الربا يدق طبول الحرب

﴿ فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ۖ وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون﴾

هذا تهديد أكيد ووعيد شديد لمن استمر على الربا بعد نزول تلك الآيات؛ وجاءت كلمة حرب غير معرفة لبيان عظمتها وقوتها وشدتها؛ قال مالك ابن أنس أنى تصفحت كتاب الله وسنة نبيه فلم أر شيئا أشر من الربا؛ لأن الله أذن فيه بالحرب.

انتشار الربا وصورة وأشكاله

كثرت في الآونة الأخيرة الجمعيات التي تقرض بالربا وانتشرت وتعددت الأسماء والمسميات؛ ولكن ليس الأغرب انتشارها؛ أنما الفاجعة هي إقبال الناس عليها دون أدنى شعور بالخجل، أو تأنيب الضمير، أو إحساس بمخالفة شرعة الله التي أنزلها ومنهاجه القويم التي حث الناس على العمل بها واتباعها والالتزام بها؛ وجعل الله -عز وجل-  من الالتزام بشرع الله في تحليل الحلال وتحريم الحرام من الإيمان والاستقامة؛ وان الاستقامة هي التمسك بشرع الله في أمره ونهيه

﴿ فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم ﴾

ان من مبررات من يقدم على الاقتراض بالربا الذى نهى عنه الله -عز وجل-  ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ ان كل الناس قد اقدمت على الاقتراض بالربا وصارت عادة فاستمرأتها النفوس ولم تنكرها؛ وجهروا بها، والطامة الكبرى انهم ينصحون الناس بها؛ فلا يغرنك المعرضين وكثرة السالكين ﴿ وإن كثيرا من الناس لفاسقين ﴾

انتشار الربا من علامات الساعة

قال رسول الله صلى الله عليه سلم: ليأتين على الناس زمان لا يبقى منهم أحد، إلا آكل الربا، فمن لم يأكل، أصابه من غباره.

في هذا الحديث ظهر عموم وشمول البلاء لقد انتشر الربا وتشعبت وتغلغلت مؤسساته وتداخلت المصالح والمعاملات؛ فالحذر الحذر؛ أن الربا من شر المكاسب؛ فهو من أكبر الذنوب ومن أسباب منع الرحمة، ونزول البركة، ونزول المطر؛ أن الاقتصاد العالمي أغلبه مبنيا على الربا؛ فلذلك يجب علينا الحذر الحذر؛ والسؤال عن الحلال والحرام؛ وطلب العلم الذي به ننجو من براثن الربا؛ فمن لا يعرف الشيء يقع فيه؛ أن في الربا تعطيلا للصناعات والحرف والتجارة لأن المرابي يجد أن ماله يزداد وينموا دون أن يستخدمه في تلك الأعمال والحرف.

ما الواجب على المجتمع اتجاه مشكلة الربا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

مثل القائم في حدود الله، والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فصار بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا. فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا

فالواجب على المجتمع ألا يتركوا تلك المشكلة دون حل ويقفون مكتوفي الأيدي؛ وان لا يتركون الفقراء والمحتاجين وذوي الفاقة فريسة لتلك الجمعيات الربوية؛ وأن تتعاون الجمعيات الخيرية؛ ورجال الخير والبر والإحسان؛ ورجال الأعمال؛ لعمل مشروع للقرض الحسن؛ الذي سوف يعم خيرة وتكثر بركته على الجميع؛ ففيه حفظ لأموال الفقراء ونشاط للتجارة؛ وزيادة البنيان والعمران؛ وكثرة الحرف والصناعات؛ وحفظ للعباد من مخالفة شرع الله وحفظاً للدين؛ وإكثار للبركة؛ أن في تعاون الأمة على فعل الخير نجاة لها من غضب الله؛ وعقابه وحربه التي لا طاقة لنا بها؛ وامتثال لأمره -عز وجل-

 ﴿ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ﴾

أن طلب العلم الشرعي واجب على كل مسلم لسلامة الدين وإقامته؛ وهو العلم الذي لا يمكن أن تؤدي الفرائض والواجبات إلا به، ويجب على المسلم أن يتعلم من دينه ما لا يسعه جهله من العلوم الشرعية

لذلك انصحكم بقراءة مقالى كيف تتحرى الحلال فى الشراء بالتقسيط  حتى لا تقع فى معاملة من معاملات الربا

الكاتب : أحمد الجازوى كاتب نشيط
اخبرنا شيئا عن نفسك.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

لا توجد تعليقات حتى الآن