كيفية معالجة القضايا الجنسية لدى الشباب (1)

 في مجتمعاتنا يكفل الأبوان الابناء حتى سن البلوغ ، وذلك  بالتزامن مع السنوات الأولى من  المرحلة الأخيرة للتعليم  ، لتبدأ بعد ذلك  مرحلة الدعم أو مرحلة التوجيه ، فمرحلة الدعم تحدث بقرار الشاب الانخراط في مراحل التعليم العليا  ، أما مرحلة التوجيه تكون في حالة عدم وجود خيار التعليم لدى الشاب  ، فهي مرحلة إيجاد مسار في الأساس وليست تصحيح مسار  ، وذلك عن طريق الحاقة بالتعليم الفني بشعبه المختلفة  , أو بتوجيهه لممارسة عمل تتطلبه البيئة الخارجية  . 

  وبهذا الإجراء قد تتشكل ملامح   الحياة المهنية لدى الشاب في  حالة الخيار الأول اوالثاني ، وفي ذات التوقيت هناك حياة أخرى لابد لها  أن تتشكل جنبا إلى جنب مع حياته المهنية  , ألا وهي التنشئة الأخلاقية للشاب ,  فهذه الفترة السالف ذكرها  في كفالة الآباء , يمر الشاب خلالها بتلك  المرحلة  ، وهذه المرحلة في المجتمعات الإسلامية مستمدة من تعاليم الشريعة الإسلامية وتوجيهاتها 

 

        ومن هذا المنطلق حرص الإسلام على غرس الإيمان في نفوس الشباب حتي لا ينحرفوا يمنة أو يسرة عن منهج الله – عز وجل فعن أبي هريرة – رضي الله عنه- عن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: ” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل ، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل ، ورجل قلبه معلق في المساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه , فنجده صلى الله عليه وسلم ( خص الشباب بالذكر لغلبة الشهوة ,  وقوة الباعث على متابعة الهوى لديه , فحثهم على ملازمة العبادة  , مع استحضار جزالة الأجر , مما يؤصل لديمومة الاستقامة والفضيلة لدى الشاب  ,  رغم ورود الخطأ , مع قابلية التوبة منه ,إلا أنه ليس مسوغا لحدوثه . 

         ولقد قدم الإسلام  في ذلك المضمار للبشرية جمعاء رؤية فريدة  من نوعها , في منهجية التربية الجنسية للشباب ,وتهذيب تلك الغريزة في نفوسهم  , فبعد ان استهدف التوجيه النبوي الشباب بترغيبه  في طاعة الله عز وجل  والتعلق بالعبادة ,عمد بعد ذلك إلى استفراغ  قوة الشباب بالعمل والجد والاجتهاد بقصد استنزاف تلك الطاقات  , فهو بذلك يسد كل الذرائع التي تهيج الشهوة في غير محلها، وصرف هذه الطاقة الى اهداف اخرى ، والتسامي على ذلك الى حينه ، في حال وجود ظروف مناسبة تشجعهم على الزواج ، وعلى الشاب الذي تغالبه الشهوة احيانا كثيرة ,  ان يتذكر ان له محارم يجب  ان  يراعي الله فيهم وفقا لما جاء في الحديث النبوي الشريف، عندما جاء شاب إلى النبي  -صلى الله عليه وسلم  – فقال: يا رسولَ الله: أتأذن لي بالزنا ؟ فهاج القوم عليه يريدون تأديبه ، فقال صلى الله عليه وسلم : (دعوه، أقبل يا ابن أخي)، فأجلسه بجواره ثم  قال له: (اترضاه لامك ؟) فقال: لا يا رسول الله، قال: (فكذلك الناس  لا يرضونه  لامهاتهم )، وكرر  عليه عدد امن الأقرباء، ثم مسح على صد ره ودعا له .

2- مرحلة اختيار شريك الحياة 

     اتاح الإسلام للرجل والمرأة على حد سواء الحق الكامل في اختيار شريك الحياة يقول الله تعالي “وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم “( أية 32 سورة النور ) وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ” رد زواج امرأة ثيب لأنها كانت كارهة لهذه الزيجة ، فعن خنساء بنت خزام الأنصارية  أن أباها زوجها وهى ثيب فكرهت ذلك ، فأتت الرسول صلى الله عليه وسلم فرد نكاحه.  واستحب لمن أراد تزويج ابنته أن ينظر إليها شابا مستحسن الصورة لأن المرأة تحب ما يحب الرجل وعن الزبير بن العوام قال : قال رسول الله صلي الله علية وسلم “يعمد أحدكم إلي ابنته فيزوجها القبيح الذميم إنهن يردن ما تريدون ” .

   فبذلك أعطى الإسلام الحق الكامل للمرأة ابتداءا في الاختيار والقرار في الارتباط أو عدم الارتباط ، فعن عبد الله ابن عباس أن رسول الله عليه وسلم قال : “الأيم أحق بنفسها من وليها والبكر تستأذن وإذنها صماتها ” .

وأشار أيضاً إلى استحباب زواج المرأة لمثيلها ، فقد ورد عنه أيضاً صلى الله عليه وسلم ، كما عند مسلم في صحيحه : “أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما تقدما لخطبة فاطمة بنت رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها صغيرة فخطبها علىّ 
فزوجها منه “.

كما بين للرجل استحباب اختيار البكر  وورد في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لجابر “تزوجت قال نعم قال أبكر أم ثيب قلت ثيباً قال فأين أنت من العذارى ولعابها ” وفى رواية هلا تزوجت بكراً تضاحكك وتضاحكها وتلاعبك وتلاعبها” .

الخاتمة 

  وفي ختام المقال يكون قد عرضنا الخطوط العريضة لمنظور الشريعة الاسلامية في حال تلك المشكلات , باختصارغير مخل ودون استرسال ممل , نلتقط من خلاله مبادئ عامة ,اقرتها الشريعة بجناحيها (كتاب الله – وسنة رسولة ) صلى الله عليه وسلم , وذلك يعكس تفهم منهجها القويم ,  للواقع  و المشكلات التى تستلزم تدخلا مدروسا  , ومنهجا متزنا يعالج بدون افراط او تفريط .

الكاتب : رمضان عبد الباسط كاتب
اخبرنا شيئا عن نفسك.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن