيين قبل قرابة 2000 سنة.

 

لذا يعتقد الكثيرون أن المصائب التى حلت بتلك المدينة ماهى إلا عقاب من الله على فجورهم وعبثهم، فقد اشتهروا بحب الشهوات، وإنتشار الشذوذ الجنسى، وممارسة الزنا والشذوذ بعلانية فى الشوارع، وحتى أمام الأطفال، ويستنكرون من يتستر, وتعتبر مدينة بومبى الإيطالية هى إحدى تلك المدن التى جعلها الله آية وعبرة.

تاريخ بومباي

بومباي كانت مدينة مشهورة في عهد نيرون ، والذي يقال أنه أحرق روما من أجل الحصول على الثراء ، وكانت المدينة ثرية وعامرة ، وكافة سكانها من الأغنياء ، كان لبومباي ميناء بحري متطور ، وأيضًا مسرح وأسواق تدل على اهتمام أهلها بالفنون والنقوش .

كان لدي “بومباي” حضارة مزدهرة، وقطع نقدية، وكانت تطل على جبل بركاني خامد، و كان معظم السكان من الأثرياء، وظهر ذلك على معالم المدينة، فكانت شوارعها مرصوفة بالحجارة، وبها حمامات عامة، وشبكات للمياه تصل إلى البيوت، كما كان بها ميناء بحري متطور، وكان بها مسارح وأسواق، وآثارهم أظهرت تطور بالفنون من خلال النقوش ورسومات الجدران.

ويذكر أن “بومباي” لفتت نظر العديد من الشخصيات على مدار التاريخ وخاصة من محبي الفنون، ولكن زارها الملك فرانسيس الأول من نابولي لحضور معرض بومبي في المتحف الوطني مع زوجته وابنته عام 1819، صدم بما رآه من رسومات إباحية، واعتبرها فنون جريئة ومخالفة لاحترام الآداب العامة.

آية الله فى الأرض

كانت تلك المدينة من المدن التي كانت تعصي الله عز وجل، حيث كان ينتشر بها جميع أنواع الفاحشة، زنا، اغتصاب، سرقة، إلخ، وفجأة انفجر عليهم بركان فيزوف فأباد القرية بكاملها، وبسبب الانفجار البركاني تحجر كل شيءكما هو حتى يومنا هذا، بما فيها البشر والحيوانات، وظلت كما هي على أوضاعها، بسبب جميع أنواع الفواحش التي كان يمارسها أهل تلك القرية.

دُفنت الجثث على عمق 3 أمتار تقريباً حيث غطاها رماد البركان الحارق.. والأحجار الملتهبة التي تساقطت عليهم كالمطر، بعد أن قذفها البركان بطريقة عجيبة لم تترك أحداً ينجو من هذا العقاب الإلهي حتى الذين حاولوا الهروب عبر البحر لم يتمكنوا من ذلك، لأن الحجارة البركانية الملتهبة لاحقتهم في كل مكان.. سبحان الله!

وأظهرت الآثار أن بعض الناس لم يتمكنوا من فعل أي شي سوى الموت المفاجئ بسبب هول الكارثة، وعدم توقع الناس أن يموتوا بهذا الشكل المرعب، و وظلت المدينة مدفونة لمدة 1700 عام تحت كمية كبيرة من الرماد

ماذا كشف العلم اليوم؟

ظلت مدينة بومباى كذلك قروناً طويلة حتى عثر عليها أحد المهندسين خلال عمله في حفر قناة بالمنطقة، واكتشف المدينة بعد أن غطتها البراكين، وكل شئ بقي على حالته خلال تلك المدة بعد أن أصاب المدينة بكاملها العذاب وأهلكت تماماً.
وأثناء التنقيب تم الكشف عن الجثث على سطح الأرض، وكانت المفاجئة أنهم ظهروا على نفس هيئاتهم وأشكالهم، بعد أن حلّ الغبار البركاني محل الخلايا الحية الرطبة لتظهر على شكل جثث إسمنتية، وأهلكهم الله سبحانه وتعالي على مثل ما هم عليه، ويرى أحد خبراء الآثار ويدعى “باولوا بيثرون” وعالم البراكين “جو سيفي” أن أهل القرية احيطوا بموجة حارة من الرماد الملتهب تصل درجة حرارتها إلى 500 سيليزية، بصورة سريعة جداً حيث غطت 7 أميال إلى الشاطئ، وتظهر الجثث على هيئاتها وقد تحجرت الأجساد كما هي، فظهر بعضها نائم وآخر جالس وآخرون يجلسون على شاطئ البحر وبكل الأوضاع بشحمهم ولحمهم.

وعندما انفجر البركان ارتفع الرماد إلى 9 أميال فى السماء وخرج منه كمية كبيرة من الحميم، ويقول العلماء أن كمية الطاقة الناجمة عن انفجار البركان يفوق أكبر قنبلة نووية ثم تساقط الرماد عليهم كالمطر ودفنهم تحت 75 قدم.

والمتأمل في قصة هذه القرية لن يجدها مجرد قصة من قصص التاريخ أو سجلاً تاريخياً لقطع أثرية نادرة، ولكنها تحمل عبرة لمن يعتبر.

د. جيهان السنباطى

إعلامية وكاتبة رأى وأديبة مصرية

الكاتب : جيهان السمباطي كاتب
اخبرنا شيئا عن نفسك.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن