العمل الداخلي يمكن أن يجعلك قائدًا أفضل

العمل الداخلي يمكن أن يجعلك قائدًا أفضل

5
(1)

إذا طلبت منك إعداد قائمة بكل الأشياء التي تحتاج إلى القيام بها في وظيفتك، فماذا سيكون فيها؟

ستكتب بلا شك جميع المهام والمشاريع الرئيسية ، وكذلك الاتصالات والأهداف والاستراتيجيات الداخلية والخارجية، وربما خطة التوظيف، والتوجيه ، وكلها جيدة لأنها عناصر مهمة في أساسية القيادة، ولكنها مع ذلك تتجاهل جانبًا بنفس القدر من الأهمية من وظيفتك الا وهو ما يسمي بالعمل الداخلي.

باختصار، يمكننا تعريف العمل الداخلي على أنه مجموعة من الإجراءات والأنشطة التي تركز على عالمك الداخلي لتحقيق هدف محدد أو نتائج محددة، حيث يركز القادة على أدائهم الخارجي، ولكن يجب عليك أيضًا التركيز على الأداء الداخلي.

“القيادة هي هذه الرحلة المكثفة داخل نفسك”

جيفري إيميلت، الرئيس التنفيذي – جنرال إلكتريك

يعد العمل المستمر لتحقيق النتيجة المرجوة من أصعب الأمور التي يصعب الحفاظ عليها؛ وفي الوقت نفسه، نهمل الإجراءات التي تساعدنا في الحفاظ على التوازن العاطفي مع أنفسنا ونفقد التعاون مع الآخرين الذين لديهم المستوى اللازم من التعاطف، وبالتالي عدم تحديث مستويات إبداعنا، … وما الي ذلك من الآثار السلبية الأخرى التي نواجهها نتيجة هوسنا بالسباق، ولهذا يعتقد البعض أن العمل الداخلي جزء اصيل من عمل أي قائد ، سواء عند العمل معه أو عند التعامل مع أعضاء فريق عمله.

كيف نستطيع تشكيل العمل الداخلي؟

قد يتساءل الكثيرون ما هي نوعية الأنشطة التي تشكل العمل الداخلي؟، فعندما تستمع الي الأساليب سوف تعرف انها ليست بأساليب جديدة ومع ذلك فهي تعد من أكثر الأساليب موثقة وفعالة للعناية الذاتية والتفكير مثل العبادة، والتأمل، والاسترخاء، وتدوين اليوميات والأفكار، والتنزه في الطبيعة، وطلب المساعدة من الأشخاص المقربين أو المخصصين، … وما الي ذلك، حيث أظهرت نتائج الأبحاث والدراسات أن الانخراط في هذه الأنشطة يمكن أن يخفض من مستوي التوتر، ويعزز الإبداع، ويحسن الصحة العاطفية والعقلية، وفي نهاية المطاف يزيد من المشاركة في العمل وأداء دورك المهني.

على الرغم من أن العديد من القادة يقرؤون ويلاحظون نتائج الدراسات والأبحاث ونتائج هذه الأنشطة، إلا أن العديد من القادة يشعرون بالحرج من تخصيص وقت للصلاة أو التواصل الاجتماعي أو الراحة أو التفكير أو التأمل. ….. على جدول مهامهم اليومي، ظنا منهم أنها تعكس أفكار الأعمال القديمة والتي عفا عليها الزمن أو خوفا من رأي المحيطين بهم داعيين شعار الإنتاجية المطلقة.

إذا فكرت جيدًا، ستدرك أن العمل الإبداعي ليس خطيًا. قد تواجه ساعات أو أيامًا من “الخمول” الواضح متبوعًا بتدفقات من الإنتاج الإبداعي، على الأرجح لم تكن تلك الاوقات “الضائعة”  مثمرة على الإطلاق، ولكن كانت هذه الأوقات مليئة بالفعل بالعمل الداخلي، لذا لكي تكون لديك المزيد من الأعمال الإبداعية لاحقا، فمن الضروري أن يشمل الوقت كلا من الإنتاج العادي والعمل الداخلي، حتى تتمكن من تشكيل الإنتاج الإبداعي.

فإذا كنت تقوم بأي شكل من أشكال العمل المعرفي، فإن العمل الداخلي قد تري أنه ليست إضافة جيدة بالنسبة لك لمتابعتها أثناء وقتك الشخصي أو ربما تشعر بالذنب حيال القيام سرا، على الرغم أن العمل الداخلي يعد استثمار أساسي في نفسك، حيث يساعدك على تحقيق أقصى قدر من الفعالية والتأثير، فإن تحقيق قدر أكبر من الوضوح والتركيز والإبداع أمر ممكن من خلال العمل الداخلي المنتظم.

البدء في العمل الداخلي

كان القادة دائمًا منخرطين في العمل الداخلي، وهو عمل روتيني ومركّز يمنح القادة الفرصة للاجتماع معًا وتجميع أفكارهم ووضع جهودهم موضع التنفيذ من خلال مواءمة أفعالهم مع قيمهم ونقاط قوتهم الشخصية. لقد حان الوقت لإخراج ذاتك الداخلية من الظل وقيمة خطة العمل بداخلك، كما لا ينبغي أن تكون إعادة الشحن والتأمل سراً أو مصدراً للذنب؛ لذا فإن الاحتفال بهذا هو الخطوة الأولى في إنشاء برنامج محدد ومنظم للعمل الداخلي.

في إحدى الشركات، دعا المالك إلى العمل الداخلي من خلال منح موظفيه “أيام اجازة” مدفوعة الأجر كل عام بالإضافة إلى وقت إجازاتهم القانونية المعتادة، وشجعهم على استخدام هذه الأيام في مجموعة متنوعة من الأنشطة التي من شأنها مساعدتهم على أداء أفضل ما لديهم، سواء كان ذلك من خلال ممارسة الرياضة من أجل المتعة أو لتخفيف التوتر وعبء العمل، فكان الهدف الرئيسي هو التركيز على الرعاية الذاتية، التي تعد جزءًا مهمًا من وظيفة الموظف وليست منفصلة عن العمل، شاركنا رأيك، هل تود العمل داخل هذه الشركة؟ هل ستغتنم هذه الفرصة وتستفيد إلى أقصى حد من عملك الداخلي؟

في حين أن هذا النهج السابق يعد أحد الطرق الممكنة لتطبيق العمل الداخلي بشكل رسمي، الا أنه ليس الطريق الوحيد، والخبر السار هو أن العديد من الانشطة التي تعزز قدرتنا على التفوق في العمل من السهل البدء بها، حتى لو بشكل مجاني فعلى سبيل المثال، لا تحتاج إلى إجازة مدفوعة الأجر لبدء التأمل والتنزه، فكل ما تحتاجه هو حسم الرغبة والقليل من التعليمات التي تسير عليها.

للبدء، تحتاج إلى اختيار وقت محدد. ولذلك، يجب على المديرين الذين يرغبون في تحسين عملهم الداخلي أن يخططوا لذلك كما يخططون لأي أولوية أخرى؛ على سبيل المثال، إضافة 30 دقيقة من المساحة البيضاء إلى يومك للقيام ببعض أنواع العمل الداخلي الذي تجده أكثر فائدة أو تحب أن تعمله ، والمهم هنا هو الطريقة التي تفكر بها في عدم استبدال العمل الداخلي بالعمل اليومي في الأنشطة الإنتاجية وعدم اعتباره مضيعة للوقت. لذا، يجب أن تذكر نفسك بأنه عمل قيم مفيد لك ولمن حولك، فإذا كان لديك فريق عمل، يجب عليك مشاركة فوائد العمل الداخلي وتشجيعهم على مشاركة أفكارهم ومقترحاتهم من أجل عمل أفضل يحسن الشعور بالانتماء الي بيئة عمل إيجابية تبني إحساسًا بالمجتمع، حيث يدرك فيها الموظفون أنهم يسيرون على طريق التطوير الداخلي للرعاية الذاتية وأن الشركة تهتم بهم بقدر اهتمامها بالإنتاج.

وبيت القصيد هنا، اليقين أنه لا يوجد شيء ثوري ، فإن الحالة العلمية لهذه الأنشطة واضحة، ومن المحتمل أنك على دراية بها بالفعل أو أنك جربتها بالفعل، لهذت فان التغيير الأساسي الذي يجب إجراؤه ليس إتقان العلوم أو الاليات الخاصة بتنفيذ تطبيقات العمل الداخلي، ولكن الأهم هو الاعتراف نها تعتبر جزءًا أساسيًا من تطورك المهني، وليس الشخصي فقط، حيث إن إدراك الفجوة بين هذين الاثنين سوف يضعك على بداية المسار الصحيح، كما سيجعلك تصبح قائدًا أفضل، وهذا ما تحدثنا عنه سابقا في كتاب الملهمون باستضافة لما تظهر ادوار كثيرة تجعلك في أفضل المستويات الفيادية.

وأخيراً، أنصحك بمراجعة جدولك الأسبوعي وإضافة جزء من الوقت اليومي للعمل الداخلي، وأن تتنوع في إضافة أساليب أو أنشطة العمل الداخلي يوم بعد الاخر، وبكل تأكيد سوف تراي تأثير هذه الدقائق على حياتك المهنية والشخصية، كما أنه من الأفضل أن تدعو فريق عملك أو افراد عائلتك أو أصدقاؤك لمشاركتك حتى يكون هناك قوة دافعة جيدة لهم وحافزًا لك.

ما مدى فائدة هذه المشاركة؟

إضغط على النجوم للتقييم!

عدد التقييمات : 1

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذه التدوينة.

الكاتب : د.على فتحي كاتب

I’m here to build and join a thriving and ambitious community of unique talents.

إنضم إلينا وشارك!

إنضم إلينا الان
انضم إلى مجتمعنا. قم بتوسيع معرفتك وشارك أفكارك ومقالاتك!

التعليقات

ebrahim avatar
@peepso_user_189(ebrahim)
بالتوفيق
د.على فتحي avatar
@peepso_user_56(د.على فتحي)
@peepso_user_189(ebrahim) شكرا لك علي المتابعة والتقييم
منذ 11 أشهر
Mervat Tayeh avatar
@peepso_user_118(Mervat Tayeh)
بالتوفيق
د.على فتحي avatar
@peepso_user_56(د.على فتحي)
@peepso_user_118(Mervat Tayeh) شكرا لك علي المتابعة والتقييم
منذ 10 أشهر