سلسلة الاخلاق | خلق المروءة

بعثة النبي صلى الله عليه وسلم- متمم لصالح الأخلاق

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، فكان التمسك بالأخلاق الكريمة والشمائل الرفيعة من أهم مقاصد بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإنشا نماذج تحلت بكل خلق كريم، فحملوا مشاعل الدعوة إلى الله بالقدوة والأخلاق الرفيعة والعمل الصالح، وأقر الإسلام الفضائل وكل خلق كريم، ونهى عن رذائل الأخلاق

قال عمرو بن قيس: إذا بلغك شيء من الخير فأعمل به ولو مرة تكون من أهله

أول خير نشير إليه المروءة نسأل الله العلى العظيم أن نكون من أهلها

إذا المرء أعيته المروءة ناشئا

فمطلبها كهل عليه عسير

 

معنى خلق المروة

إن خلق المروءة هي ان لا يظهر منك خلق قبيح أو ذميم عن قصد، ولا يصدر منك عيب عن عمد، وصاحب خلق المروءة عزيز النفس لا يحب أن يراه الناس حيث نهى الله، ويكره أن يتوجه إليه لوم، فخلق المروءة خلق عظيم يكسب المرء الحياء الكامل والأخلاق القيمة، وحلاوة اللسان والمنطق، وحلاوة التحرك والفعل، وحلاوة الطبع والانطباع، وحلاوة المظهر والمخبر فصاحب خلق المروءة من أفضل الناس أخلاقا، فالمروءة هي كمال الرجولة، ومنبع الخير، وملتقى الأدب، والمروءة جماع لكل محاسن الأخلاق، وان مما فطر الله عليه الناس حب المروءة وحب أهلها، وحب من يتصف بها

  

من هو صاحب خلق المروءة ؟

وان من المروءة أن تحمل نفسك قسرا على ما يجملها، وتترك ما يدنسها، فلا تفعل ما يستحيي منه حتى ولو كنت خاليا. ولذا تجد أن صاحب خلق المروءة متعفف عن أكل الحرام بشتى أشكاله وأنواعه، بعيد كل البعد عن الظلم بكل ألوانه وأشكاله، فلا يظلم أحدا، ولا يقصد الأذى لأحد، ولا يطمع في شيء لا يستحقه، ويؤثر الأخلاق الحميدة والشمائل الرفيعة الشريفة، ولا يفعل أي شيء أو خلق يورث به قبيح الأسماء، أو سوء الذكر بين الناس، كسارق، أو كاذب، أو بذي، أو غشاش، أو سكير إلى آخر رذائل وسيئ الأخلاق والصفات والأسماء

إن المروءة ليس يدركها امرؤ

ورث المكارم عن أب فأضاعها

أمرته نفسا بالنداوة والخناق

ونهته عن سبل العلا فأطاعها

فإذا أصاب من المكارم خلة

يبني الكريم بها المكارم باعها

 

أرار بعض الصحابة والتابعين الصالحين فى المروءة :

رأى ابن القيم في المروءة

وتكلم ابن القيم عن المروءة فقال: وحقيقة المروءة: تجنب الدنايا والرذائل؛ من الأقوال والأخلاق والأعمال، فمروءة اللسان: حلاوته وطيبة ولينه، واجتناء الثمار منه بسهولة ويسر، ومروءة الخلق: سعته وبسطه للحبيب والبغيض، ومروءة المال: الإصابة ببذله مواقعه المحمودة عقلا وعرفا وشرع، ومروءة الجاه: بذله للمحتاج إليه، ومروءة الإحسان: تعجيله وتيسيره وتوفيره وعدم رؤيته حال وقوعه، ونسيانه بعد وقوعه، فهذه مروءة البذل، وأما مروءة الترك: فترك الخصام والمعاتبة والمماراة، والإفضاء عن عيب ما يأخذه من حقك، وترك الاستقصاء في طلبه، والتغافل عن عثرات الناس، وإشعارهم أنك لا تعلم لأحد منهم عثرة، والتوقير للكبير، وحفظ حرمة النظير، ورعاية أدب الصغير.

 

رأى معاوية في المروءة

وقال معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه: المروءة: ترك الشهوات، وعصيان الهوى، فاتباع الهوى يزمن المروءة، ومخالفته تنعشها.

 

رأى الشافعي في المروءة

وقال الشافعي رحمه الله: لو علمت أن الماء البارد يسلم مروءتي لما شربته إلا حارا حتى أفارق الدنيا

 

ما الذي يعين على خلق المروءة

أن ما يعي ن على خلق المروءة، الحياء من الله، أي أن الله لا يراك حيث ينهاك في السر والعلن، والعفة وهي أن تعف نفسك عما حرم الله، وتتنزه، وتترفع عن المطامع الدنيوية، وإلياس مما في أيدي الناس، وان تعيين الناس على نواب الدهر وتغفر الزلات وتسامح، وأن تتجنب الكذب والغيبة والنميمة والفحش من القول، وأن تبتعد عن مجالسة أهل تلك الأخلاق، وأن تحاول جاهدا أن تقتدى برسول الله صلى الله عليه وسلم في الخلاقة فقد قالت عنه أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها بعد نزول الوحي لتهدى من روعة: أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقرين الضيف، وتعين على نوائب الحق، ومما يعين على المروءة مجالسة أهل المروءة وطيبي الذكر والصالحين، واجتناب مجالسة أهل السوء، سيئ الذكر.

الكاتب : أحمد الجازوى كاتب نشيط
اخبرنا شيئا عن نفسك.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن